النيابة أحالت الزوج لمستشفى الأمراض النفسية..

ليلة مقتل «فاطمة» في منزل والدها

الضحية
الضحية

الغريبة:‭ ‬محمد‭ ‬عوف

  استيقظ أهالي قرية صال حجر بمركز بسيون في محافظة الغربية، على جريمة قتل بشعة ومأساوية، المتهم فيها زوج في العقد الثالث من العمر قتل زوجته طعنًا باستخدام سلاح أبيض داخل منزل والدها عقب نشوب مشادة كلامية بينهما لرفضها الرجوع إلى منزل الزوجية، دون مراعاة للعشرة أو لوجود طفلة رضيعة لا ذنب لها، ليسلم بعدها نفسه للشرطة مدعيًا إصابته بمرض نفسي، التفاصيل في السطور التالية.

على مدار عامين عاشت «منة» مع زوجها شعبان على الحلوة والمرة في شقة إيجار قريبة من منزل والدها دون أن تشتكي يومًا أو تحكي لأحد ما يدور بينها وبينه من خلافات معتادة بسبب عصبيته وغيرته الزائدة عليها والتشاجر معها بسبب وبغير سبب وأحيانًا يعود ليعتذر لها ويصالحها عما بدر منه حتى أنجبت منه طفلة صغيرة، لكن أسلوب الزوج معها لم يتغير بل أنه بدأ يعتدي عليها.

ذهاب بلا عودة

وبمرور الوقت لم تجد بارقة أمل في تحسن طريقته معها فقررت في نفسها أن تترك عش الزوجية نهائيًا وبلا رجعة بعد أن شعرت بأن كرامتها قد أهدرت من كثرة اعتداء الزوج عليها وإهانتها أمام أهلها، وفشلها في إعادته إلى رشده، رغم تدخل الكثير من الأقارب والأصدقاء للصلح بينهما لكنها لم تجد أملا في إصلاحه فتركت المنزل وذهبت إلى منزل والدها حاملة معها ابنتها الرضيعة وحقيبة ملابسها، ليعود الزوج ويكتشف ذلك فيستشيط غضبًا، ويتصل بها عبر هاتفها فلم تجاوبه ليزداد غضبًا، ويكرر أكثر من مرة حتى ردت عليه وقبل أن تتحدث بشيء لاحقها بكلمات تعنيف شديدة اللهجة وطالبها بالعودة للمنزل وإلا سيأتي لذبحها، لترد عليه بكلمة واحدة «طلقني» وتنتهي المكالمة بينهما عند هذه الكلمة.

التجهيز للجريمة

يجلس الزوج في المنزل وحيدًا يفكر فيما قالته له زوجته فهو لا يستطيع العيش بدونها لحبه الشديد لها ولكن ماذا يفعل لو أصرت على موقفها ، ظل يفكر كثيرًا حتى بدأ يتشتت وألهمه تفكيره الشيطاني أخيرًا أن يتخلص منها، وتوجه ناحية المطبخ واستل سكينًا حادًا ووضعه بين ملابسه، وبدأ يضع الخطة لكي ينفذ جريمته في حالة إصرارها على عدم العودة، وبكل هدوء خرج من الشقة وتوجه لوالدته لكي تذهب معه إلى أسرة زوجته لإقناعها بالعودة، وعند وصولهما يستقبلهما والدها الذي يلومه على أفعاله المشينة مع زوجته، ويطلب منه شعبان السماح بمقابلة زوجته ليصالحها ويعيدها للمنزل، لم يجد الأب أمامه سوى إبلاغ ابنته التي كانت تشعر بقلق شديد من هذا اللقاء وكل ما يدور في ذهنها ماذا تفعل وهل تمنحه فرصة أخيرة أم تنهي الأمر تمامًا، وبعد تفكير وافقت على اللقاء.

دخل الزوج إلى غرفتها وبصحبته والدته وكله أمل أن تعود معه، جلس معها بضع ساعات محاولاً إقناعها بالصلح لكنها ترفض بشدة حتى أنها صرخت في وجهه تطلب الطلاق ليحتدم الحوار بينهما ويصل إلى طريق مسدود.

هنا قرر الزوج أن يحسم الأمر ولكن بطريقته بعد أن وجد الطريق مغلقا نهائيًا وما كان منه إلا أن أخرج السكين من بين ملابسه ويطعنها عدة طعنات مباغتة في الصدر والبطن؛ لتسقط على الأرض مغشيًا عليها وسط بركة من الدماء، وسط ذهول والدها الذي أصيب بحالة انهيار أفقدته النطق من هول الصدمة ويخرج الزوج حاملاً السكين في يده مرددًا (قتلتها  قتلتها) وسط ذهول الجميع.

