الخروج عن الصمت

صراع الحياة

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

محمد عبدالواحد

فى سباق الحياة ترانا جميعاً وكأننا فى حلبة مصارعة يحاول كل منا أن يقتنص البطولة لنفسه. وعلى الجانب الآخر ترى مشاهدين للصراع الدائر وكل منهم يحب ان يرى مشجعه بطلا أو فائزا بالبطولة. بينما هناك من يقف من تلك الأحداث الدائرة بحالة من اللامبالاة وكأنها لا تعنيه ولا تشغل له بالا فهو عنده ما يكفيه من أمر نفسه مشغولا به ويحاول جاهدا أن يبقى على قيد الحياة فى سلام وأمان.

وبنظرة دقيقة الى الصراع الدائر بين الكتلة الشرقية والغربية تجد أن الحلبة محتشدة باللاعبين الكل فيها يحاول أن يستنفذ طاقة الآخر لإضعافه وسحب البساط من تحت يده وكلما طال أمدها أخذ كل منهما يبحث عن حيلة للبقاء فى توسيع نفوذه وإيجاد مؤيدين له أو حلفاء يستطيع أن يرتكز عليهم فى ضرب مصالح الآخر والقضاء على نفوذه فى تلك المنطقة.

وبنظرة أخرى الى أحوال المسلمين فى ربط علاقتهم مع خالقهم ومع ما يحدث من حولهم تراهم فى حالة سعى مستمر يحاول كل منهم أن يكتسب من الدنيا ما يعينه على رحلة السفر الطويل، وترى منهم من يعتقد أن الحياة غنيمة يسعى جاهدا للفوز بها دون غيره، وهناك من يحاول ترك الدنيا وراء ظهره زاهدا فيها وكأنها لا تعنيه منقطعا عن الجميع ويخلو بنفسه متعبدا للقاء ربه. وهناك اللاعب الماهر الذى يحاول جاهدا ضرب كل المصالح والتحالف مع الجميع -أعدائه قبل أصدقائه- ليستفيد من تلك الأحوال الثلاثة؛ فهو فى سعيه لمعرفة ربه متواجد ودارس ومطلع معتبرا الدنيا أيضا غنيمة لا بد من اغتنام كل الفرص للفوز بها مرتديا رداء الزهد ليفوز بالمراحل الثلاث. وإذا دققت فى تلك الأحوال ستراها وقد اقترف معظمها بعض الآثام وهى فى طريقها دون أن تدرى وأحيانا تراها ترتكب أخطاء تبررها بالدين ومنهم من يعتقد أن تعثره وزلاته وجرمه فى حق نفسه ومجتمعه أشياء مكتوبة لا مفر منها ونسى الجميع وتناسى البعض أن الله يرى سعيه ويبارك عمله ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ويسعد بزهده وكلما جاهدت فى محاربة النفس وأسست قواعد لها فتطهرت من كل المحرمات وانت تراها آثاما كترك الربا وأكل مال اليتيم وتسامحت فى البيع والشراء وأيقنت جرم الغش وأن الرشوة مفسدة فأتقنت عملك وأحسنت معاملة الناس وكففت يدك عن إيذاء جيرانك فزت بتزكية نفسك وأحب الله لقاءك كما أحببت لقاءه.