بسمة ناجى تكتب..أصوات جديدة تهيمن على القائمة الطويلة لجائزة البوكر

بسمة ناجى تكتب..أصوات جديدة تهيمن على القائمة الطويلة لجائزة البوكر2023
بسمة ناجى تكتب..أصوات جديدة تهيمن على القائمة الطويلة لجائزة البوكر2023

تتنافس 13 رواية «أصيلة ومثيرة» ضمن القائمة الطويلة لجائزة بوكر 2023، تقدم جميعها «صورًا مذهلة عن الحاضر، وامتازت بحداثتها».


 ضمت القائمة لهذا العام روايات لمؤلفين من نيجيريا وأيرلندا وكندا والولايات المتحدة وبريطانيا وماليزيا،بحسب بيان لجنة التحكيم لهذا العام. 

اقرأ ايضاً|الروائية الإماراتية ريم الكمالى: الرواية حلم لا يتوقف فى أى زمن | حوار


تأسست جائزة بوكرعام 1969، وهى إحدى أشهر الجوائز الأدبية فى العالم،والجائزة الأدبية الأكثر شهرة فى المملكة المتحدة،والتى تُمنح سنويًا لمؤلف رواية مكتوبة باللغة الإنجليزية ونشرت فى بريطانيا أو أيرلندا. غالبًا ما يُنظر إليها على أنها تتويج لعمل الكاتب،ولكنها قدمت أيضًا أدباء جدد،كبرناردين إيفاريستو ودوجلاس ستيوارت ومارلون جيمس.


ضمت القائمة الطويلة ست روايات لكتاب يصلون إلى القائمة الطويلة لأول مرة،بجانب عدد قليل من الروايات لمؤلفين مشهورين،كرواية سباستيان بارى «زمن الإله القديم» حيث يقود تحقيق فى جريمة قتل شرطيًا متقاعدًا إلى مواجهة خسارات ماضيه وحزنه، يستحضر بارى ببراعة التأثير المشوه للصدمة على الذاكرة بينما نرافق بطله اللطيف والمضحك فى رحلته لاستكشاف إرث إساءة معاملة الأطفال التاريخية فى أيرلندا والقوة الدائمة للحب بحساسية فى هذا الكتاب الرقيق والغاضب،ورواية بول هاردينج «هذه جنة أخرى» التى تستند إلى قصة حقيقية،مجهولة نسبيًا،حول مجتمع مختلط الأعراق،ينحدر من الأفارقة الذين تم الاتجار بهم،والمهاجرين الأيرلنديين والسكان الأصليين بينوبسكوت،يواجه أفراده خطر الإجلاء عن موطنهم على جزيرة آبل آيلاند ،قبالة ساحل ولاية مين الأمريكية.


بترشحه ضمن القائمة الطويلة لهذا العام،ينضم سباستيان بارى لعشرة كُتاب آخرين وصلوا لقوائم جائزة بوكر خمس مرات على الأقل. كما تتنافس ضمن القائمة أربع روايات أولى لكُتاب شباب وهي: «إذا نَجيتُك» لجوناثان إسكوفري،التى أشادت بها اللجنة لوضوحها وتنوعها ونثرها المذهل،وتدور أحداثها حول حياة زوجين جامايكيَين يفِرَّان من متاعب وطنهما الكاريبى فى السبعينيات لحياة جديدة فى ميامى مع ابنيهما،حيث يواجه القارئ أسئلة المهاجرين الأبدية: من أنا الآن وإلى أين أنتمي؟؛ «لؤلؤة» لسيان هيوز،التى تستحضر مواضيع كالحزن والهجر والعزاء تم استكشافها فى قصيدة من القرون الوسطى تحمل الاسم ذاته،وتدور أحداثها حول واقعة اختفاء أم؛ «كل قلوب الطيور الصغيرة»،لفيكتوريا لويد بارلو،والتى تتناول موضوعات الحب العائلى والصداقة والطبقة والتحيز والصدمة من منظور أم مصابة بالتوحد استنادًا إلى تجربة المؤلفة الشخصية مع مرض التوحد؛ و»الحارة الغربية» لشيتنا مارو حول لاعبة اسكواش تعانى وعائلتها من حزنٍ عميق.


من بين الروايات المرشحة أيضًا: «كيف تبنى مركب» لإيلين فيني،وهى رواية معقدة ومتشابكة حول الأسرة والحاجة إلى التواصل،وتدور أحداثها حول محاولات جيمي،المراهق الذى يعانى اضطراب التنوع العصبي،لفهم العالم ومساعدات مُعلميه،و«أنشودة النبي» لبول لينش،وهى ديستوبيا حول مجتمع أيرلندى يقع تحت قبضة الاستبداد،حيث نتابع تصميم أم على حماية عائلتها بينما تتداعى الديمقراطية الليبرالية فى أيرلندا بلا هوادة وبصورة مرعبة متراجعةً أمام الشمولية،فى سرد يلتقط المخاوف الاجتماعية والسياسية المتصاعدة فى لحظتنا الحالية.


