سيف الدين قوصون.. استولى على العرش وسجنه المماليك| صور

سيف الدين قوصون
سيف الدين قوصون

عندما تذهب إلى شارع محمد علي بحي الخليفة بالقاهرة، تجد واحدًا من أهم المساجد القديمة وهو مسجد الأمير المملوكي البحري الأمير سيف الدين قوصون.

ومدون على أعتاب المسجد المكسية بالرخام: "أمر بإنشاء هذا المسجد المبارك بكرم الله تعالى العبد الفقير إلى الله وقوصون الساقي الملكي الناصري في أيام مولانا السلطان الملك الناصر أعز الله أنصاره".

اقرأ أيضا| زاهي حواس يطالب بتنظيم مؤتمر دولي لسحب الآثار المصرية من المتحف البريطاني

تاريخ المسجد

أنشأ المسجد الأمير المملوكي البحري الأمير سيف الدين قوصون الساقي الناصري، وذلك عام 736هـ/ 1336م، ويقع في شارع سيدي جلال "القادرية" بشارع محمد علي بحي الخليفة بالقاهرة.

ويعد صاحبه سيف الدين قوصون، واحدًا من أهم مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون، جاء مصر وعمره 18 سنة، ورأى فيه السلطان الناصر قوة وإقدام، أحبه قلاوون وجعله قائدًا على مائة من الجنود، ثم تدرج بأعلى المناصب في القصر السلطاني، ثم زوجه السلطان ابنته وعزز مركزه، فأحضر إخوته وأقاربه، من بلاد البخاري.

وبدأ "قوصون" يتولى أمور كثيرة في الدولة وأول حاجة فكر في تنفيذها عمارة مسجد باسمه عشان يخلد ذكره، واختار قطعة أرض بالقرب من باب زويلة وكانت معروفة باسم عرفت بدار الأمير جمال الدين قتال السبع الموصلي، وتم بناؤه في 21 رمضان 730 هجريا، ليعرف بين أهالي القلعة وشارع محمد علي بـ"جامع قيسون".

وصف المسجد

بني المسجد من الأحجار، ويتكون من 4 إيونات يتوسطها صحن بقبة من الخشب المنقوش كما يعلو المحراب قبة، فهو مزخرف بالبوية الملونة وبجواره منبر من الخشب المجمع بأشكال هندسية، لم يبقى منها سوى مسجد له بابان أحدهما الباب البحري، وهو مع ضخامته تملؤه البساطة، وتجاوره بقايا الزخارف والشبابيك يطل على شارع القلعة أو محمد علي سابقا، والآخر على حارة خليفة تعرف باسم عاطفة المحكمة، يعبره المصلون إلى منازلهم بحواري منطقة باب الخلق، وأعتابه مكسوة بالرخام ومدون عليه: "أمر بإنشاء هذا المسجد المبارك بكرم الله تعالى العبد الفقير إلى الله تعالى قوصون الساقي الملكي الناصري في أيام مولانا السلطان الملك الناصر أعز الله أنصاره".

وعندما شعر الملك الناصر أنه في النزع الأخير طلب من قوصون يكون وصيا على العرش ومشرف على ابنه اللي اختاره للملك بعده، ومات السلطان الناصر سنة 741 هجريًا وهو مطمئن إن قوصون سيرد له الجميل، إلا أن الأمير قوصون كان له رأي آخر انقض على المنصور سيف الدين أبو بكر عبد 3 أشهر من وفاة والده، وأرسله للسجن وأحضر شقيقه الصغير ونادى به خليفة للمنصور سيف الدين وكان اسمه الأشرف علاء الدين، والمصريين سموه علاء الدين الصغير، وبدأ قوصون يحكم البلاد بكل قوة وقهر، وثار أمراء المماليك وقبضوا عليه وسجنوه، وانتهى اسمه من التاريخ لكن ظل مسجده قرب باب زويلة شاهدا عليه.

جدير بالذكر، أن انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور للمسجد مع شائعات بهدم المسجد وهو الأمر الغير صحيح تماما حيث أن وزارة السياحة والآثار أكدت ترميم المسجد والمئذنة الخاصة بالمسجد.