الوعى السياسى والمشاركة

الأحزاب: توعية المواطنين هى الفيصل لخلق مناخ جيد

صور أرشيفية لمشاركة المواطنين فى الانتخابات الرئاسية ٢٠١٨
صور أرشيفية لمشاركة المواطنين فى الانتخابات الرئاسية ٢٠١٨

المشاركة السياسية الفعَّالة هى البداية لصناعة المجتمعات المتحضرة وضمان التطور والرقى، ويجب علينا جميعاً أن نحرص عليها، ولكن يبقى الأهم هو الوعي السياسي حتى نضمن مشاركة سياسية بنّاءة.. الفترة المقبلة تشهد استحقاقات انتخابية عدة تبدأ بانتخابات الرئاسة، لذا كثرت الأسئلة، كيف نحقق مشاركة سياسية فاعلة من المصريين؟!

وما الذى يجب فعله لزيادة الوعى السياسى بأهمية الإقدام على المشاركة الإيجابية، وما الطريق الصحيح لتشكيل وعي سياسي حقيقى يحسن الاختيار؟!

«الأخبار» فى السطور القادمة ناقشت الخبراء للإجابة على هذه الأسئلة والوصول إلى روشتة .. كيف يزيد الوعي السياسي للمواطنين؟,

سياسيون: تسهيل الممارسات الديمقراطية .. وخلق كوادر شبابية ضروري

القيادات الحزبية أوضحوا أن توعية المواطنين بأنهم هم الفيصل لنجاح العملية السياسية، وأن رضاهم هو المتحكم الأساسي فى العملية السياسية وهو الوسيلة الأبرز لجذب الجميع إلى المشاركة السياسية، وأضافوا أنه بجانب هذا يجب أن يعرف المواطن أن المشاركة الإيجابية فى العملية السياسية هى الفيصل في إفراز كوادر قادرة على بناء الدولة..

مؤكدين أن الاحتكاك بالشارع من قبل الأحزاب ووضوح برامجهم عامل مساعد في زيادة الوعي للمواطن حتى يقبل على المشاركة السياسية.

يقول محمد الحداد، أمين عمال حزب حماة وطن، إنه يجب أن يعى المواطنون أن عدم المشاركة السياسية يضيع على الوطن ظهور كفاءات تحتاجها الدولة، خاصة أن العملية السياسية الأساس بها هو التنافس بين قوى فكرية هدفها الأساسي أنها ترى انها قادرة على إكمال نهج الدولة في النهوض.

ويشير إلى أنه مع وعى المواطن بهذا الهدف والحرص على المشاركة السياسية الفاعلة من كافة المواطنين، سنجد حرصًا من جميع الذين يرغبون فى المشاركة فى العملية السياسية على إفراز أفكار بناءه تستفيد منها الدولة طمعًا فى الحصول على رضاء المواطن المتحكم الأساسى فى أي عملية سياسية.

ويوضح أنه بجانب هذا أيضاً على الأحزاب السياسية التنسيق فيما بينها وأن يقوموا بدورهم والسعي بالاحتكاك بالشارع المصرى، وتنظيم ورش عمل هدفها التوعية بأهمية المشاركة السياسية وكيفية الاختيار الإيجابي والوعي بالقضايا السياسية.. حتى نضمن استمرار عملية بناء الدولة والاستقرار والحفاظ على مقدرات الدولة .

ويضيف أنه بجانب الأحزاب على منظمات المجتمع المدني أن تقوم بدورها أيضاً كجسر رابط بين أطراف العملية السياسية بداية من مؤسسات الدولة وصولاً للأحزاب السياسية والنقابات وغيرها من المنظمات وانتهاء بالمواطن وهذا الدور البارز هو الأهم فى صناعة الوعي خاصة أن هذه المنظمات تستطيع أن تصل لحل وسط يرضى الجميع ويجعل العملية السياسية أكثر شمولاً وإيجابية.

الظهور الإعلامي

ويشير فريد زهران، رئيس حزب المصرى الديمقراطى، إلى أن الإقبال على المشاركة السياسية يتحدد وفق ما يتم توافره من مساحة للرأى والتعبير وشعور المواطن بأن العملية السياسية آمنة وستفرز الكفاءات التى يريدها وستلبى ما يحتاجه.

