زيارة البرهان لمصر.. القاهرة تواصل جهودها لتحقيق الاستقرار للسودان

الفريق أول عبد الفتاح البرهان
الفريق أول عبد الفتاح البرهان

قال الكاتب الصحفي، محمد مصطفى أبو شامة، إن زيارة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي إلى مصر، مهمة ومؤثرة وقد تكون مبشرة لما تحمله من دلالات تعكس اقتراب استقرار الأوضاع في السودان بشكل أو بآخر، لأن خروج رئيس مجلس السيادة السوداني من الخرطوم بعد 4 أشهر من أعمال القتال المستمرة داخل السودان يعكس استقرارا ولو جزئيا على مستوى العمليات داخل السودان.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية بشاشة "القاهرة الإخبارية"، أن ذلك يعطي مؤشرات ربما تكون مبشرة لنا ولكل المصريين المتعطشين لإنهاء هذه الأزمة حزنا على الشعب السوداني الشقيق، كما تعكس الزيارة عمق العلاقات المصرية السودانية، وأن تكون الزيارة الخارجية وجهتها مصر تعني أن هذا هو الخيار الأول والخيار الأهم بالتوجه إلى مصر، فلها دور كبير وجهد كبير خلال الشهور الأخيرة لمحاولة إنهاء هذه الأزمة ووقف القتال ودعم استقرار السودان.

وتابع: "كل جهود إنهاء الأزمة تتلخص في إيقاف عجلة القتال قبل أي حديث، وهو الهدف الأسمى سواء الجهود المصرية أو الأطراف الإقليمية والدولية، والجميع يسعى إلى إيقاف القتال بشكل حقيقي ومستدام كي تتمكن فرق الإغاثة من الوصول للمنكوبين وللوصول للاستقرار وحل هذه الأزمة".

واستطرد: "الفريق البرهان زيارته إلى مصر تهدف إلى إطلاع الرئيس السيسي على مستجدات الأمور، وربما تكون هناك مجموعة أفكار للتشاور حول مستقبل العمل خلال الأيام المقبلة على المستوى السياسي، وتطلعاته لدعم القاهرة بشكل أو بآخر بالفترة المقبلة، سواء على المستوى السياسي أو اللوجستي".

وقال مجدي عبدالعزيز كاتب وباحث سياسي سوداني، إنّ حديث الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، يؤكد أن استراتيجية القوات المسلحة تسير بصورة ناجحة في مكافحة تمرد قوات الدعم السريع ومحاولاتها لخطف السلطة تحت دعاوى سياسية.

وأضاف في مداخلة هاتفية عبر قناة القاهرة الإخبارية، مع الإعلامية رغدة منير، أن البرهان أكد بالأمس أن القوات المسلحة لن تضع يدها في إيدي الخائنين، مشيرًا إلى أن زيارته إلى مصر تؤكد أن مصر ليست كأي دولة بالنسبة إلى السودان.

وتابع، إن العلاقات المصرية السودانية ليست علاقات عاطفية، وإن كانت العاطفة تربط بين شعبي وادي النيل، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين ليست خيارًا، ولكنها علاقة مصير بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ.

وأكد، أن مصر والقيادة السياسية الحكيمة أثبتت في الآونة الأخيرة أنها ثابتة على مواقفها ومبادئها في دعم السودان للحفاظ على المؤسسات السودانية، مشددًا على أن مصر لم تقف مكتوفة الأيدي، وكانت قوة الدبلوماسية المصرية وذكاؤها متمثلاً في جمع دول جوار السودان لأنها صاحبة المصلحة الأولى في تحقيق الاستقرار هناك، وذلك على أساس مبادرات ومحددات واضحة تمنع التدخل في السودان.

