أبو البركات البربرى يكتب :مغربى أسلم على يديه شعب المالديف

أبو البركات البربرى يكتب :مغربى أسلم على يديه شعب المالديف
أبو البركات البربرى يكتب :مغربى أسلم على يديه شعب المالديف

ربما ترتبط جزر المالديف فى ذهنك بالشواطئ الساحرة وتجارب الغطس والطبيعة ذات الجمال الساحر، لكن ربما يغيب عنك معرفة تاريخ الجزر التى يجب على مواطنيها أن يكونوا مسلمين بالضرورة.


ويقول الدستور المالديفى إن الإسلام شرط للمواطنة المالديفية، فلا يوجد مالديفى غير مسلم فى مئات الجزر الصغيرة الساحرة التى عرفها البحارة والتجار العرب بحلول القرن الثانى عشر.

اقرأ ايضاً| ديارنا ..اليد الحانية التى تصلح ما أفسده الدهر..حمزة دعم الرئيس السيسى وراء نجاح الكيانات الخيرية


وفى قلب العاصمة المالديفية يوجد قبر «أبى البركات يوسف البربري»، وكما يبدو من اسمه فهو رحالة وداعية أمازيغى مغربى انتهت إحدى رحلاته فى واحدة من الجزر المالديفية البالغ عددها عشرة آلاف و87 جزيرة.


وأسلم شَنورازة سلطان المالديف على يد أبى البركات، وتبعه مواطنوه الذين كانوا يدينون بالبوذية وبنى السلطان مساجد ومدارس لتعليم الناس دينهم الجديد الذى دخلوا فيه جميعا.


المالديف والمسلمون
كان سكان المالديف قبل إسلامهم مرهونين لعادات مرهقة أثقلت حياتهم مثل تقديم امرأة لتكون قربانا لما كانوا يسمونه «شيطان البحر»، وكانت القبائل المالديفية تقترع لاختيار فتاة كل شهر تكون ضحية بشرية لكفّ غضب وشرور جن البحر «راناماري».


وروى الرحالة الأمازيغى المغربى ابن بطوطة خلال رحلته إلى الجزر فى القرن الرابع عشر كثيرا عن أحوال سكانها وعاداتهم، وحكى قصة إسلامهم قائلا: «قدم عليهم مغربى يسمى بأبى البركات البربري، وكان حافظا للقرآن العظيم، فنزل بدار عجوز منهم، فدخل عليها يوما وقد جمعت أهلها وهن يبكين كأنهن فى مأتم، فاستفهمهنّ عن شأنهن، فلم يفهمْنَ، فأُتـِيَ بترجمان فأخبره أن قرعة الشهر وقعت على العجوز، وليس لها إلا بنت واحدة يقتلها العفريت، فقال لها أبو البركات: أنا أتوجه عوضا من بنتك بالليل، وكان أمرد الوجه، فاحتملوه تلك الليلة فأدخلوه إلى بيت الأصنام وهو متوضئ».


وفى الصباح التالى عندما جاءت العجوز وأهلها ليستخرجوا الفتاة ويحرقوها -حسب عاداتهم- وجدوا مكانها أبا البركات يتلو القرآن، ويكمل ابن بطوطة روايته قائلا «فمضوا به إلى مَلِكِهم، وكان يسمى (شنورازة)، وأعلموه بخبره، فعجب منه، وعرض عليه المغربى الإسلام ورغّبه فيه، فقال له الملك: أقم عندنا إلى الشهر الآخر، فإن فعلت كذلك ونجوت من العفريت أسلمتُ».


ويكمل ابن بطوطة ما جرى فى الشهر التالى إذ أسلم الملك وكسروا الأصنام، وهدموا بيتها، «وأسلم أهلُ الجزيرة، وبعثوا إلى سائر الجزر، فأسلم أهلها، وأقام المغربى عندهم معظَّما وتمذهبوا بمذهبه، مذهب الإمام مالك رحمه الله، وهم إلى هذا العهد يعظمون المغاربة بسببه، وبَنَى مسجدا معروفا باسمه».
إعداد الطلاب الوافدين: محمد روشن ضمير- على جابر