ويوضح أنه لكى نضمن عملية سياسية بناءة علينا أن نزيد من مساحة تحرك الأحزاب السياسية وتوفير الظهور الإعلامي المناسب لها حتى يشعر المواطن بأهمية المشاركة السياسية.
ويضيف أنه بجانب هذا أيضاً علينا الاستمرار فى زيادة الإفراج عن المحبوسين فى قضايا الرأى.

المعرفة السياسية

ويقول د. أحمد سامى درويش، الأمين العام لحزب حقوق الإنسان والمواطنة ورئيس المجلس الوطنى لحقوق الإنسان، إن الضامن الأساسى لنجاح أى عملية سياسية هو المواطن لذا علينا جميعًا أن يشعر المواطن بأنه اللاعب الرئيسى في هذه العملية حتى يقبل عليها وهذا الأمر يتضمن أن يكون هناك جسرا مترابطا بين الجميع سواء كانت مؤسسات الدولة أو أحزابًا سياسية ومنظمات مجتمع مدنى.

ويوضح أنه علينا أيضاً كأحزاب سياسية أن نتبنى استراتيجيات واضحة، وأن تتحول البرامج الحزبية إلى واقع لا مجرد كلمات هنا سنجد المواطن حريصًا على المعرفة السياسية وحينها سنضمن أيضاً حياة سياسية ثرية خاصة أن الكثير من الأحزاب التى تتواجد على الساحة الآن لا تملك رؤىً واضحة، وبرامجها ليست سوى كتيبات لا تجذب المواطن ومن هنا سنجد فجوة وعدم اهتمام من المواطنين بالمشاركة الحزبية لذا على جميع الأحزاب السياسية أن تعيد ترتيب أوضاعها حتى يشعر المواطنون بأهميتها وبالتالى يقبلون عليها.

أساتذة السياسة

ويرى أساتذة العلوم السياسية أن الضامن الرئيسى لمشاركة سياسية إيجابية هو التعامل مع كافة شرائح المجتمع باختلاف ثقافتهم وإيجاد لغة جذابة تتناسب وفق ثقافة كل شريحة، وأوضحوا أن المصداقية والشفافية فى التعامل مع المواطنين هما السلاح الأبرز فى الوصول للمواطن الذى يجعله يقبل على المشاركة السياسية والفيصل الأساسى فى تشكيل وعى المواطنين بأهمية التفاعل السياسى .. وأشاروا إلى أن الوعى السياسي عملية مستمرة تبدأ من الصغر عن طريق المدرسة من خلال المناهج التعليمية، وأيضاً من خلال اتحاد الطلاب وغيرها من الأنشطة التى تحتاج للتصويت وقرارات، يلى ذلك الحياة الجماعية.

فيوضح د. طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، أنه هناك قواعد عامة للمشاركة السياسية وهى أن المشاركة لا تتم إلا تحت ضغوطات معينة وأنه كلما كان هناك وعى سياسى كلما زادت نسب المشاركة، ويشير إلى أن السبب الرئيسى لعزوف المواطنين عن المشاركة السياسية يرجع إلى وضع المواطن والذى غالبًا ما يتم وضعه تحت ضغط من المنصات المعارضة والتى تتسبب فى زرع الإحباط بداخله، وتوهمه بأنه مهما حدث فإن تأثيره ضعيف ولن يغير شيئًا مهما حدث مما يجعل الكثير منهم يعزف عن المشاركة.

ويشير إلى أنه لكى نضمن المشاركة السياسية يجب أن يتم التعامل مع كافة شرائح المجتمع باختلاف ثقافتهم وعدم التركيز على فئة واحدة فقط وهذا ما يسمى بالقوى المجتمعية المحايدة، فهناك العديد من الشرائح والثقافات وكل منهم له فكر يجب أن نحرص على الوصول له حتى نؤمن عملية المشاركة السياسية له بجانب هذا علينا العمل على زياده الوعى.

اتحاد الطلاب

وتشير د. نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إلى أن رفع الوعى بالمشاركة السياسية هو جهد يبدأ من الصغر من المدرسة من خلال المناهج التعليمية بالإضافة إلى صنع بيئة سياسية مصغرة فى الحياة المدرسية من خلال اتحاد الطلاب وغيره من الأنشطة التى تحتاج لتصويت وقرارات يلى ذلك الحياة الجماعية.