وقال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن زيارة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، إلى مصر تحمل الكثير من الدلالات سواء للداخل السوداني أو المجتمع الدولي.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية بشاشة "القاهرة الإخبارية"، أن دلالة هذه الزيارة للداخل السوداني هي استقرار الأوضاع نسبياً داخل السودان، وأن هناك "استقرار نوعي" حدث بعد الزيارات الأخيرة التي قام بها البرهان سواء لمدينة بورتسودان أو قاعدة فلمنجو البحرية العسكرية، وتحمل الزيارة الكثير من المعاني ودلالة واضحة على الأهمية الاستراتيجية للدولة المصرية.

وتابع "إن الدولة المصرية تستغل دبلوماسيتها الناعمة للعمل على حل الأزمة في السودان، وأن مصر هي الدولة المعنية الأولى بالأزمة السودانية، نتيجة عدة عوامل يأتي على رأسها عوامل الدم والجغرافيا والتاريخ، وعلاقات قوية وراسخة تربط بين مصر والأشقاء في السودان، وتسعى الدولة المصرية ومن خلال قيامها بالكثير من الإجراءات وتحركاتها الدولية للعمل على إيجاد حل شامل للأزمة السودانية، مما يرفع المعاناة عن أشقائنا في السودان، وهو ما تقوم به الدولة المصرية من اليوم الأول للأزمة، كما أن زيارة البرهان إلى مصر اليوم لبحث سبل وقف إطلاق النار مع الرئيس السيسي".

واستطرد: "نجد أن مصر هي التي حملت العبء الأكبر عن الشعب السوداني وفتحت المعابر، واستضافت الكثير من الأشقاء والضيوف على أراضيها، وقدمت لهم الدولة المصرية كافة أوجه المساعدات، ويدل ذلك على أن مصر والسودان نسيج واحد".

قال الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، إنه حرص على إطلاع القيادة المصرية على تطورات الموقف في السودان. 

وأضاف خلال تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، أن القوات المسلحة السودانية لا تسعى للاستمرار في حكم السودان، كما أنها تواجه جماعات متمردة ارتكبت جرائم حرب من أجل الاستيلاء على السلطة. 

ووجه الشكر والتقدير لمصر شعبا وقيادة على استضافة الجالية السودانية الكبيرة وتقديم كل العون لها، كما أكد على السعي لانتخابات حرة ونزيهة يقرر فيها الشعب السوداني ما يشاء.

وطمأن البرهان كل أصدقاء السودان، مؤكدا على السعي للتحول ديمقراطي، و"لا نطمع في الحكم".

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد استقبل اليوم الثلاثاء، بمدينة العلمين الجديدة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي، أكد خلال اللقاء اعتزاز مصر الكبير بما يربطها بالسودان على المستويين الرسمي والشعبي من أواصر تاريخية وعلاقات ثنائية عميقة، مؤكداً موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، خاصةً خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها، أخذاً في الاعتبار الروابط الأزلية والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع بين البلدين الشقيقين.

من جانبه؛ أعرب الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عن تقديره البالغ للعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين الشقيقين، مشيداً بالمساندة المصرية الصادقة للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التاريخي الذي يمر به، خاصةً من خلال حُسن استقبال المواطنين السودانيين مصر، ومعرباً في هذا الإطار عن تقدير بلاده للدور الفاعل لمصر بالمنطقة والقارة الأفريقية.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظاً على سلامة وأمن السودان الشقيق، على النحو الذي يحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية، ويصون مصالح الشعب السوداني الشقيق وتطلعاته نحو المستقبل.

وتناول اللقاء كذلك تطورات مسار دول جوار السودان، حيث رحب رئيس مجلس السيادة السوداني بهذا المسار الذي انعقدت قمته الأولى مؤخراً في مصر.

كما تطرقت المباحثات إلى مناقشة سبل التعاون والتنسيق لدعم الشعب السوداني الشقيق، لاسيما عن طريق المساعدات الإنسانية والإغاثة، حتى يتجاوز السودان الأزمة الراهنة بسلام.