معاينة الشرطة

وفي لحظات تنتقل النيابة وفريق البحث الجنائي لمكان الوقعة للمعاينة، وتبين أن الجثة ملقاة على الأرض داخل إحدى الغرف وغارقة في دمائها وتم نقلها إلى ثلاجة حفظ الموتى بمستشفى طنطا الجامعي تحت تصرف النيابة العامة والتي أمرت بانتداب الطب الشرعي لبيان الصفة التشريحية والتصريح بالدفن عقب الانتهاء من الإجراءات القانونية اللازمة، فيما سلم المتهم نفسه للشرطة وتم التحفظ على السلاح المستخدم في الواقعة، وبمواجهة المتهم اعترف بارتكاب الواقعة وقدم الأوراق التي تثبت أنه يعاني من مرض نفسي، وغير مدرك لفعلته وجرى تحويله للنيابة التي أمرت بعرضه على الطبي النفسي للتأكد من سلامة قواه العقلية، وتم إخطار اللواء خالد عبد السلام مدير أمن الغربية، بالواقعة والذي أمر بتشكيل فريق بحث للوقوف على أسباب وظروف وملابسات الواقعة تحت إشراف العميد محمدعاصم مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن الغربية، ضم ضباط مباحث مركز بسيون، وتبين من التحريات التي أجراها الرائد أحمد عوض رئيس مباحث مركز بسيون تحت إشراف المقدم أمير نور الدين مفتش البحث الجنائي بمركز بسيون، أن المتهم يدعي رمضان 32 سنة، ويعمل في سوبرماركت، وأن المجني عليها منة ش أ 20 سنة تركت مسكن الزوجية، بسبب خلافات أسرية، واتجهت للإقامة بمسكن أسرتها، فقررالمتهم إعادتها وتوجه لاصطحابها، إلا أنها رفضت الاستجابة له، مادفعه للاعتداء عليها وقتلها بتسديد عدة طعنات بالسكين في منطقة البطن والصدر داخل منزل حماه وسقطت على الأرض جثة هامدة.

نزهة قبل الحادث

«أخبار الحوادث» انتقلت لمنزل أسرة المجني عليها للتوصل لتفاصيل الواقعة، فيقول وائل محمد خال المجني عليها، إن جميع أفراد الأسرة والجيران في حالة ذهول لم يصدقوا ما حدث للمجني عليها «منة» مشيرًا أنه ليلة الحادث كان خارج المنزل لقضاء بعض المصالح وفوجئ بشقيقته تتصل به وهي تصرح وتخبره بما حدث، ويأتي مسرعًا ليجد ابنة شقيقته ملقاة على الأرض مغشياً عليها ويقوم رجال المباحث بالمعاينة.

ويضيف خال الضحية؛ أن المتهم ذهب مع المجني عليها ووالدتها قبل الحادث إلى مدينة دسوق للتنزه ولكي يصالحها لكن لم نكن ندري ما كان بداخله من شر دفين، ولم نتوقع ما فعله إطلاقاٌ خاصة وأن هناك طفلة رضيعة لا يزيد عمرها عن 5 أشهر، فما ذنبها أن تخرج للدنيا لتجد أبوها متهما بقتل أمها لرفضها العيشة معه، مطالبًا بالقصاص من المتهم.

وتضيف والدتها والدموع تنهمر من عينيها قائلة: إنها وقت الحادث كانت تجلس خارج المنزل، وتحدث معها المتهم وطلب منها إقناع ابنتها بالعودة وطلبت منه أن يصعد لها في الشقة ويصالحها ونصحته أن يتخلى عن عصبيته وغيرته ويتعامل معها بكل هدوء وبالفعل صعد إليها ومعه والدته ولم تكن تدري أنه ينوي إنهاء حياتها مرددة حسبي الله ونعم الوكيل.

وكشف أحد الجيران أن الزوج المتهم يعاني من أعراض نفسية قبل الزواج بفترة ودائم الشجار مع زوجته لغيرته الشديدة عليها، وعندما سئمت الزوجة من الوضع تركت المنزل وذهبت لمنزل والدها، وأقدم الزوج على فعلته عندما ذهب لمنزل والدها وطلب منها الرجوع معه ورفضت، مما دفعه الى ارتكاب الجريمة.

اقرأ أيضًا : حاولت منع زوجها من تناول المخدرات فقتلها


 

;