فى الصميم

الحرب «محلك سر».. حتى مع الفانتوم!!

جلال عارف
جلال عارف

بعد طول تمنع.. وافقت الولايات المتحدة على فتح الباب الخلفى لتزويد أوكرانيا بطائرات «فانتوم ١٦» عن طريق الحلفاء فى أوروبا. عدة دول أعلنت عن برامج تدريب للطيارين الأوكرانيين على هذا الطراز من المقاتلات الأمريكية، ودول أخرى أعلنت عن اعتزامها تزويد أوكرانيا بأعداد من هذه المقاتلات التى سعت أوكرانيا وراءها طويلاً.

ورغم اعتراض روسيا وتهديدها بالرد القوى على هذا التحدى، إلا أن الواقع يقول إن وضع «محلك سر» الذى يسود حالياً فى جبهة القتال سيستمر لشهور قادمة.. فطائرات «الفانتوم» لن يتم تسليمها على الأرجح إلا مع بداية العام القادم، وتأثيرها لن يظهر إلا مع دخول أعداد كبيرة من الطائرات للمعركة وهو ما يستغرق وقتاً أكبر ويستدعى قراراً سياسياً من الولايات المتحدة التى تحسب خطواتها جيداً تجنباً للصدام المباشر بينها وبين حلفائها فى الناتو من جهة وروسيا على الجانب الآخر!!

القادة العسكريون فى أمريكا حذروا من البداية من فشل هجوم الربيع الذى حشدت له أوكرانيا.. وهو ما حدث بالفعل وألحق خسائر فادحة بالقوات الأوكرانية فى بضعة أيام.. وكانت الخشية ـ بعد ذلك ـ أن توسع روسيا هجومها، ولهذا توالت الإعلانات من واشنطون والحلفاء فى «الناتو» بأن دعمهم لأوكرانيا مستمر. وأعطت أمريكا لأوكرانيا القنابل العنقودية مع اشتراط استخدامها داخل أراضيها، وبدأت أوكرانيا فى حرب المسيرات الجوية والبحرية بهدف إبقاء القضية حاضرة. وعلى نفس الطريق يأتى الإعلان عن تزويد أوكرانيا بطائرات الفانتوم.

ورغم كل هذه الجهود، يظل الوضع بلا تغيير حقيقى فى ميدان القتال، ويظل أمام أوكرانيا شهور صعبة حتى يمكن أن تحرك قواتها حين تملك حماية جوية كافية، ويظل معدل الخسائر فى ارتفاع كبير. ورغم الدعم الذى تقدمه دول التحالف فإن المخاوف الأوكرانية تظل حاضرة مع هواجس التململ الأوروبى من تكلفة الحرب، ودخول أمريكا فى عام الانتخابات وقلة حماس الجمهوريين للحرب.. وفوق هذا كله معاناة العالم بكامله من آثار الحرب التى كان يمكن تفاديها منذ البداية!

حتى الآن.. طريق التسوية مسدود. لم يعد السؤال: متى تنتهى الحرب، بل كيف نمنعها من أن تتحول لصدام مباشر بين روسيا و»الناتو» مع التصعيد المستمر من الجانبين؟!