5 اتجاهات ترسم مستقبل علوم البيانات والتعلم الآلي

علوم البيانات والتعلم الآلي
علوم البيانات والتعلم الآلي

سلّطت مؤسسة جارتنر العالمية في تقرير لها، الضوء على أبرز التوجهات التي تؤثر على مستقبل علوم البيانات، والتعلّم الآلي في ظل النمو السّريع الذي تشهده الصّناعة والتطوّرات التي تهدف إلى مواكبة الأهمية المتزايدة لدور البيانات في الذكاء الصناعي، لا سيّما مع توجّه الاستثمارات نحو التركيز على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

ووفقا لما أوردته شركة "جارتنر"، فإن أبرز التوجّهات التي تصوغ مستقبل علوم البيانات والذكاء الاصطناعي DSML تتضمن:

التوجّه الأول: منظومة سحابة البيانات

تتجه منظومات البيانات من الاقتصار على البرامج بميزة التخزين الذاتي أو التخزين المشترك إلى حلول أصيلة عبر حوسبة السحاب. وتتوقع شركة "جارتنر" أنه وبحلول العام 2024 فإن 50% من المشاريع التي سوف يتم تنفيذها ضمن منظومة حوسبة السّحاب سوف تعتمد على منظومة مُحكمة للبيانات عبر حوسبة السّحاب بدلا من حلول النقاط المدمجة يدويا.

وتوصي شركة "جارتنر" المؤسسات بضرورة تقييم منظومات البيانات بناء على قدرتها على معالجة تحديات البيانات الموزّعة، إضافة إلى إمكانية النفاذ والدمج مع مصادر بيانات من خارج البيئة المباشرة.

التوجّه الثاني: الذكاء الاصطناعي الطرفي

مع ازدياد الطلب على الذكاء الاصطناعي الطرفي Edge AI لتمكين معالجة البيانات عند نقاط إنشائها طرفيا، وذلك لمساعدة المؤسسات في الحصول على تقارير آنية، وتحديد الأنماط الجديدة، وتلبية المتطلبات الصارمة لخصوصية البيانات. كما أن الذكاء الاصطناعي الطرفي يساعد المؤسسات في تحسين قدرتها على تطوير، وتنسيق، ودمج، وتنفيذ مشاريع الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي التوليدي يتصدّر التقنيات الصاعدة في 2023

وتتوقّع "جارتنر" أن ما يزيد عن 55% من جميع تحليلات البيانات عبر الشبكات العصبية سوف تتم على مقربة من نقاط تسجيل بياناتها في أنظمة طرفية بحلول العام 2025، في حين أن نسبتها لم تتجاوز 10% في العام 2021. ويجب أن تعمل المؤسسات على تحديد التطبيقات، والتدريب على الذكاء الاصطناعي، والربط اللازم للانتقال نحو بيئة عمل طرفية على مقربة من النقاط النهائية لإنترنت الأشياء.

التوجّه الثالث: الذكاء الاصطناعي المسؤول

الذكاء الاصطناعي المسؤول يجعل من الذكاء الاصطناعي مؤثرٌ فعّال إيجابيا، بدلا من تحوله إلى تهديد للمجتمعات ولذاته. ويشمل ذلك مختلف جوانب اتخاذ التدابير التجارية والأخلاقية اللازمة عند تبنّي المؤسسات للذكاء الاصطناعي بدلا من التعامل مع كل منها بصورة مستقلة كما جرت العادة، مثل القيمة، والمخاطر، والثقة، والشفافية، والمسؤولية التجارية والاجتماعية على حدّ سواء. وتتوقّع شركة "جارتنر" للأبحاث أن تركّز نماذج الذكاء الاصطناعي المُدرّبة مسبقا ضمن 1% فقط من شركات تزويد حلول الذكاء الاصطناعي بحلول 2025 سوف يجعل من الذكاء الاصطناعي المسؤول مصدر قلق مجتمعي.

