المرأة الحديدية بقنا.. 45 عامًا في تسلق النخيل وقيادة توك توك 

صبرية السباعي في قنا
صبرية السباعي في قنا

ارتبط اسم صبرية السباعي في قنا، والتي تشتهر بمنى قوت، بالعديد من الأعمال الشاقة، التي مكنتها بأن تكون امرأة حديدية،  تنفق على نفسها وعلى أسرتها،  متخذي مبدأ «أكل العيش أحسن من مد الإيد».

هنا في قرية الحلة، التابعة لمحافظة قنا، ترتدي صبرية السباعي زي الرجال، وتمتهن مهن يجرمها أبناء الصعيد على المرأة، فهي مهن ارتبطت بالرجال فقط، مثل حفر القبور وتسلق النخيل وعزق الأراضي وطحن الدقيق ، لمدة 45 عاما، قضتها المرأة الحديدية، في الأعمال الشاقة،  حتى امتهنت مؤخرًا مهنة قيادة توك توك، لتصبح أول امرأة قنائية تمتهن هذه المهنة المعروفة أيضا بأنها للرجال فقط .

وبالرغم من أن هذه المهن يجرمها أهل الصعيد على السيدات،  إلا أن صبرية السباعي، رفضت ذلك، حتى لا تمتهن مهنة التسول على حد قولها وأجبرت الجميع على احترامها ومساعدتها،  بدلا من أن كانوا في البداية،  يسخرون منها.


ظروف أسرتها دفعت المرأة الحديدية إلى العمل الشاق منذ صغرها، وبراءة الأطفال لم تعرف عنها شيئا، منذ صغرها وهي تمتهن المهن الشاقة، مثل عزق الأراضي وطحن الدقيق وتسلق النخيل وحفر القبور وقيادة التوك التوك ، حتى تنفق على أسرتها.

 تقول المرأة الحديدية،  إن أهل الصعيد يرفضون عمل المرأة من الأساس،  فما بالكم من أن تمتهن المرأة مهن يحتكرها الرجال فقط، كانوا يسخرون مني، ولكن والدي ووالدتي كانا في أشد الحاجة للمساعدة، لم ألتفت لكلام الناس، قدر شجاعتي ورغبتي في العمل، حتى لا أطلب المساعدة من أحد.

وتتابع: تعرضت لمواقف عدة في مجال عملي، سواء مواقف شاقة أو مضايقات،  ولكن زاد ذلك من قوتي وعزيمتي، حتى أصبحت امرأة " زي ما بيقولوا عليّ امرأة مسترجلة"، و استطعت أن يغير فكر من كانوا ضدي في البداية إلى تشجيعي واستمراري في العمل، أفضل من التسول. 

وتوضح أنها لم ترهب تسلق النخيل وجني التمر، أو حفر القبور، أو طحن الدقيق ، واتجهت للعمل كسائقة توك توك، واجهت في مهنتها الأخيرة بعد الصعوبات ولكن تغلبت عليها بصبرها وعزيمتها،  بسبب حاجتها للعمل.

وتوجه المرأة الحديدية رسالة إلى السيدات قائلة " الشغل مش عيب ولا حرام اشتغلوا ومتبصوش لكلام الناس اللي هيتكلم عليكم مش هيرضى يطلع قرش من جيبه ويساعدكم".