فور إعلان سقوط الطائرة التي كان على متنها "يفغيني بريغوجين" سيطرة حالة من الجدل بشأن نهاية السجين صاحب أشهر شركة عسكرية، ومصرعه مع جميع مرافقيه في حادث الطائرة المنكوبة التي اقلعت من شمال موسكو إلى مدينة سان بطرسبرج.
تستعرض «بوابة أخبار اليوم» خلال التقرير التالي رحلة صعود "يفغيني بريغوجين" من بيع النقانق إلى قيادة أكبر وأشهر مجموعة قتالية بالعالم فاجنر حتى مصرعه بالطائرة المنكوبة.
مراهقة بالسجن
كانت حياته في بدايتها غير مستقرة فقد أخفق في تحقيق حلمه ومسيرته الرياضية، بعدما تخرج عام 1977 من مدرسة داخلية مرموقة لألعاب القوى، ليستكمل بعد ذلك سنوات مرهقته بالسجن.
فعندما كان بعمر 18 عامًا ألقي القبض عليه في نوفمبر 1979، بتهمة السرقة وحكم عليه بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ.
وبعد ذلك بعامين، تم القبض عليه مرة أخرى في جريمة سرقة بالإكراه بمدينة سان بطرسبرج، وحُكم عليه بالسجن لمدة 12 عامًا؛ بتهم السرقة والاحتيال وقضى من عقوبته 9 سنوات ثم أطلق سراحه عام 1988.
وحسب تقرير لموقع "lenta" الروسي ذكر أن يفغيني بريغوجين قرر بعد إطلاق سراحه فتح مشروعه الخاص هو وزوج والدته ليصبح أول مالك لمحل بيع النقانق في لينينجراد، حسبما أفاد هو بنفسه في أحد لقاءاته، وقال "بريغوجين" إن النقانق جلبت له أرباحًا جيدة.
وفي هذا الوقت تطلع بريغوجين لتطوير أعماله بشكل أكبر، وكان أيضًا في هذا الوقت سلسلة من محلات البقالة ومؤسسة Wine Club.
وسرعان ما أصبح لديه أربعة مطاعم أخرى تحت إدارته، لكن الشهرة لم تصل إليه إلا بعد افتتاح المطعم الخامس، وهو مطعم نيو آيلاند العائم، في عام 1998.
وفي عام 2002 اصطحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى مطعم "بريغوجين" وثم أيضا الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش هنا بدات الشهرة الحقيقية وتوسعات أعماله.
افتتح بريغوجين شركة "كونكورد" وأنشاء من خلالها مطعم على الماء، وكان من أشهر معالم مدينة سان بطرسبرج، في عام 2011، قام بتزويد مدارس موسكو بالواجبات للطلاب في حوالي 400 مدرسة.
تأسيس فاجنر
أسس بريغوجين شركة عسكرية خاصة، قاتلت في سوريا وأفريقيا في عام 2015، وهو العام الذي بدأت فيه العملية العسكرية الروسية في سوريا.
كانت شركة فاجنر تقوم بتدريب العسكريون التابعون للشركة أيضًا بتدريب القوات الحكومية في العديد من الدول الإفريقية على محاربة المتمردين المسلحين، كما كانت تقدم المشورة لمجموعات مسلحة في العديد من الدول الأفريقية.
الظهور في أوكرانيا
في 24 فبراير 2022، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء العملية العسكرية الخاصة (SVO) في أوكرانيا وشاركت شركة فاجنر العسكرية الخاصة، إلى جانب الوحدات النظامية للقوات المسلحة والحرس الوطني في القتال على الجبهة بأوكرانيا.
وخاضت المجموعة معارك ضارية في اوكرانيا على عدة جبهات عدة في اتجاه دونيتسك أثناء اقتحام مدينتي سوليدار وأرتيموفسك.
وفي واقعة غريبة ظهر "بريغوجين " وتحدث في رسائل صوتية ومرئية عن سير العملية، ثم بدأ الحديث لاحقًا عن خسائر الشركات العسكرية الخاصة، أعلن أنه سيسحب وحداته من أرتيموفسك، وسلمت الشركات العسكرية الخاصة المواقع إلى وحدات روسية أخرى وسط الصراع المستمر بين بريغوجين ووزارة الدفاع بقيادة سيرجي شويجو.
الانقلاب على بوتين
في يونيو الماضي خرج " يفغيني بريغوجين" في فيديو يعلن أن رجاله في طريقهم إلى موسكو من أجل التخلص من الخونة على حد وصفة في الفيديو، وتقدم مقاتلو فاجنر الخاصة نحو موسكو واحتلوا على طول الطريق مبنى مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في وسط روستوف أون دمروا مركز القيادة الجوية الذي كان على متن الطائرة Il-22. ثم مات 10 أشخاص.
وعندما سُئل يفغيني بريغوجين، عن أسباب هجوم قواته على الطائرة التي لم توجه أي ضربات، أشار إلى شخص أحمق ووفقا له أسقطها بشكل عشوائي.
اقتربت قوات "بريغوجين" من موسكو لمسافة 200 كيلومتر ولم تتوقف إلا بعد محادثة هاتفية بينه ورئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو قال بريجوزين أمر بعدها قواته بالعودة إلى المعسكرات الميدانية، وبعد ذلك، بالاتفاق مع لوكاشينكا، غادر إلى بيلاروسيا.
وبعد محاولة التمرد، تم تفتيش مكتب يفغيني بريغوجين، وعثرت قوات الأمن خلاله على جوازات سفر مزورة وسبائك ذهبية وشعر مستعار والعديد من الأسلحة.
بعد رحيله إلى بيلاروسيا، طار "بريغوجين" إلى روسيا عدة مرات، منهم مرة للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. وبحسب ما أفاد به الكرملين فقد عرض خلال الاجتماع على ممثلي الشركات العسكرية الخاصة عدة خيارات للتوظيف، بما في ذلك الخدمة تحت إشراف قائدهم المباشر.. وذكر بوتين أن هذه الخيارات تشمل أيضًا "الاستخدام القتالي".
تحطم طائرة
أعلنت وكالة الأنباء الروسية الأربعاء 23 أغسطس، وفاة "يفغيني بريغوجين " آثر سقوط طائرة خاصة، كان على متنها برافقة 10 آخرين في رحلة جوية من موسكو إلى سان بطرسبرج.
واختفت الطائرة فجأة من على شاشات الرادار، وأكدت وزارة حالات الطوارئ حقيقة الحادث وأضافت أنه لم يتمكن أي من الركاب أو طاقم الطائرة العشرة من النجاة، وسرعان ما أفادت وكالة النقل الجوي الفيدرالي أن "بريغوجين "نفسه كان أحد الركاب الذين كانوا على متن الطائرة.