لأول مرة،تُشكل روايات الكتاب الأيرلنديين ثُلث القائمة الطويلة للبوكر لهذا العام،فبالإضافة لروايات سباستيان بارى وفيكتوريا لويد بارلو وإيلين فينى وبول لينش،ترشحت رواية بول موراى «لدغة النحلة» المضحكة والمفجعة والشخصية والملحمية فى الوقت ذاته،والتى تدور أحداثها حول عائلة أيرلندية فى حالة اضطراب مالى وعاطفى وتعرض «أسرار لافتة وكاشفة بأسلوب رائع،من خلال كتابة غارقة فى سخرية تتدرج بين الخفيفة والمتوحشة»،وتُروى من وجهات نظر متعددة.


وصل سبعة وثلاثين كاتبًا أيرلنديًا إلى قوائم جائزة البوكر على مدار تاريخها،بما فى ذلك المؤلفون المدرجون فى القائمة الطويلة لهذا العام،ما يجعل أيرلندا أكبر دولة من حيث عدد المرشحين فى تاريخ الجائزة.


تُعد أيوبامى أديبايو خامس كاتبة نيجيرية يتم ترشيحها ضمن قوائم جائزة البوكر،عن روايتها «تعويذة الأمور الطيبة»،والتى وصفتها لجنة التحكيم بأنها رواية «قوية ومذهلة» ورأت فيها «استنطاق لقضايا الطبقة والرغبة فى نيجيريا المعاصرة» إذ يعوق الفقر حصول إنيولا على التعليم الذى يريده بشدة،بينما لا يرى ووراولا الثروة عائقًا أمام حقائق الحياة الأشد قسوة. 


بوصول رواية تان توان إنغ،«بيت الأبواب»،إلى القائمة الطويلة لهذا العام تكون جميع رواياته الثلاث قد ترشحت ضمن قوائم جائزة بوكر. يتتبع السرد فى روايته قصة ساحرة ومؤلمة عن الحب والخسارة والحرمان فى ظل الثورة والإمبراطورية استنادًا إلى حياة وكتابة الكاتب سومرست موم.


كما ضمت القائمة روايات «دراسة للخضوع»،لسارة برنشتاين،المولودة فى كندا وتعيش فى اسكتلندا،والتى تم اختيارها مؤخرًا كواحدة من أفضل الروائيين البريطانيين الشباب لجرانتا،والتى تتناول تصاعد كراهية الأجانب فى أوروبا كما يراه شخص غريب يقيم فى مدينة لم تذكر اسمها،فيما يشبه فى النجاة ذاتها،و»الصعود» التى يستكشف فيها مارتن ماكينيس عالم غريب ورائع،ويرى فى كل رحلة للخارج البعيد - سواء إلى الفضاء أو إلى أعماق المحيط - هى رحلة داخلية،حيث تسعى بطلته «لي»  لتجاوز طفولتها المضطربة.


ضمت لجنة التحكيم لهذا العام الروائية التى وصلت مرتين للقائمة القصيرة للجائزة،إيسى إدوجيان،والممثلة أدجوا أندوه والشاعرة مارى جان تشان والباحث جيمس شابيرو والممثل والمؤلف روبرت ويب.


«قرأنا 163 رواية على مدار سبعة أشهر،وفى ذلك الوقت انفتحت عوالم كاملة أمامنا. انتقلنا إلى ماين وبينانج فى أوائل القرن العشرين،ثم إلى شوارع لاجوس النابضة بالحياة وملاعب سكواش فى لندن،ومنها إلى أعماق المحيط الأطلسى الأكثر عُتمة،الذى حملنا إلى أيرلندا المفعمة بالحيوية حيث يظهر فقدان الحقوق المرعب كإنذار صارخ» بحسب بيان إدوجيان،رئيسة اللجنة،والتى أضافت أن جميع الكتب المرشحة «تلقى ضوءًا جديدًا على ما يعنيه الوجود فى عصرنا،بطرق أصيلة ومثيرة».


من أبرز العناوين المؤهلة التى لم تصل إلى القائمة الطويلة «الخدعة» لزادى سميث و«ديمون كوبرهيد» لباربرا كينجسولفر،والتى فازت هذا العام بجائزة بوليتزر فرع الرواية،وجائزة أدب المرأة الروائى.


ذكرت إدوجيان أن القائمة الطويلة تميزت بـ «استخفاف الأصوات الجديدة بالمعتقدات التقليدية،وتحطيمها لها»،مضيفةً أن هذه الروايات «ثورات صغيرة،تسعى كل منها إلى تنشيط اللغة وإحيائها سواء كانت أجواؤها تاريخية أم معاصرة فإنها تقدم صورًا مذهلة متلامسة مع الحاضر».


سيتم الإعلان عن القائمة القصيرة المكونة من ستة كتب فى الحادى والعشرين من سبتمبر القادم،والإعلان عن الفائز فى السادس والعشرين من نوفمبر.
ذكرت جابى وود،المديرة التنفيذية لمؤسسة جائزة بوكر أن «تناسق الخبرة والبراعة والحساسية بين محكمى هذا العام أدى إلى البحث عن روايات طورت الشكل ودَعَت القارئ لفهم شيء ما عن العالم.

يسعدنى أن أضيف هذه الباقة المختارة من الروايات الأولى،بجانب أعمال جديدة لمؤلفين معروفين،وكتب لمؤلفين آخرين فى ذروة حياتهم الأدبية لمكتبة وقوائم الجائزة. ونأمل أن يجد كل قارئ شيئًا يحبه فى قائمة هذا العام».