دراسة تدرأ الشبهات عن كتاب الله

دراسة تدرأ الشبهات عن كتاب الله
دراسة تدرأ الشبهات عن كتاب الله

تتواتر الدراسات المهتمة بالقرآن الكريم وتتواصل جيلًا بعد جيل؛ ولعل أبرز الدراسات الحديثة دراسة الدكتور البسيونى عويضة، أستاذ اللغويات، بكلية اللغة العربية بأسيوط، جامعة الأزهر، والتى صدرت مؤخرًا فى كتاب بعنوان (من أسرار التعبير القرآنى).

ويؤكد المؤلف أن معرفة وجوه القرآن، والوقوف على أسراره وإعجازه، ودرء الشبهات المثارة عنه لهو أحق مما اجتهدت فيه القرائح، وقدحت فيه الأفكار اللوامح، وأولى ما تُصرف عناية العلماء إليه، وأجدر مما يوقف عليه من أسرار التنزيل، وحقائق التأويل.

إذ هيأ الله سبحانه لكتابه علماء سدنة فى محرابه، وخدمة مستبصرين لمرامى خطابه، تضافرت جهودهم لدراسته، وتوالت إسهاماتهم فى بيان مقاصده وأسراره، ومعرفة إعجازه ومعانيه، وإعرابه ومبانيه، وما ذلك إلا لمكانته المقدسة فى نفوس المسلمين، فهو دستور الله الأمثل لحياة الآدميين، وهو ينبوع الفصاحة الذى سلكه الله فى القلوب، وصرّفه بأبدع معنى وأفصح أسلوب، فمن شغل نفسه به كرع الفصاحة من أنقى حياضها، ورتع البلاغة من رياضها.

ويشير د. عويضة إلى أنه لما فشا الإلحاد، وتجاسر الأوغاد على إثارة الشبهات فى آيات الله البينات المحكمات لزم درء تلك الشبهات، وتوضيح الخافيات من أسرار التعبير القرآنى، فإن معرفة أسرار التعبير من مقاصد تنزيل القرآن العظيم، وأساسه التدبر الذى أمر الله عباده به.

فقد قال الله عز وجل: «كتاب أنزلناه إليك مباركا ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب»، وروى عن الحسن- رحمه الله- أنه قال: «ما أنزل الله عز وجل آية إلا وهو يُحب أن يُعلم فيم أُنزلت، وما أراد بها»؛ فهذا العمل محصلة كلام العلماء المستبصرين، واللغويين والمفسرين المتبحرين فى مقاصد كلام رب العالمين، وثمرة من ثمار استنباطاتهم، ونتيجة من نتائج أنظارهم، وقدح أفكارهم على أننا لو بدا لنا سر من فتح الله أثبتناه.