فى الشارع المصرى

ادعوا معى للدكتور السوسى

مجدى حجازى
مجدى حجازى

عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة.» [رواه البخارى ومسلم وغيرهما].

وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة، والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه». [رواه مسلم ومسند أحمد وغيرهما]..

وفى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصحابى الجليل عبد الله بن عمر رضى الله عنه أن رجلًا جاء إلى النبى ﷺ فقال يا رسول الله: أى الناس أحب إلى الله؟ وأى الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله ﷺ: “أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضى عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشى مع أخ فى حاجة أحب إلى من أن أعتكف فى هذا المسجد

يعنى مسجد المدينة - شهرًا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه فى حاجة حتى يثبتها له اثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام” [رواه الطبراني]..

وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “إن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطُوبَى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه” [رواه ابن ماجه].

فطُوبَى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، هكذا أحسب الدكتور أحمد السوسى ابن حوش عيسى بمحافظة البحيرة، الذى وافته المنية الأربعاء الماضى، وحيثما شاركت فى جنازته المهيبة أول أمس، وشهدت أهالى حوش عيسى - عن بكرة أبيهم - يبتهلون بالدعاء الصادق له من صميم قلوبهم حيث اختلطت الدموع بخلجات القلوب حتى علت الأصوات وامتزجت بالتضرع للمولى عز وجل بأن يرحمه ويغفر له ويتجاوز عن سيئاته جزاء ما كان يسديه من عون وقضاء حاجة كل من قصده..

د. أحمد السوسى لم يعش لنفسه، وبزغ ذلك فى حرصه على زرع الخير فى وجدان أبنائه الأربعة خاصة كبيرهم د. مصطفى السوسى استشارى الأمراض الباطنة العامة الذى سَخَّر نفسه لعلاج مرضاه دون نظر لعائد يجنيه، مؤثرًا بذل الجهد المضنى فى سبيل معافاتهم دون أن يعبأ أخطار العدوى خلال أزمة «كوفيد 19» حيث كانت شاهدة على ذلك، اقتداء بمسيرة والده د. أحمد فى صنع الخير، وثمرة لحسن تربية والدته د. تكريم الفحام، سليلة العلامة الجليل د. محمد الفحام شيخ الأزهر الأسبق، رفيقة درب د. أحمد السوسى.

رحم الله د. أحمد السوسى، وجزاه خير الجزاء عن عون كل محتاج، وما سعى إليه من تفريج كرب وقضاء الحوائج.. ادعوا معى للدكتور السوسى بالرحمة والمغفرة، جزاكم الله خيرًا.

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.