زنانيرى|«ثلوج» مهندس

«ثلوج» مهندس
«ثلوج» مهندس

قرر إبراهيم أن يترك الصعيد ويتجه إلى الإسماعيلية، يبحث عن لقمة العيش فى أكثر أماكن مصر شهرة فى بيع قطاع إصلاح السيارات، فهو ميكانيكى شاطر... أسطة ذى ما الكتاب بيقول، مهندس كده فاهم فى أى عربية... وبالفعل تمر الأيام ويقوم بفتح ورشة صغيرة لإصلاح السيارات، ويرزقه الخالق بالابن الأكبر «محمود» ويرزق بأربعة بعده؛ ثلاثة بنات وولد آخر... يشتهر أبو الخمسة فى مجاله وكان يصلح السيارات بكلمته المشهورة «أصلح الأول العربية والفلوس مش مهم»، أحب الجيران عم إبراهيم وأسرته البسيطة وعرف عنه حسن السيرة والجيرة والطيبة والاحترام وبالطبع جدعنة وشهامة أهل الصعيد كانت تُغلفه.


عم إبراهيم «دايو» هكذا عرفه شارع الثلاثينى فى منطقة الحكر بالإسماعيلية، شهرته على كل لسان والكل يعرفه... أبو محمود كأى أب يحلم بإحدى كليات القمة لأولاده وخاصة الرجال منهم... وتتحقق أمنيته ويدخل محمود كلية الهندسة... سنة ورا سنة وعم إبراهيم دايو يحب أن يلقب بأبو المهندس.


كبر محمود وبلغ عامه الواحد والعشرين، والباشمهندس يطلب والأب يُلبى ومصاريف كلية الهندسة ليست بالمجهولة... ومع شهرة الأب يطمع الابن بالأكثر والأكثر... وفى يوم من الأيام يطلب المهندس مالاً ليخرج مع زملائه وأصدقائه... ويرفض عم إبراهيم إعطاءه المال... ويستغرب محمود من ذلك... فمن جانب آخر لا يدرى أن الأب قد صدق أخيرًا إشاعات ابنه المدمن!.
أدمن ابن عم إبراهيم طالب كلية الهندسة مخدر «الأيس» المدمر وحنان الأب يرفض إعطاءه المال ويحاول منعه من الخروج، لتأكده أن السبب من نزوله هو شراء المخدرات، ليشتد الموقف ويحاول محمود طلب المال بأى شكل من الأشكال ويصر الأب على ما قرر... يجرى محمود إلى المطبخ ويحضر سكينة ويطعن بها الأب... ويهرول إلى الشارع ويجلس على أحد المقاهى ويطلب كوبًا من الشاى ويشعل سيجارة.
أكدت التحريات نشوب مشادات كلامية بين الجانى والمجنى عليه بسبب طلب الجانى المال، وامتناع الأخير عن إعطائه له، وتشاجرا أمام أفراد الأسرة، فقام الابن بالإمساك بسكين المطبخ فى لحظة غضب وغياب عن الوعى وطعن والده، وتركه ونزل إلى الشارع وجلس أمام منزله وشرب «شاى»، ثم صعد للمنزل مرة أخرى فوجد والده غارقاً فى دمائه... طلب الإسعاف وعند وصول رجال الإسعاف... الأب قد فارق الحياة... وأكدت أيضًا شهود العيان شهرة المهندس القاتل فى منطقته بإدمانه لمخدر الأيس وغيرها من المخدرات.
سلب إرادته... تآكل عقله بسبب مخدر «الأيس»، لم يكن يعرف المهندس من يتشاجر معه، أنساه أباه.. أمه.. أخواته البنات... حوله إلى جثة باردة بلا مشاعر ولا أحاسيس... وصور له أن من يمنعه من النزول والخروج من المنزل هو عدو له يجب نحره والانتهاء منه تمامًا فهو مصدر تهديد... وكلمة لا تخرج من أب حنون يخاف على ابنه المهندس، استقبلها مدمن الأيس بمعان غير معلومة وقد لا نعلمها... ليقرر عقله الملوث بالمخدر الذى يحفز العنف إلى القضاء فورا على هذا التهديد... قضت محكمة جنايات الإسماعيلية بالسجن المشدد 7 سنوات للمتهم محمود إبراهيم شلقامى عبد الله الطالب جامعى المتهم بقتل والده عم إبراهيم دايو.