«طريق العودة» قصة قصيرة للكاتب محمود حمدون

«طريق العودة» قصة قصيرة للكاتب محمود حمدون
«طريق العودة» قصة قصيرة للكاتب محمود حمدون

مات "فتح الباب"، نبأ كنّا ننتظره من سنوات بعيدة, هَلَك ككل حي في هذا الوجود, أزعم أننا تحسّبنا لهذه اللحظة, عداه هو لم يكن يتوقعها, فأنشب أنيابه في الحياة حتى كاد يتجاوز عقده الثامن .

دُفن  بِليلِ على عجل, قبيل أن يقرأ المشيّعون على روحه الفاتحة وما تيسّر من القرآن, قبل أن يُحكم "التُربي" وضع الحجر الكبير على فوّهة القبر,  انطلق بنوه بدرّاجاتهم النارية مغادرين المقابر, واروه الثرى, تنفسوا الصعداء ثم أداروا ظهورهم للماضي, تعلو وجوهم سعادة عجزوا عن مداراتها عن الأعين.

 

 لَحِق الأحفاد بآبائهم تاركين خلفهم من جاء لتقديم واجب العزاء وهم قِلّة قليلة. 

ضلّ بعضنا طريق العودة, تخبّط آخرون بشواهد القبور الحجرية القديمة المتناثرة .

 الليلة حالكة الظلام, على رغم أنها كانت منتصف الشهر العربي, إلّا أن القمر غاب متعمّدًا مجاهرًا بقراره هذا, تجمّد الهواء في المنطقة في انتظار ما ستسفر عنه اللحظات القادمة, كما توقف الكون عن صخبه المعتاد.. الجميع يتعجّلون قدوم المَلَكَين!.

- مالهما تأخّرا هكذا؟.. أم هي غفوة أصابت الفقيد وسيصحو ويعود إلينا من جديد؟.