فواصل

بن غفير من جديد

أسامة عجاج
أسامة عجاج

قد تكون من المرات النادرة، التى أكتب عن شخصية مرتين، ففى يناير الماضي، تناولت مواقف ايتمار بن غفير وزير الامن القومى الاسرائيلي، ودوره فى دفع المنطقة الى التأزيم بشكل غير مسبوق، وهاهو يعود من جديد بوجهه القبيح، فى تصريحات تعبر عن حقيقة مواقفه، عندما (قدم حريته فى التنقل فى شوارع الضفة الغربية، عن حق الفلسطينيين فى الحياة)، والتى اثارت تنديدا واسعا، من جهات عديدة، ووصفها المتحدث باسم الخارجية الامريكية، بإنها تحريضية وعنصرية، ورغم محاولة رئيس الوزراء نتنياهو التخفيف من وقع هذه التصريحات، فإن بن غفير ليس استثناء للقاعدة،

بل هو  تعبير حقيقى عن تيار واسع فى اسرائيل، يسعى الى انهاء وجود الفلسطينيين فى الضفة، من خلال  سياسات تتبناها الحكومة، يتم تنفيذها عبر ذراعين، (الاول) الجيش والذى يقوم بعمليات الاقتحام فى الضفة، ويخطط لبدء عمليات عسكرية واسعة فى القطاع، وعودة الاغتيال لقيادات فلسطينية داخل وخارج إسرائيل، والحديث يدور حول صالح العارورى نائب رئيس حركة حماس، المسئول اسرائيليا، عن العمليات العسكرية الاخيرة فى الضفة ضد جنود الاحتلال، وسط توقعات بأن هكذا عملية قد تؤدى الى مواجهة طويلة بين الحركة وإسرائيل، (والذراع الثانية) الجماعات الاستيطانية المتطرفة، التى تعمل بحماية ودعم وتأييد الحكومة، وغض الطرف عن جرائمها، صحيح هناك انتقادات اسرائيلية لـ بن غفير، ومنها ما قاله وزير الدفاع السابق بينى غانتس، والذى وصفه ( بأنه مهووس بالاعلام، ومهرج سياسي، وتصريحاته تلحق الضرر بإسرائيل اقليميا ودوليا)، ولكن الحقيقة ان ما يتم تداوله داخل اجتماعات الوزارة مؤخرا، لا يخالف توجهات بن غفير حيث هناك خطط للتصعيد عسكريا، ونشر الحواجز فى الضفة، وعدم تقديم اموال للسلطة، المخطط يسعى الى انهاء أى وجود للفلسطينيين فى الضفة الغربية، واستهداف المواطنين العرب فى إسرائيل، ونسبتهم حوالى خمس السكان، حيث سبق لنتنياهو نفسه ان حرض ضدهم، ووصفهم (بأنهم أكثر خطرا من أعدائنا فى الخارج فهم يعيشون بيننا)، والخلاصة أن المنطقة تنتظر الأسوأ مع بن غفير ورفاقه.