عاجل جداً

أين كاميرات المتحف البريطانى؟؟

غادة زين العابدين
غادة زين العابدين

كمصرية ...لا أفهم ، ولا أستوعب ولا أقبل أسلوب تعامل مسئولى المتحف البريطانى مع سرقة آثار المتحف ، الذى يضم عدداً كبيراً من الآثار المصرية على رأسها حجر رشيد ، أيقونة الآثار المصرية كما يطلق عليه عالمنا الكبير د.زاهى حواس .

ببساطة شديدة وبالهدوء الإنجليزى المعروف ، قال جورج أوزبورن رئيس مجلس أمناء المتحف البريطانى: «كان من الممكن فعل المزيد لمنع السرقات، لكننا نعد بوقف هذه الفوضى» .

وحينما سأله الإعلام عن سبب تجاهل المتحف للتحذيرات بوجود قطع أثرية من مقتنيات المتحف تباع، قال بنفس البساطة والهدوء : إن «التفكير الجماعى ربما منع قيادة المؤسسة من الاعتقاد بأن الكنوز قد أخذت.

والحقيقة أننى لا أعرف كيف قبل المتحف استقالة المدير ونائبه بدلاً من وقفهما عن العمل والإعلان عن التحقيق معهما لحين ظهور الحقيقة،


والحقيقة إننى لا أفهم أيضاً كيف تتم سرقة متحف عريق هكذا ،وبمنتهى البساطة، وأين كاميرات المراقبة ، أم أن هذا المتحف العريق ، بدون كاميرات!! .

والحقيقة أن فضيحة سرقة هذا المتحف البريطانى أصابت العالم كله بالصدمة بعد الإعلان عن اختفاء مئات القطع الأثرية النادرة التى يعود تاريخ بعضها للقرن الخامس عشر قبل الميلاد،وغالباً فإن نسبة كبيرة منها هى قطع أثرية مصرية ، والمريب أن المتحف تلقى تحذيرات منذ عام 2021 بوجود شكوك حول تهريب قطع منه دون أن يأخذ الأمر مأخذ الجد .

أتمنى أن نهتم بدعوة د.زاهى حواس، عالم المصريات،التى طالب فيها بسرعة المطالبة باسترداد حجر رشيد من المتحف البريطاني، فهذا الحجر ، مكانه يجب أن يكون فى المتحف المصرى الكبير.

وطالب أيضا بفتح ملف المطالبة باسترداد كل آثارنا بالخارج ،ووضع منظمة «اليونيسكو» أمام مسئوليتها الدولية بالحفاظ على الآثار، وعقد مؤتمر دولى يضم ممثلين عن كل دول الحضارات ، لبحث مسألة المتحف البريطاني

أعلم أن الحكومة المصرية تتعامل بحسم ونشاط كبير مع هذا الملف، وانها نجحت خلال العشر سنوات الأخيرة فى استعادة العديد من القطع الأثرية والتى يقارب عددها 29 ألفاً و300 قطعة أثرية، وإن وزارة السياحة والآثار تطارد العديد من المزادات العالمية لبيع بعض القطع الآثرية ، وهو ما أوقف نزيف البيع و ساعد فى استرداد بعض آثارنا المهربة بطريقة غير شرعية لتعود إلى مصر ،مثل استعادة رأس تمثال رمسيس الثانى ،حتى تم تسليم القطعة الأثرية النادرة إلى سفير مصر فى سويسرا ، و استرداد الدولة المصرية لجداريتين أثريتين من فرنسا ، كما تمت استعادة 4 قطع أثرية مصرية مهربة من إيطاليا، وتمثال أثرى للمعبودة إيزيس من سويسرا ،بالإضافة إلى استرداد 5 آلاف قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأمريكية.

أتمنى أن تستغل مصر هذا الحادث لتكثيف وتسريع المفاوضات فى هذا الملف ، وتسخير الجهود القانونية مع الجهود الدبلوماسية لتحرير الآثار المصرية من الحيازة غير القانونية لها بالمتاحف العالمية .

القضية تاريخية ، وتمتد لعقود طويلة ،وهو ما يجعل الإنجاز فيها بطيئاً رغم الجهود الكبيرة التى تبذلها الحكومة حالياً ،

لكنى أعتقد أن الفرصة الآن سانحة، لكسب تأييد العالم كله بعد فضيحة المتحف البريطانى .