إطلالة نور

توشكى.. وإرادة الرئيس السيسى

محمد هنداوى
محمد هنداوى

المتابع الجيد لجهود الرئيس عبد الفتاح السيسى فى ملف الزراعة منذ توليه المسئولية يعلم حجم التحديات والصعوبات التى نجحت الدولة فى التغلب عليها لتحقيق نهضة زراعية حقيقية ومحاولة الوصول إلى اكتفاء ذاتى وسد الفجوة الغذائية من المحاصيل الاستراتيجية الزراعية والتى يتم استيرادها من الخارج وتحميل الموازنة العامة للدولة مليارات الدولارات سنوياً لاستيراد ملايين الأطنان من القمح والذرة وبعض المحاصيل الاستراتيجية الأخرى فى ظل أزمات اقتصادية عالمية تؤثر على دول العالم أجمع.

وهنا لن نتحدث عن الأرقام والإحصاءات التى حققتها مصر فى ملف الزراعة منذ تولى الرئيس السيسى حكم البلاد وتوليه تنفيذ استراتيجية مصر الزراعية لتحقيق أرقام قياسية فى تصدير بعض المنتجات والمحاصيل الزراعية المتنوعة، ولا يخفى فى ذلك الاهتمام الرئاسى بهذا الملف والمتابعة الدورية لكافة تفاصيله، ليس على مستوى الزراعة ولكن التصنيع الزراعى وإضافة آلاف الأفدنة الجديدة للرقعة الزراعية الجديدة فى الدلتا الجديدة والريف المصرى وتنمية الوادى الجديد.

أتحدث فى هذا المقال الذى لا يسعنى أن أحصى فيه الإنجاز الذى حققته الدولة المصرية بمختلف وزاراتها وهيئاتها المعنية بعد أيام قليلة من الإعلان عما أصبح عليه مشروع توشكى فى 2023، بعد أن كان حلما قديما دفن فى آبار النسيان، وطالته شائعات وأكاذيب من أعداء الوطن الذين اعتبروا فيها زراعة الصحراء أمراً أشبه بالجنون، لكن الرئيس السيسى انتشل هذا المشروع القومى من جديد بعد فشل الحكومات السابقة فى استكماله بسبب غياب الإرادة والتخطيط وبعض العوامل الأخرى كما صرح الرئيس من قبل خلال زيارته لشرق العوينات .

الحلم الذى حاول تحقيقه وزراء ورؤساء حكومة سابقون منذ انطلاقه عام 1997، أصبح واقعا تكتب فيه الدولة شهادة نجاح جديدة وتعيد إحياء مليارات الجنيهات التى تم إنفاقها فى هذا المشروع القومى ليصبح توشكى الخير لمصر فى ظل الأزمات الاقتصادية الحالية التى يمر بها العالم.

منذ أيام قليلة أذاعت القوات المسلحة المصرية فيلماً تسجيلياً بعنوان «توشكى 2023» كما اصطحبت إدارة الشئون المعنوية وفداً من الصحفيين والإعلاميين لزيارة هذا المشروع الوطنى العملاق والتعرف عليه من الطبيعة وآخر المستجدات التى وصل لها على أرض الواقع، فكانت المفاجأة للجميع بنجاح الإرادة المصرية فى إحياء الحلم القديم وإنشاء وادى جديد لزيادة الرقعة الزراعية فى مصر.

نعم تحقق الإعجاز على أرض توشكى وتغلبنا على المستحيل بإرادة آلاف العمال والمهندسين والفنيين المصريين من العاملين فى تحالف يضم 162 شركة وطنية، حيث انطلقت مراحل إعادة إحياء المشروع فى يوليو 2020 وتم العمل ليل نهار للتغلب على كافة التحديات والعقبات والمصاعب التى واجهت المشروع ومنها على سبيل المثال عدم توفر بنية تحتية أو تسوية الأرض وإنشاء محطات كهرباء ومحطات ضخ المياه لرى الأرض لتصل المياه لأراضى توشكى.

تحولت الصحراء إلى جنة خضراء وأعادت مصر إحياء الحلم القديم ليصبح حقيقة بسواعد أبنائها وإرادة زعيمها الوطنى المخلص لتحصد ثمار سنوات من التعب والشقى وبذل الجهد فى هذا المشروع، بعد وجود آلاف الأفدنة المزروعة بالقمح والنخيل والمحاصيل الاستراتيجية الجاهزة للاستهلاك المحلى والتصدير.. حيث تمت زراعة حوالى 1٫5 مليون نخلة و300 ألف فدان من القمح ومستهدف خلال العام الحالى بنهاية شتاء 2023 - 2024 زراعة 2٫3 مليون نخلة و650 ألف فدان قمح لحصاد مليون طن قمح.