آلاف السودانيين يفرون إلى تشاد سيراً على الأقدام

نساء هربن من الحرب فى السودان فى مخيم شرقى تشاد
نساء هربن من الحرب فى السودان فى مخيم شرقى تشاد

أ ف ب
اضطر لاجئون سودانيون إلى الفرار من إقليم دارفور إلى دولة تشاد المجاورة سيراً على الأقدام، حاملين أطفالهم على ظهورهم سعياً إلى الأمان بعد أن لازموا منازلهم لأسابيع.

ويؤوى مركز أورا لاستقبال اللاجئين بمدينة أدرى فى شرق تشاد، عند حدود إقليم دارفور الشاسع فى غرب السودان، آلاف اللاجئين فى خيم من القماش مقدمة من منظمات ومجموعات الإغاثة الدولية، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.

وتفيد مجموعات حقوقية وشهود فروا من دارفور أن الإقليم شهد مجازر ارتكبت فى حق مدنيين وهجمات بدوافع عرقية وعمليات قتل ارتكبتها، خصوصاً قوات الدعم السريع ومليشيات قبلية متحالفة معها.

هذه الرحلة من دارفور إلى تشاد محفوفة بالمخاطر خصوصاً على النساء، إذ يخشين العنف الجنسى إلى جانب الرصاص الطائش، مع انتشار تلك الممارسات فى السودان منذ عقود.

إلى ذلك، تشير منظمات إغاثة إلى انتشار جثث فى الشوارع وتحللها بسبب حرارة الطقس المرتفعة سواء فى العاصمة أو فى دارفور.

ولا تزال الحرب دائرة بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل الماضى، بينما تتحدث تقارير عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص ونزوح أكثر من أربعة ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها.

وسبق أن شهد إقليم دارفور حرباً ضارية عام 2003، هاجم خلالها عناصر مليشيات الجنجويد التى تشكلت منها قوات الدعم السريع، المدعومة من حكومة الرئيس عمر البشير قبل عزله، متمردين من أقليات عرقية.

آنذاك امتدت الحرب زهاء عقدين من الزمن مخلفة نحو 300 ألف قتيل و2.5 مليون نازح، بحسب الأمم المتحدة. وقبل اندلاع الحرب فى السودان كان ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليوناً يقيمون فى إقليم دارفور، الإقليم الذى تعادل مساحته مساحة فرنسا.

وفر معظم لاجئى أورا من الجنينة عاصمة غرب دارفور حيث تقدر الأمم المتحدة مقتل أكثر من ألف شخص خلال أيام قليلة جراء هجمات قد ترقى إلى مستوى «جرائم ضد الإنسانية».

ووجهت المحكمة الجنائية الدولية تهم ارتكاب جرائم حرب إلى البشير ومسئولين آخرين إلا أن مشتبهاً واحداً فقط سلم نفسه ويخضع للمحاكمة. وتحدثت المحكمة عن «إبادة جماعية» فى ذلك الحين، وهى تحذر الآن من أن يكرر التاريخ نفسه، ما دفعها إلى التحقيق مجددا فيما يجرى من جرائم فى المنطقة.