فى المليان

بريكس تـخـطـو بمـصر نحو الأمان المالي والعالمى

حاتم زكريا
حاتم زكريا

اعتمد قادة دول الاقتصادات الناشئة « بريكس « فى ختام قمتهم الــ 15 المنعقدة فى جوهانسبرج بجنوب أفريقيا مصر عضواً دائما فى التكتل ضمن 6 بلدان على أن تصبح عضويتها سارية فى التكتل الذى يحوز ربع ثروة العالم ابتداء من يناير المقبل ، متعهدين بشراكة بناءة مع الأعضاء الجدد وتقديم حلول اقتصادية تدفع نحو عالم أكثر عدلاً وتوازناً وشمولاً ، وسط تصاعد نبرة الإستياء من الهيمنة الغربية عليه وتلويح بانحياز المنظمات الدولية ودعوتها لتبني إصلاحات بسياساتها المالية ودعوتها لجعلها أكثر توازناً ..

وبينما تتصاعد نبرة الاستياء من الهيمنة الأمريكية على العالم ، أعلن قادة « بريكس « خلال اليوم الختامي للقمة الـ 15 فى بيان ألقاه -بالإنابة عن زعمائها الـ 5 ( الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب افريقيا ) رئيس الدولة المضيفة سيريل رامافوزا يوم الخميس الماضي 24 أغسطس بدء اعتماد أوراق مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران والأرجنتين وإثيوبيا .. أعضاء دائمين فى التكتل لافتا الى استكمال الإجراءات على أن تكون عضوية تلك الدول سارية بدءا من يناير 2024 .

وأشار « رامافوزا « الى استكمال الإجراءات عقب إنتهاء أوراق الإعتماد الرسمي للبلدان الــ 6 لضمهم أعضاء دائمين ، بهدف توسيع تكتل « بريكس « مضيفاً إنه أوعز إلى وزراء خارجية تلك البلدان ، ببناء شراكة بناءة إقتصادياً وسياسياً مع دول المجموعة ، داعياً مصر حضور بريكس الــ 16 المقرر انعقادها فى روسيا خلال العام المقبل . 

تعهد « رامافوزا « بالإنابة عن قادة « بريكس « لمصر والأعضاء الجدد بشراكة متكافئة ومتوازنة نحو عالم أكثر توازناً وعدلاً وشمولاً ، مشدداً على أن « بريكس « يتسع للبلدان الـ 6 التي تتبني آراء مختلفة ومتباينة مع بعض القضايا ، لكنها ترمي لمستقبل مشترك ، مستدركاً « اعتمدنا الإجراءات المطلوبة لإجراء عملية التوسيع ، وستكون هناك مراحل لاحقة غير أن ضم البلدان الـ 6 يعد أولي مراحل توسيع التكتل « ، وأعربت 40 دولة من بلدان العالم النامي من إفريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب وشرق اسيا عن رغبتها للانضمام فى التكتل ، فيما تقدمت 22 دولة بينها 8 عربية بطلبات رسمية للإنضمام وفق بيان رئاسي لجنوب أفريقيا .. 

ووفقاً لتصريحات د . محمد معيط وزير المالية المصري فإن انضمام مصر لتجمع البريكس يسهم فى تعزيز الفرص الإستثمارية والتصديرية والتدفقات الأجنبية ، وتساعد هذه الخطوة الإيجابية الإضافية فى دعم سبل التعاون الإقتصادي وتعميق التبادل التجاري بين مصر والدول الأعضاء فى هذا التجمع الذى يعد من أهم التكتلات الإقتصادية فى العالم .

كما أن تنوع الهيكل الإنتاجي والسلعي للصادرات يحقق التكامل لسلاسل الإمداد والتوريد بين دول البريكس .

وقال د . محمد معيط إن التعامل بالعملات الوطنية بين الدول الأعضاء فى تجمع البريكس يساعد مصر فى ترشيد سلة عملات الفاتورة الاستيرادية ، ومن ثم تخفيف الضغوط على الموازنة العامة للدولة التي تتحمل أعباء ضخمة لتوفير الاحتياجات الأساسية من القمح والوقود فى أعقاب اندلاع الحرب بأوروبا وما ترتب عليها من موجة تضخمية عالمية .. 

وكانت مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى اجتماعات بنك التنمية الجديد بمدينة شيامن بالصين عام 2017 .. ويقول خبراء التمويل والاقتصاد إن مصر نجحت فى الإنضمام الى مجموعة بريكس إلى جانب المؤسسين الخمسة فى أول جولة تم فيها طلب الإنضمام من 23 دولة فضلاً عن إبداء الإهتمام من 40 دولة وهو مؤشر جيد علي ثقل ووزن مصر داخل هذه المجموعة .. 

واكتسب تجمع « بريكس « منذ نشأته زخماً وأهمية بمعدل بطئ خاصة فى الفترة الأخيرة منذ جائحة كورونا والصدمات التالية لها منذ حرب « روسيا - أوكرانيا « وخلافه ..

إن انضمام مصر لمجموعة « بريكس « سيكون له آثار إيجابية وسيعطي لمصر قدرة على الوصول الى تمويل بشروط أفضل بعيداً عن مؤسستي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي .. 

ولعل أبرز فوائد تجمع « بريكس « تتمثل فى الحد من هيمنة الدولار وتوفير القنوات التمويلية وتعزيز التبادل التجاري مع دول كبري .. 

وبريكس مختصر للحروف الأولي لأسماء الدول باللغة اللاتينية أصحاب أسرع نمو اقتصادي بالعالم ( BRICS) .