طوق أمنى لمسافة 6 كم حول موقع حطام طائرة قائد فاجنر

انتشال جثة من موقع تحطم الطائرة
انتشال جثة من موقع تحطم الطائرة

لاتزال أصداء حادثة مقتل قائد مجموعة فاجنر الروسية شبه العسكرية يفجينى بريغوجين فى تحطم طائرة أمس تتردد عن الرجل المثير للجدل.


والرجل الذى شن تمردا فاشلا على نظام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، قبل شهرين تماما من يوم مقتله، يعتقد أنه كان على متن طائرة متجهة من العاصمة موسكو الى مدينة سان بطرسبرج برفقة ستة مرافقين بينهم نائبه ديمترى أوتكين إلى جانب ثلاثة من أفراد الطاقم، وقد تحطمت شمال غرب موسكو ولقى جميع ركابها مصرعهم.

اقرأ ايضاً| تجدد اقتحامات المستوطنين للأقصى ونتنياهو يقدم موعد اجتماع «الكابينت»


وفى آخر التطورات، أفاد تقرير لقناة «العربية» من موسكو بأن جثة بريغوجين موجودة فى مكتب الطب الشرعي، مع تطويق أمنى للمشرحة، وأن لجنة التحقيق الروسية تدرس كل السيناريوهات بما فيها انفجار الطائرة من الداخل.


وباشرت السلطات الروسية تمشيط موقع الحادث حتى صباح أمس، بعدما فرضت طوقا أمنيا يمتد لنحو 6 كم حول موقع التحطم. وذكرت وكالة نوفوستى للأنباء أنه تم إنشاء مخفر لشرطة المرور على طريق ريفى قرب مدخل قرية كوجينكينو حيث سقطت الطائرة، وأن رجال الشرطة أغلقوا جزءا من الطريق المتاخم للحقل عند مدخل القرية، ويطلبون من السيارات الاستدارة دون تحديد سبب إغلاق الطريق.


وتناثرت قطع الحطام حيث وجد ذيل الطائرة وهى من طراز إمبراير على بعد نحو 2 كم من موقع التحطم. وكانت وكالة ريا نوفوستى للأنباء نقلت عن مسؤول فى أجهزة الطوارئ إنّه تمّ العثور حتى الآن على جثث ثمانية أشخاص. وأشارت وكالة «تاس» للأنباء فى المقابل، إلى العثور على سبع جثث.
وأكدت هيئة الطيران الروسية، تواجد بريغوجين، والرجل الثانى فى المجموعة أوتكين، على متن الطائرة.


وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن أوتكين، الذى لقى مصرعه أيضا فى الحادث، هو أحد كبار مساعدى بريغوجين، فضلاً عن كونه المؤسس المشهور والقائد العملياتى لمجموعة فاجنر وهو مسؤول عن القيادة والتدريب القتالى لقوات المجموعة، وعمل بشكل وثيق مع بريغوجين منذ تأسيس المجموعة فى عام 2014. وأوتكين هو ضابط سابق فى القوات الخاصة ومقدم فى وكالة الاستخبارات الخارجية التابعة للجيش الروسي.


وفقًا للبيانات الأولية التى تم تحليلها ونشرها بواسطة موقع «فلايت رادار 24» الذى يتتبع الحركة الجوية العالمية فى الوقت الفعلي، فإن الطائرة ارتفعت بشدة ثم هبطت لأسفل بسرعة قبل أن تسقط بعد ذلك وتتحطم.


واستقرت الطائرة فى البداية على ارتفاع 28000 قدم وطارت بسرعة ثابتة قبل أن تهبط ثم تعاود الارتفاع مرة أخرى، وقد تكررت هذه الوضعية المتعرجة، وهو ما يوحى بأن الطيار ربما فقد السيطرة على طائرته بطريقة ما سواء فى أعقاب عطل فنى أو حتى استهدافها بصاروخ، وفقا للكابتن روس أيمر، وهو طيار متقاعد من شركة يونايتد إيرلاينز خلال مقابلة مع واشنطن بوست.


وقال «لا تصعد ثم تنزل بهذه السرعة». «هذا يخبرنى بطريقة أو بأخرى، لأى سبب كان، أن الطيار فقد السيطرة على طائرته»
وقال شهود عيان لوسائل إعلام روسية إنهم سمعوا دوى انفجارين قويين قبل أن تسقط الطائرة من السماء إلى أحد الحقول وتشتعل فيها النيران. وفتحت الوكالة الفيدرالية الروسية للنقل الجوى تحقيقا فى تحطم الطائرة، فيما فتحت لجنة التحقيقات الروسية من جانبها، تحقيقا جنائيا فى الحادث.


وأضرّ تمرّد فاجنر بهيبة روسيا، وانتهى مساء 24 يونيو باتّفاق ينصّ على مغادرة بريغوجين إلى بيلاروسيا، وخُيّر مقاتلوه بين الانضمام إليه هناك أو الالتحاق بالجيش الروسى النظامى أو العودة إلى الحياة المدنية. وفى حين استقر بعض مقاتلى فاجنر فى بيلاروسيا حيث عملوا خصوصاً «مدرّبين» لجنودها، ظلّ مكان بريغوجين مجهولاً.