الخير من توشكى وشرق العوينات..نجاح تجربة زراعة القطن قصير التيلة

د. محمود عصمت
د. محمود عصمت

تعمل الدولة جاهدة لتوفير الأقطان اللازمة سواء كانت طويل التيلة وفائقة الطول والتى تشتهر مصر بزراعتها، أو قصيرة التيلة التى يتم التجارب لزراعتها داخل توشكى وشرق العوينات، لتوفير العملة الصعبة وتقليل فاتورة الواردات، والاعتماد على المنتج المحلى فى مشروع إعادة إحياء صناعة الغزل والنسيج من جديد والذى كلف خزينة الدولة 31 مليار جنيه.


نتائج مبشرة ومتوسط إنتاجية عالية سجلت 10 قناطير للفدان الواحد، فى التجارب الثلاث السابقة التى تمت داخل شرق العوينات تحت إشراف وزارة قطاع الأعمال العام، وتعتبر نتائج الموسم الرابع مبشرة للغاية، حيث يتم زراعة 1250 فدانا ولن تقل إنتاجية الفدان عن 9 قناطير، وبعد النجاحات الكبيرة اتجهت الوزارة لبدء تجارب زراعة القطن قصير التيلة بمنطقة توشكى والتى تعد الأولى من نوعها منذ تاريخ زراعة المحصول فى مصر بمساحة 250 فدانًا على أن ترتفع خلال الأعوام القادمة بعد التأكد من نجاح التجربة مثلما حدث بشرق العوينات.

اقرأ ايضاً| 92 وثيقة بتريليون روبل.. والتكنولوجيا والنقل والتعدين تتصدر


الدكتور محمود عصمت وزير قطاع الأعمال تلقى تقريرًا من شركة مصر لتجارة وحليج الأقطان التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس التى تتولى تنفيذ مشروع زراعة القطن قصير التيلة، حيث تبلغ المساحة المزروعة للموسم الحالى فى منطقة شرق العوينات نحو 1250 فدانًا، مشيرا إلى دعم الوزارة لتجربة زراعة الأقطان قصيرة التيلة للمرة الأولى الموسم الحالى بمنطقة توشكى فى مساحة حوالى 250 فدانًا، موضحا أن زراعة المحصول بمنطقة شرق العوينات يتم تنفيذه للعام الرابع على التوالى، وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى.


وأكد الدكتور عصمت، أن تقارير متابعة المحصول خاصة مع اقتراب موسم الجنى الذى يبدأ الشهر المقبل تشير إلى أن النتائج مبشرة خاصة فى ضوء ما تحقق من نتائج إيجابية الموسم الماضى بإنتاجية حوالى 10 قناطير للفدان، ومن المتوقع بدء الجنى الآلى للمحصول فى نهاية سبتمبر، بما يحقق وفرًا يقدر بنحو 8 آلاف جنيه فى الفدان الواحد مقارنة بـ «الحصاد اليدوى».


وأشار الدكتور عصمت، إلى أهمية تجربة زراعة القطن قصير التيلة التى تهدف إلى المساهمة فى تلبية احتياجات شركات الغزل والنسيج من الأقطان والتى يتم استيرادها من الخارج لتخفيف الضغط على العملة الصعبة، إذ بلغ الوفر المحقق العام الماضى فى تكلفة القنطار الواحد مقارنة بالمستورد ما نسبته 20%، مؤكدًا أهمية التوسع فى هذه الزراعة لتوفير واردات مصر منها.


وأضاف الدكتور عصمت، أن وزارة قطاع الأعمال العام تقوم بتنفيذ خطة للتوسع فى زراعة القطن قصير التيلة تدريجيا، بالتنسيق التام مع وزارة الزراعة والتى تقوم بإجراء التجارب والبحوث وتنفيذها وتقييمها، والتى تستهدف زيادة الاعتماد على القطن المنتج محلياً لتقليل فاتورة الاستيراد نظرا للاستخدامات الكثيرة له فى صناعة الأقمشة والمنسوجات المختلفة.


وأشار الوزير، إلى أهمية التوسع فى زراعة الأقطان طويلة التيلة فى الوادى والدلتا والتى تتميز مصر بإنتاجها، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للحفاظ على نقاء القطن المصرى وتحسين جودته، حيث دشنت الوزارة منظومة لتداول الأقطان أثبتت نجاحها فى الفترة الماضية إلى جانب تطوير المحالج بتكنولوجيا حديثة فى إطار خطة شاملة لإعادة هيكلة وتطوير الشركات التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج.


وتابع عصمت، أن المشروع القومى لتطوير صناعة الغزل والنسيج يجرى تنفيذه بداية من زراعة مساحات من القطن قصير التيلة لخفض وارداته وتوفير احتياجات القطاع الخاص من الغزول السميكة وتطوير المحالج وعمل معاصر زيوت ومصانع أعلاف من خلال شراكات مع المستثمرين المحليين والأجانب وتطوير مصانع الغزل والنسيج وبناء مصانع جديدة وصولا إلى تطوير المنتج النهائى من الملابس والتسويق لماركات جديدة مثل «نيت» والتى بدأت تستحوذ على نسبة سوقية من حجم التجارة وتم تصديرها إلى العديد من الدول، مشيرا إلى أن التطوير يشمل مراحل الصباغة والتجهيزات وكذلك تدريب العمالة وتأهيلهم للتعامل مع أحدث التكنولوجيات فى مجال الصناعة والمستخدمة فى تطوير المصانع.