الأب حاول يصالح الأبن على الأم فقتله

المجنى عليه
المجنى عليه

حمدين‭ ‬بدوي‭ ‬

  هناك مثلٌ قديم يقول؛ إن النساء «عتبات»، بعضهن يجلب الخير، وبعضهن يجلب الشر، وفي هذا قول واضح ومثال صريح على ما حدث داخل قرية المثلث التابعة لمركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ، الحكاية بدأت بأسرة مسالمة، على خلق وتدين، وأصحاب علم وثقافة، الأسرة مكونة من زوج وزوجة وولدين، تزوج الابن الكبير، وأدخل زوجته كنف أسرته، وأنجب منها، لكن بدخولها تغير الأمر، مشكلات كثيرة بين الزوجة وبين أم الزوج، ووصل الأمر إلى الشقاق حتى قررت أم الزوج ترك المنزل؛ حينها تدخل الأب لإقناع ابنه بأن يذهب ليرضي والدته وأن يعود بها إلى البيت، لكن الابن رفض، مما دفع والده لإمساك «سكين» كنوع من التهويش، لكن «السكينة» وجدت مستقرها في قلب الابن. تفاصيل أكثر ترويها السطور التالية.

قبل ما يقرب من 4 سنوات، تزوج «محمود»، صاحب الـ 25 عامًا من فتاة من نفس قريته، والحقيقة أن أسرته قبل زواجه كوم وبعد زواجه كوم آخر.

فالشاب، الذي اكتفى بالتعليم المتوسط، والده كان يعمل في مركز مدينة الرياض، وحاليًا على المعاش منذ سنتين، ووالدته ربة منزل، وشقيقه الذي يصغره بـ3 سنوات يدرس في إحدى الجامعات الروسية، والأسرة - بشكل عام - تعد واحدة من أكثر الأسر أخلاقًا واحترامًا في القرية، والكل شاهد على هذا، لكن ما أن دخلت زوجة الابن الكبيرة منزل الأسرة، انقلب الحال.

زوجة الابن

كانت الزوجة على خلاف مستمر مع والدة زوجها، وكثيرًا ما تطورت بينهما هذه الخلافات إلى مشاجرات، وصل بعضها إلى التراشق بالألفاظ، وكثيرًا ما تعرضت الزوجة لأم زوجها بكلام غير مناسب، ويحمل الكثير من التجريح.

الأمر وصل إلى أن يئست الأم من ابنها كي يتدخل ويردع زوجته عن هذه التصرفات، لأنها كثيرا ما اشتكت منها له، وفي كل مرة كان يمر الأمر مرور الكرام ويأخذ الابن موقف المتفرج والمشاهد، دون أن يحرك ساكنًا، ولأن الأم التي عاشت في هذا البيت ما يقرب من 26 عامًا لم تجد من ينصفها، قررت أخيرًا أن تترك البيت لابنها وزوجته.

كان زوجها، ووالد الابن، الأستاذ خالد مسعود أبو النصر، لا يتدخل كثيرًا في مشكلات زوجة ابنه مع زوجته، وكان كثيرًا ما يقول بأنها «مشاكل حريم»، لكن ما جعله يتدخل هذه المرة، هو أنه عاد إلى المنزل لم يجد شريكة العمر زوجته، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تترك فيها بيته وتخرج دون إذنه، الأمر الذي أثار حفيظته وغضبه، وقبل أن يفكر ذهب إلى بيت أبيها، وحاول أن يعود بها قائلا لها بأن هذا البيت هو بيتها وأن على غيرها أن يخرج لا أن تخرج هي، وأنها عمود البيت وأساسه.

لكن مع هذا رفضت الأم أن تعود إلى البيت، ولم يكن هذا القرار لسبب سوى أنها تريد أن تعود بعد أن يأتي لها ابنها، لأنها خرجت بسبب زوجته.

تحمل الأب صاحب 62 عامًا، هذا الموقف وواجه هذا الرفض بصدر رحب، دون أن يتذمر، لأنه كان في قرارة نفسه مقتنعًا بوجهة نظر زوجته، وعليه قال لها بأنها على حق، وبأن ابنها «محمود» هو الذي سيأتي إليها متأسفًا ليعود بها.

عقوق الوالدين

عاد الأب إلى المنزل وانتظر حتى عاد ابنه، وقبل أن يصعد الابن إلى شقته طلبه للجلوس معًا لأمر ما، في حضور شقيقه الأصغر، وبالفعل جاء «محمود» وجلس بصحبة شقيقه أمام أبيهما.

دار الحديث بين الثلاثة على أن زوجة «محمود» قد أخطأت، وأن على «محمود» تأديبها، وأنه عليه أن يذهب إلى بيت جده ويأتي بأمه إلى منزلها، لأنها خرجت من البيت بسبب زوجته.

إلى هنا كان الأمر طبيعيا، لكن ما لم يكن طبيعيًا هو الموقف الذي اتخذه «محمود»؛ فالشاب خرج عن صمته وتحدث بشكل غير لائق مع أبيه، وقال له بإن زوجته لم تخطئ، وبأنه ليس هناك من قال لأمه بأن تخرج، وأنه لن يذهب لبيت جده لكي يحضرها، معلنًا صراحة وقوفه بجانب زوجته، ضد أمه.

