وضع الإنسان فى حالة طارئة ومفاجئة مثل الخوف مثلا هو الذى يدفعه لحماية نفسه والآخرين الذين يحبهم.. والخوف شعور طبيعى لدى كل الناس بل ولدى جميع الكائنات الحية.. وكل إنسان يستجيب لهذا الشعور بطريقة مختلفة.
عندما يتم وضع الإنسان تحت ضغط فإنه قد يصنع المستحيل.. والعمل تحت الضغط هو مصطلح يطلق على القدرة التى يملكها الإنسان للتعامل مع الضغوط التى تواجهه فى حياته أو حياة الآخرين بطريقة صحية ومثمرة، تضمن له تجاوز المواقف الصعبة والعقبات التى تواجهه.
فى عام 1977م قامت لورا شولتز وهى أمريكية تبلغ من العمر 63 عاماً برفعِ مؤخرة سيارة وحدها لتحرر ذراع حفيدها من تحتها..
لم تكُن لورا رافعة أثقال، ولم يسبق أن دخلت نادياً رياضياً، على العكس تماماً كانت جدة تقليدية تشكو آلاماً فى عظامها ومفاصلها، غير أنها عندما رأت ذراع حفيدها تحت إطار السيارة جاءتها قوة رافع أثقال.
أجرى الصحفى الأمريكى "تشارلز جارفيلد" مقابلة معها، فتفاجأ أنها حزينة، وأنها لا ترغب بالتحدث فى الأمر، وعندما ألح عليها ليعرف سبب حزنها رغم أنها قامت بعمل بطولى أشبه ما يكون معجزة وأنه لولا أن الحادثة قد تم تصويرها ما كان لأحد أن يصدق أن هذه المرأة العجوز استطاعت أن ترفع مؤخرة السيارة لوحدها.
فقالت له: أنا حزينة لأنى اكتشفت فى الوقت الضائع من حياتى سر الحياة كلها، نحن نستطيع أن نفعل المعجزات إذا آمنا بقدراتنا وإذا كان لدينا الرغبة والحافز. عندما رأيت يد حفيدى تحت إطار السيارة لم أشك للحظة أنى غير قادرة على رفعها، لم أقم بهذا العمل من باب التجربة.. بل على العكس تماماً لقد كنت فى تلك اللحظة على يقينٍ أنى قادرة على فعلها، فى اليومين الماضيين استعرضت حياتى الماضية، أشياء كثيرة كنت أود أن أفعلها ولكن الخوف من الفشل منعنى عنها، لقد اكتشفتُ أنى كنتُ قادرة ولكن إيمانى بنفسى لم يكن موجوداً، إن سرّ النجاح أن يؤمن الإنسان بنفسه!
لا أحد يستطيع أن يُسقطك أرضاً فتعلن الهزيمة والاستسلام إلا بمساعدة نفسك، ولا أحد يستطيع أن يقودك إلى النجاح.. ما لم تر نفسك قادراً عليه.