وتوصي "جارتنر" بالاعتماد على نهج متناسب مع المخاطر لتوفير قيمة أكبر للذكاء الاصطناعي وأخذ الحيطة عند تطبيق هذه الحلول ونماذجها. يمكن طلب المساعدة من شركة تزويد هذه التقنيات لضمان قدرتهم على إدارة التزاماتهم بمتطلبات إدارة المخاطر والامتثال، وحماية المؤسسات من أية خسائر مالية ممكنة، أو أية إجراءات قانونية وأضرار تلحق بسمعتهم التجارية.

التوجّه الرابع: الذكاء الاصطناعي المُرتكز على البيانات

يمثّل الذكاء الاصطناعي المُرتكز على البيانات تحوّلا من النموذج والنهج المرتكز على الكود إلى كونه يعتمد بدرجة أكبر على البيانات لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي أفضل. فحلول إدارة بيانات الذكاء الاصطناعي، والبيانات المُركّبة، وتقنيات علامات البيانات، تهدف إلى إيجاد حلول للتعامل مع العديد من تحديات البيانات، بما في ذلك تحديات الوصول، والكمية، والخصوصية، والأمان، والتعقيد، والنطاق.

ويعدّ استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء البيانات المُركّبة أحد أسرع المجالات نموا، مما يخفف من أعباء الحصول على البيانات في العالم الواقعي، بحيث يمكن تدريب نماذج التعلّم الآلي بشكل فعّال. وبحلول العام 2024، تتوقّع شركة "جارتنر" أن 60% من البيانات المستخدمة للذكاء الاصطناعي سوف تكون بيانات مُركّبة لمحاكاة الواقع الفعلي، والسيناريوهات المستقبلية، والحدّ من مخاطر الذكاء الاصطناعي، بعد أن لم تتجاوز نسبتها 1% في العام 2021.

التوجّه الخامس: تسارع استثمارات الذكاء الاصطناعي

وسوف يستمر تسارع استثمارات الذكاء الاصطناعي من قبل المؤسسات التي تُنفّذ الحلول، إضافة إلى الصّناعات التي تتطلع إلى النمو بالاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والأعمال التجارية القائمة على الذكاء الاصطناعي. ومع نهاية العام 2026، فإن توقّعات "جارتنر" ترصد ما يزيد عن 10 مليارات دولار سوف يتمّ استثمارها في الشركات الناشئة للذكاء الاصطناعي التي تعتمد على النماذج الأساسية – نماذج كبيرة تمّ تدريبها بواسطة كميات ضخمة من البيانات.

وكان استطلاع آراء أجرته "جارتنر" مؤخرا وشمل مشاركة أكثر من 2,500 مسؤول قد أظهر أن 45% من المشاركين أفادوا أن الضجة المصاحبة لشات جي بي تي دفعتهم إلى تعزيز استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي. وقال سبعون بالمائة إن مؤسساتهم في مرحلة التحقّق من أو استكشاف الذكاء الاصطناعي التوليدي، في حين أن 19% منهم أشاروا إلى بلوغ مرحلة التجريب أو التنفيذ.

وقال بيتر كرينسكي، رئيس الأبحاث لدى جارتنر: "مع استمرار الإقبال على تبنّي التعلّم الآلي بنسق سريع على مستوى الصناعة، فإن علوم البيانات والتعلّم الآلي تشهد بدورها تطورا من مجرد الاقتصار على النماذج التقديرية، والاقتراب أكثر من أنظمة أوسع انتشارا وديناميكية بالاعتماد على البيانات. كما أن هذه التوجّهات تستفيد اليوم من الحماس المصاحب للذكاء الاصطناعي التوليدي. وعل الرغم من بعض المخاطر المحتملة، إلا أن ذلك يشمل أيضا القدرات والإمكانيات المصاحبة التي تنعس بدورها على حالات الاستخدام لعلماء البيانات مؤسساتها".