هذا الرفض، جعل الأب يدخل في حالة غضب كبيرة، وهذه الحالة جعلته لأول مرة يتشاجر مع ابنه بأسلوب غريب، وبالرغم من ذلك استمر الابن على رفضه، حتى على الرغم من تطور المشاجرة بينه وأبيه، تمادى الابن في رفضه، ما جعل الأب يمسك سكينًا كانت موضوعة على الطاولة في محاولة منه لتخويف ابنه وإجباره على أن يذهب لإحضار أمه، لكن مع ذلك ظل الابن على رفضه.

ودون أن يدري، أو يشعر، وأثناء ما كان يهدده ممسكًا الـ»سكينة»، وجدت الأخيرة مستقرها في الجانب الأيسر من جسده، وتحديدًا في القلب، وفي لحظة وبسبب «مشاكل حريم» قتل الأب ابنه، وانفرط عقد الأسرة إلى الأبد.

شاهد عيان

في حديثه لـ»أخبار الحوادث»، أوضح مصطفى خالد مسعود، شقيق المجني عليه وابن المتهم، والذي كان حاضرًا وشاهدًا على جريمة مقتل شقيقه على يد أبيه، قائلا: «أنا كنت موجود في اللحظة دي، كان أبويا بيتخانق مع أخويا عشان عايزه يروح يجيب أمنا من بيت جدي، بعد ما خرجت من البيت بسبب مشاكل بينها وبين مرات أخويا، لكن محمود أخويا رفض يروح يجيب ماما، وهذا ما جعلوالدي يتعصب عليه ويحصل اللي حصل».

واستكمل: «لحظتها أبويا لمح سكنية كانت موجودة على الترابيزة، ومن غير ما ياخد باله مسكها وبقى يلوح بيها قدام محمود كنوع من أنواع التهديد عشان محمود أخويا يسمع كلامه ويروح يجيب أمه من بيت جده، لكن محمود برضه ظل رافضا، واستمر على موقفه، دا اللي خلى أبويا يقرب شوية من محمود وهو يلوح قدامه بالسكنية، وفي لحظة كانت السكينة اخترقت الناحية اليسري من جسم أخويا، ووقع على الأرض غرقان في دمه».

واختتم: «أبويا وقتها دخل في حالة ذهول، وقعد يصرخ على جسم محمود ويقوله قوم، وأنا على طول كلمت الإسعاف، لكن قبل ما نوصل المستشفى كان السر الإلهي طلع».

بلاغ

في سياق متصل، تلقى اللواء إيهاب عطية مساعد وزير الداخلية لأمن كفر الشيخ، إخطارا من اللواء أحمد نزيه، مدير إدارة البحث الجنائى بكفرالشيخ، بتلقيه إخطارا من مأمور مركز شرطة الرياض، بوصول شاب يبلغ من العمر 25 سنة، من قرية المثلث بمركز الرياض، ويدعى محمود خالد مسعود، جثة هامدة لمستشفى كفر الشيخ العام، وقد فارق الحياة، متأثرا بطعنة نافذة بسكين فى الناحية اليسرى من الصدر، تم إيداع الجثة بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.

عليه، انتقل رجال المباحث إلى موقع الحادث.. وبسؤال الأهالى وإجراء التحريات؛ تبين وقوع مشادة كلامية بين والد المجنى عليه، وابنه محمود، وأثناء تلك المشادة الكلامية فوجئ الوالد بسكين أمامه، ودون أن يدرى التقطه وحاول التلويح بها ناحية ابنه لإسكاته من علو الصوت واجباره على إرضاء والدته، إلا أنه فوجئ بالسكين يخترق صدر ابنه من الناحية اليسرى، وأن الضحية سقط على الأرض ولفظ أنفاسه الأخيرة فى الحال.

كما أضافت التحريات؛ أن الأب المتهم جلس على جثمان ابنه يبكى ودخل فى نوبة هستيريا شديدة نقل على إثرها للمستشفى، كما ابلغ الأهالى سيارة الإسعاف لنقل المجنى عليه للمستشفى أملا فى أن يكون مازال على قيد الحياة، إلا أنهم فوجئوا بأنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بتلك الإصابة، وعلى الفور تم إلقاء القبض على المتهم، وتحرر محضر بالواقعة برقم ٩٢٣٣ إداري مركز شرطة الرياض لسنة ٢٠٢٣م، وبالعرض على النيابة العامة أمرت بانتداب الطبيب الشرعي لبيان أسباب الوفاة وإصدار تقرير الصفة التشريحية، وحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وبعد اصدار الصفة التشريحية وبيان سبب الوفاة أمرت النيابة بدفن جثمان المجني عليه، وقد شيع أهالى قرية المثلث بالرياض والقرى المجاورة لها جثمان الشاب محمود وقد اعتلت وجوههم الحزن والدهشة معًا.

اقرأ أيضًا : مفاجآت مرعبة فى مقتل الطفلة «سجدة» على يد عمها بأكتوبر


 

 

 

;