كنوز| عشق مارى منيب للطيور والقطط والكلاب !

عشق مارى منيب للطيور والقطط والكلاب
عشق مارى منيب للطيور والقطط والكلاب

اتسمت الفنانة القديرة مارى منيب بقلب عطوف مفعم بالرحمة والإنسانية والرقة التى كانت تتعامل بها مع كل الناس بعيداً عن الغل والحقد والحسد ، وكانت تتعامل بنفس الروح ، ونفس الأخلاق مع الحيوانات الأليفة التى كانت تقتنيها وتربيها فوق سطوح المنزل الذى كانت تسكنه فى حدائق شبرا قبل ان تنتقل للفيلا  التى كانت تسكنها بمصر الجديدة .

كانت سيدة الكوميديا الراقية تعشق تربية الكتاكيت والبط والأوز فى عشة بنتها خصيصاً فوق سطح البيت ، وكانت تربى على نفس السطح أكثر من كلب، وأكثر من قطة بفعل التناسل ، وقالت فى واحدة من حواراتها: إن عدد القطط والكلاب التى كانت ترعاها بلغت ما يقرب من 22 قطة و7 كلاب، وكانت تهدى جراويها إلى جيرانها من محبى تربية الحيوانات الأليفة وكانت تسأل دائما عنها للتأكد أنها تجد الرعاية ممن اصبح يقتنيها ، وكانت الست مارى منيب من هواة تربية البط والأوز والكتاكيت فوق السطوح ، تصعد كل يوم للسطوح بالطعام الذى أعدته لكلابها وقططها وطيورها ، وعندما سئلت عن عشقها للحيوانات الأليفة التى تعطيها من حياتها الكثير قالت : «دول غلابة وطيبين ، البنى آدم مننا لو تعب ربنا مديله لسان ينطق ويعبر عن تعبه ، إنما الحيوانات دى ما بتقدرش تعبر عن جوعها أو تعبها ، وربنا رحمن رحيم».

وكانت مارى منيب متعاقدة مع عيادة بيطرية فى دوران شبرا يأتى طبيبها لمنزلها لتطعيم الكلاب والقطط بشكل دورى ، ولم يكن عطف الست مارى منيب يتوقف على ما تقتنيه من قططٍ وكلابٍ فقط ، بل امتد عطفها الى إطعام كلاب وقطط الشارع الذى كانت تسكن به ، وكانت تلك الكلاب تستقبلها بالفرح وتتجمع حولها عندما تنزل من التاكسى أمام بيتها، ومن شدة حبها للكلاب والقطط كانت تسمى كل واحد على اسم عزيز عليها ، واعترفت الست مارى بأنها كانت تتكلم مع الكلاب والقطط التى كانت تفهم وتنفذ الأوامر التى تصدرها لها ، وتحدثت عما تتمتع به كلابها من وفاء نادر ،  ولهذا كانت تعتبرها أعز أصحابها ، وكانت تذهب قبل موعدها بنصف الساعة للمسرح ليكون لديها وقت تطعم فيه الكلاب والقطط التى تعيش فى حارة ضيقة بجوار مسرح الريحانى بشارع عماد الدين ، وكانت الكلاب والقطط تعرف موعد وصولها وتكون فى انتظارها عند باب دخول الممثلين ! وذات يومٍ وصل نجيب الريحانى قبل وصولها ووجد الكلاب فى انتظارها على الرصيف المقابل لباب دخول الممثلين، فقال بخفة دمه لحارس المدخل : «هى أمهم اتأخرت عليهم ليه النهاردة ؟» وعندما وصلت الست مارى قابلها الريحانى ضاحكاً وهو يقول «ينفع كده تسيبى ولادك جعانين يا مارى ؟» ، فقالت له «التاكسى عطل بى وكان واجب عليك تقوم بالمهمة فى غيابى»، رحم الله الست مارى منيب ورحم نجيب الريحانى الذى كان يقتنى كلبة من فصيلة «الوولف» كانت تعيش معه وترافقه فى المقهى وكتب عنها مقالاً فى مجلة «الفن» قال فيه إنها كانت الأنثى الوحيدة التى أخلصت له .
«كنوز»