قريباً من السياسة

أعادونى مدمناً

محمد الشماع
محمد الشماع

هناك العديد من الأسباب التى تدفع إنسانا ما إلى الإدمان الذى هو فى الغالب الأعم يبدأ بالتدخين عادة ثم يتطور إلى جلساء السوء الذين يجذبونه إلى أول شمة أو أول قرص أو نفَس مخدرات ثم يبدأ هو بالسعى إلى شراء وتناول وإدمان المخدرات لتحقيق هدف بعينه قد يكون متعة فى التحليق بعيدا عن المشاكل، أية مشاكل والعيش فى الأحلام والأوهام، وقد يبحث البعض عن متعة جسدية أو الشعور الوهمى بالقوة والقدرة!

لكن هناك البعض الذى يجد نفسه بدون أى مبرر قد يلجأ إلى استخدام منشطات بهدف مساعدته على مواصلة العمل طوال ساعات الليل والنهار لتحقيق كسب مادى لتوفير المال اللازم لتلبية احتياجات أسرته، وتكون النتيجة أن يفقد وظيفته الأساسية والعمل الإضافى بعد الكشف عليه وثبوت إيجابية تحليل المخدرات «إيجابيا»، ويفصل من عمله!

جهود الدولة فى مكافحة كل أشكال وألوان الإدمان حفاظا على صحة المواطنين تستحق كل التحية والتقدير لمراعاة المدمنين بعد تعافيهم بصورة كريمة وحضارية.

لكن الشىء الغريب أن العديد من المتعاطين الذين فقدوا وظائفهم بسبب هذا الإدمان ثم استعادوا تعافيهم بصورة كاملة سواء على نفقتهم الشخصية أو على نفقة الدولة، ترفض الوزارات والأجهزة والشركات التى كانوا يعملون فيها إعادتهم للعمل مرة أخرى، كما لا يخفى على الجميع تبعات تكاليف علاج المدمن باهظة وما ينتج عن ذلك من أعباء مالية تكون الأسرة قد اضطرت إلى تحملها.

أبسط شىء هو استكمال دور الدولة فى علاج الإدمان وإعطاء فرصة لكل من تاب مع مراعاة الظروف الاجتماعية والإنسانية لهؤلاء المتعافين ليعودوا عناصر إيجابية شريفة منتجة، لأن البديل هو دفع المتعافى للعودة إلى الإدمان وما سيرتكبه من جرائم للحصول على المخدرات.