الخميس الماضى سلم الرئيس الأمريكى السابق ترامب نفسه للسلطات فى أحد أسوأ السجون الأمريكية تنفيذاً لأوامر المحكمة التى تتولى القضية المتهم فيها بمحاولة تغيير نتائج الانتخابات فى ولاية جورجيا مستغلاً منصبه الذى كان يشغله فى ذلك الوقت كرئيس للولايات المتحدة.
كان ترامب قد استبق الأمر بالاتفاق.. من خلال المحامين - مع السلطات على أن يتم الإفراج المؤقت عنه بعد دفع ٢٠٠ ألف دولار كفالة والتعهد بتنفيذ تعليمات السلطة القضائية بعدم التأثير على باقى المتهمين أو الشهود.
وبالفعل تم الافراج عنه بعد عشرين دقيقة، وبعد التقاط صورته كمتهم جنائى وإتمام الأوراق اللازمة. وفور خروجه كانت صورته «الجنائية» تتصدر وسائل الاعلام، وتنتقل إلى الطاقم المعاون له لتصبح سلاحاً لجمع التبرعات. وخلال يوم واحد كانت حملة ترامب قد جمعت حوالى ٤٫٢ مليون دولار كأعلى مبلغ يتم التبرع به لمرشح رئاسى حتى الآن، وفى اليوم التالى جمعت الحملة ٣ ملايين دولار.. والحصيلة ترتفع فى كل يوم، وصورة «المتهم» ترامب تُباع لأنصاره كوسيلة للمزيد من التبرعات.
كان فى رصيد ترامب منذ البداية مبالغ معقولة من تبرعات أنصاره لكن مشكلته الآن هى أن المحاكمات تحتاج لمصروفات باهظة وأجور المحامين مرتفعة، ولذلك يحتاج الكثير من المال.. ولهذا استعد ـ فيما يبدوـ للقطة «الصورة الجنائية» وقيل إنه تدرب عليها كثيراً، واستغل خبرته الطويلة فى العمل التليفزيونى لتكون صورة «الفيش والتشبيه» هى صورة حملته الانتخابية حتى إشعار آخر.
ولا شك أن ترامب يعطى هذه القضية بالذات المزيد من الاهتمام. وقد قام بتغيير محاميه فيها فى نفس يوم توجهه للسجن. علماً بأن صديقه ومحاميه الشهير «جوليانى» متهم معه فى القضية، بينما المحامى الآخر «كوهين» سيكون شاهداً علىه فى قضية الممثلة الإباحية. والمشكلة فى القضية الأخيرة أمام محكمة جورجيا أن دليل إدانته موجود بصوته وهو يطلب من المسئولين فى الولاية تغيير نتائج الانتخابات لصالحه. وهو ما يجعل مهمة الدفاع صعبة.. ومكلفة!!.
حتى الآن.. يبدو «ترامب» مستفيداً من سيل القضايا التى تطارده، وواثقاً من فوزه بترشيح حزبه الجمهورى. لكن ماذا بعد أن تبدأ المحاكمات التى لن تخلو من أسرار ومفاجآت؟!.. وماذا بعد أن تنتهى لعبة تبرعوا لـ «المتهم ترامب» وتبدأ المحاسبة؟!.. أمامنا أكثر من عام فى أروقة السياسة والقضاء حتى نعرف النتيجة!!