وأوضحت أنه بالتوازى مع هذه الخطوة فإن دور الإعلام محدد رئيسى فى تشكل الوعى بالمشاركة السياسية وذلك من خلال الدراما المقدمة والبرامج التى تزيد من الجرعة الثقافية والمعرفية بأهمية المشاركة فى الحياة السياسية.

وتضيف أن الدولة أيضاً عليها دور كبير فى هذا الملف وذلك عن طريق تيسير الدولة للراغبين فى المشاركة فى الحياة السياسية بالعمل على بناء الكوادر وإتاحة تيسير المشاركة السياسية الفاعلة وإبراز دور هذه الكوادر حتى يزداد الإقبال على المشاركة السياسية.

خبراء إعلام

أكد خبراء الإعلام ان السبب الرئيسى وراء عزوف المواطنين عن المشاركة السياسية، هو الجهل بالحقوق السياسية لهم، وأنهم لا يعرفون الأهمية وراء المشاركة الفاعلة في أي عملية سياسية وأوضحوا أن الضامن الحقيقى لتشكيل هذا الوعي هو، أولًا بتعريف المواطنين حقوقهم السياسية ومدى أهميتها وأن مشاركتهم الإيجابية هي الفيصل لنجاح العملية السياسية والجهود التي تقوم بها الدولة، وأشاروا إلى أنه بجانب هذا كله علينا أيضاً أن نهتم بالتنشئة الصحيحة للأطفال وتدريب مهاراتهم منذ الصغر وتعريفهم بأهمية المشاركة السياسية والإدراك وغرس أهمية المشاركة والتفاعل فى المجتمع فيهم حتى نضمن نشأة جيل واعٍ بالمشاركة وتستمر عمليات الوعي السياسي.

فتقول د.سهير عثمان، أستاذ الإعلام بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن السبب الرئيسي لعزوف المواطن المصري عن المشاركة السياسية الفاعلة هو عدم معرفته بحقوقه السياسية وعدم معرفته بأهميته وأنه المحرك الأساسي للعملية السياسية.

وتضيف أنه يجب أن تكون حملات التوعية واضحة ومبسطة ويتم بها توضيح كافة الخطوات الأساسية للعملية السياسية، والأهم أن تبرز أهمية المشاركة الإيجابية فى العملية السياسية وكيف أنه بالمشاركة الإيجابية للمواطنين نستطيع أن نضمن حياة سياسية صحية وسيكون الممارسون للعملية السياسية على وعى أن وجودهم مرتبط بالبناء والتطوير ومن هنا سيعرف المواطنون أنهم الأساس للبناء بمشاركتهم السياسية.

مراكز الشباب

تؤكد د. ماجى الحلوانى، عميدة كلية إعلام جامعة القاهرة الأسبق، أن الحرص على المشاركة السياسية يجب أن يكون من الجميع ولكن الأهم هو وجود وعى مجتمعى حتى نضمن مشاركة سياسية إيجابية تساعد فى البناء.

وتشير إلى أن هذا الوعى يبدأ أولًا بالحرص على التنشئة الصحيحة للأطفال وتدريب مهاراتهم منذ الصغر وتعريفهم بأهمية المشاركة السياسية والإدراك وغرس أهمية المشاركة فيهم والتفاعل فى المجتمع بهدف الرقى والتقدم للدولة المصرية.

وتوضح أنه أيضاً علينا أن نحرص على الوصول للشباب خاصة أنهم النسبة الأكبر فى المجتمع لذا يجب أن نحرص على زيادة مساحة الإدراك والوعي لديهم بأهمية المشاركة وإنهاء العزوف وذلك عن طريق الندوات والمؤتمرات والمناقشات بالإضافة إلى أنه يجب أن نستغل الوسائل المختلفة وأن نوفر بها النماذج الناجحة لتكون هي البداية للخطاب مع الشباب للتحاور معهم، ومعرفة ماذا يريدون والوصول لهم حتى نضمن مشاركتهم الفاعلة والأهم من ذلك توعيتهم بأهمية المشاركة فى الاستحقاقات السياسية.

