..هل تصح المقارنة بين الجماعات المتطرفة؛ فـ نصنف هذه جماعة متشددة وأخرى تكفيرية وثالثة تميل إلى العنف، رغم أن المكون العقدي واحد؟!، هل من المفيد والمجدي نصيحة هؤلاء وإقناعهم أن تكفير المسلمين والقتل والتدمير والتخريب وسرقة الأموال واستباحة جميع حرمات الناس لا تأصيل لها في أي دين أنزله الله على رسله وأنبيائه، وهي بمثابة دعاوى دينية باطلة؟!، هل نستطيع محو فكرة الولاء والبراء من عقولهم وإقناعهم أنها ليست من أصول العقيدة أو التوحيد، وإنما جاءت مع جماعة الخوارج التي ومنذ ظهورها وهي بأفكارها الضالة والمضلة تهدد استقرار المجتمعات والدول؟!، هل نصدق هرطقات وزندقات الجيل الجديد من إخوان الشياطين وهم من نسل المفسدين والإرهابيين وسافكي الدماء؟!
فمثلما كانت الشواهد بادية على فسوق وإجرام الأولين منهم وجاز قتلهم قصاصًا على ما فعلوه على مر تاريخهم البائد وإلى الآن؛ ولنا في مقتل المناضلين محمد البراهيمي وشكري بلعيد دليل واضح وضوح النهار الذي لا يحتاج ظهوره إلى دليل؛ فالحقيقة التي لا ريب فيها أن كل جماعات الإسلام السياسي على اختلاف مشاربهم وتنوعهم؛ هي جماعات انتهازية لم تقدم خطابًا دينيًا معتدلًا وإنما خطابًا دينيًا مشوهًا تجرعت من سمومهم أجيال متتالية.
فـ «صنمهم المعبود» حسن البنا الساعاتي لم تكن دعوته إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة كما ادعى يوم أن أنشأ جماعته من 95 سنة، وإنما كانت دعوة سياسية إرهابية تتستر بالدين وتدعو إلى العنف والتخريب والتدمير والقتل؛ وحتى يجد تأصيلًا لما يفعله طلب مؤسس شجرة الإرهاب في العالم البنا الساعاتي من الشيخ سيد سابق بوضع مذكرات لهم في الفقه تقنن لهم هذه الأعمال الإرهابية وإيجاد مشروعية لها بلي النصوص الدينية من الكتاب والسنة خصوصًا آيات الجهاد، وهي المذكرات التي نقحها الشيخ الإخواني سيد سابق بعد ذلك وأصدرها في كتابه الشهير «فقه السنة»، ليكون بابًا خلفيًا لشرعية شرورهم بل وفي سبيل الوصول إلى مبتغاهم أباح لهم اليهودي المغربي مؤسس أخطر جماعة إرهابية في القرن العشرين البنا، الاستعانة بالبلطجية والخارجين عن القانون؛ وهو نفس مسلك خلفائهم بعد هوجة يناير 2011، عندما استعانوا بالبلطجية في حشد أعوانهم والإنفاق عليهم ببذخ لإثارة الفتنة وقطع الطريق على المواطنين الأبرياء.
وهو ما اعترف به أحد المنتسبين للجماعة وهو أحمد عادل كمال في كتابه «نقط فوق الحروف» قال نصًا في الصفحة رقم 300: «بأن السلاح كان يستحوذ على كل اهتمام أعضاء النظام الخاص، ولو على حساب حرمة المصحف، فكانوا لا يتورعون عن استخدام كلمة «المصحف» في الشفرة بينهم بمعنى المسدس أو الرشاش!، كما يخفون المسدسات داخل فجوات يصنعونها داخل المصاحف».
فالحقيقة المؤكدة هي؛إذا أردت أن تشعل حربًا في مكان ما بالعالم، ليس عليك سوى أن تجعل الدين هو الأساس الذي تعتمد عليه لنشر ثقافة التعصب والتطرف والإرهاب، التي هي من وجهة نظري أعظم الأخطار، ربما تتجاوز التعصب العنصري، ذلك أن المتعصب هنا يعتمد على ليّ عنق النص الديني لتبرير شرعية القتال والاغتيال، بزعم أن علوم الدين وحدها هي الدليل على الإيمان، وما عداها هو الكفر والضلال رغم أن العلم لا يهدد أحدًا، وإنما هو الأساس الذي تُبنى وتنهض به الأمم، ومثلما انطلقت الصهيونية من دعوة توراتية كاذبة كانت السبب في تعبئة وحشد اليهود في الشتات وربطهم زعمًا «بأرض الميعاد» والعودة إلى فلسطين لقيام الدولة الصهيونية؛ نشأت جماعة الإخوان، وغيرها من جماعات الإسلام السياسي في مصر بشعار رفعه أمير شجرة الإرهاب في العالم حسن البنا حين قال: «الإسلام دين ودولة، ومصحف وسيف»، وتحت هذا الشعار أجاز: اغتيال المشرك الذي بلغته الدعوة وأصّر على العداء والتحريض على حرب المسلمين، كما يجوز التجسس على أهل الحرب، وأن يتعرض القليل من المسلمين للكثير من المشركين.
مهما فعلوا وتنجست آياديهم بالدم؛ سيظل المصريون في أعيادهم يتناشدون بالنصر على الجماعة الفاشيست وإزاحتهم للأبد، جماعة جعلوا الكذب ملجأهم وتستروا بالغش والخداع؛ لتنتصر الدولة الوطنية في النهاية وهي الدولة المستقرة أبدًا ودائمًا في وجدان الشعب المصري صاحب أقدم حضارة في التاريخ.