إنها مصر

إسرائيل.. إلى متى؟

كرم جبر
كرم جبر

أمس فقط، قامت إسرائيل بحملة اعتقالات جديدة فى الضفة الغربية، واشتباكات مسلحة واسعة النطاق، واقتحام مناطق فى نابلس ورام الله وبيت لحم والخليل، والبحرية الإسرائيلية تعتقل صيادين فلسطينيين، ومثل هذه الأجواء الحربية هى السائدة.. والسؤال: إلى متى؟
75 عاماً من العذاب والقتل والطرد والتهجير، يعيشها الشعب الفلسطينى الذى يتحمل ما لم يتحمله شعب آخر، ولا يعرف أحد متى تنتهى المأساة ويحصل على حقوقه المشروعة؟
السلام لا يتحقق بالغارات وعمليات الاقتحام.


تعلم إسرائيل جيداً أن القضية لن تموت، مهما حاولت التسويف والمماطلة والإنكار، ومهما خرجت تصريحات متطرفة بأنه لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني.
الحقائق على أرض الواقع تؤكد أن الشعب الفلسطينى لن يتنازل ولن يستسلم ولن يهدأ، وأن الأجيال الجديدة لا تقل حماساً وإصراراً عن الآباء والأجداد.
أنظروا لعيون أطفال فلسطين الصغار، لتعرفوا الحقائق التى يحاول ساسة إسرائيل إنكارها، أطفال لا يخشون جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والملابس الثقيلة، فهل أطفال بهذا الشكل يمكن أن يفرطوا فى قضية بلادهم؟
75 عاماً ولم تهدأ الأرض، ولم يستسلم الشعب، ولا تبدو فى الأفق أي بوادر للسلام، أو الحياة الطبيعية بين الشعبين الفلسطينى والإسرائيلي، ولا يتوقف نزيف الدم وما يترتب عليه من الكراهية والرغبة فى الثأر.
من الذى فى يده مفاتيح الحل؟
الذى يحتل الأرض وينكر الحقوق ويصر على أن القوة الباطشة هى التى تحقق له الأمن، مع أن الحقائق على أرض الواقع تؤكد عكس ذلك تماماً.


لقد خرجت من مصر، وبالتحديد العلمين، رسائل كثيرة عقب اجتماعات الفصائل الفلسطينية، وبعدها القمة الثلاثية بين زعماء مصر والأردن وفلسطين، مضمونها الأساسى «الاعتراف مقابل السلام»، لوضع نهاية لهذا الملف الدامي، الذى يهدد الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.


كان الرئيس السادات رحمه الله يردد دائماً أن صقور إسرائيل مثل إسحق رابين ومناحم بيجن هم الأكثر قدرة وشجاعة على الجلوس فى غرف التفاوض والتوصل إلى حلول للمشكلات المزمنة، ويبدو أن إسرائيل تفتقد الجرأة والقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة.
السلام يحتاج لأبطال لا يقلون شجاعة عن جنرالات الحروب، وإذا كانت القاعدة الذهبية تقول إن الميادين المشتعلة تنتهى فى الغرف المكيفة، فلم يتحقق ذلك حتى الآن.
متى تسكت المدافع والصواريخ والطائرات والقتل وإراقة الدماء؟.. الكرة فى ملعب إسرائيل.