خبراء اجتماع

وأشار خبراء الاجتماع ان الضامن الرئيسى للمشاركة السياسية هو الوعى السياسي بأهمية هذه المشاركة، موضحين أنه لكى يتحقق هذا الوعي لابد من أن تتوافر أدوات سياسية قادرة على صنعه، وأضافوا أن أبرز هذه الأدوات الأحزاب السياسية التى يجب عليها أن تعمل على بناء كوادر قوية ذات وعي سياسي، قادرة على جذب المواطنين للإقبال على المشاركة السياسية، وأكدوا أنه بجانب الأحزاب السياسية ينبغي على قوة مصر الناعمة أن تتكاتف لتبنى استراتيجية تتناسب مع كافة شرائح وفكر المجتمع وهو عامل مساعد يُسهم فى إثراء الوعي السياسي وبالتالي نضمن مشاركة سياسية إيجابية.

تقول د. هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع، إن الضامن الرئيسي للمشاركة السياسية هو الوعي السياسى وأهمية المشاركة السياسية وهذا الوعي لكي تتشكل له أدوات علينا أن نوفرها أولاً أو نضع لها إطارًا واضحًا ينظم عملها حينها نضمن أن يتشكل الوعي في المقام الأول والمقام الثاني ستأتي المشاركة السياسية.

وتوضح أنه قبل الحديث عن الأدوات التى تشكل الوعي علينا أولاً أن نعرف مفهوم الوعى السياسي والذي يقصد به هو تكوين رؤية وأفكار سياسية واضحة للنهوض بالدولة يتم ترجمتها فيما بعد للمواطن من خلال الأدوات السياسية حتي يدرك مدى أهمية هذه الرؤية وبالتالي يقرر المواطن حينها المشاركة أم لا وفق الأهمية التي ترجمت له من هذه الرؤى وعيه بها.

وتشير إلى أن أولى هذه الأدوات، الأحزاب السياسية التى عليها الدور الأكبر حتى نضمن مشاركة سياسية إيجابية، وحتى يتم ذلك الدور على الأحزاب السياسية أن تعمل على بناء كوادر قوية ذات وعى سياسى تستطيع جذب المواطنين للمشاركة والإقبال على العملية السياسية.

وتضيف أن الاعلام أيضاً عليه الدور الأكبر في عملية تشكيل الوعي السياسى خاصة أنه الوسيلة الأبرز فى التعامل مع المواطنين لذا لابد أن يكون الإعلام على درجة عالية من الاحترافية حتى يجذب المواطن للمشاركة فى العملية السياسية.

وتختتم أستاذ علم الاجتماع حديثها قائلاً: إنه بجانب هذا كله علينا أن نراعى فى أى خطاب سواء كان من الإعلام أو الأحزاب السياسية ومؤسسات الدولة أن تكون لغتهم واضحة وتتناسب مع درجة الثقافة والتعليم للمواطنين، حتى تصل للمواطن بسهوله ويترجمها ويعرف أهمية ما سيقدم عليه حتى نضمن مشاركة المواطنين فى العملية السياسية وأيضاً زيادة وعيه تدريجياً.

حملات تشجيعية

تقول د. سامية خضر، أستاذ علم اجتماع بكلية تربية جامعة عين شمس، إن المواطن مستعد للنزول والمشاركة لكنه يحتاج إلى حملات قوية لتشجعيه، وإن المشاركة السياسية واجب على الجميع لأنها تبرز مدى الوعى لدى المواطنين لأهمية الارتقاء بالوطن.

وتشير إلى أن تكاتف قوى مصر الناعمة بداية من الفنون والإعلام والمؤسسات الثقافية في تبني استراتيجية وخطاب سياسي واضح يتناسب مع أذواق المجتمع المختلفة وثقافتهم هو المحرك لجذب المواطن ليقبل على المشاركة على العملية السياسية.

وتوضح أنه بجانب هذه الاستراتيجية يجب أن يتم إبراز الكفاءات التي أفرزتها المشاركات السياسية السابقة، والتي تعد وسيلة أخرى لجذب المواطن للمشاركة الفعالة خاصة أن هذه الخطوة ستشعر المواطنين بأنهم يستطيعون بمشاركته البناءة المساهمة فى عمليات البناء والتطوير التي تقوم بها الدولة.