يقود الرئيس التونسي حرب ضروس ضد الإرهاب وجماعة الإخوان في تونس، فمن يعتقد أن الحرب مع الإرهاب قد انتهت بخروج تلك الجماعة من الحكم فهو واهم، فالإخوان لهم ذيول في كل بلدان العالم، كما أنهم يتخفون مثل الخفافيش في النهار ويظهرون في الليل، وهذا الظهور يتمثل في شائعاتهم وتزوير الحقائق ونشر الأكاذيب، لبث الفتنة والفوضى داخل قلوب الناس، وها هو الرئيس التونسي، يواجه آلاعيب الإخوان، بعد تعمدهم «تصدير الأزمات واستغلال حاجة المواطنين»، دعا قيس سعيد الرئيس التونسي، الشعب إلى الوقوف في وجه الظلم والاستبداد المقنع الذي يمارسه من هم وراء الستار، قاصدا بذلك الإخوان، حقيقة دعوة أعجبتني كثيرا، لأن الرئيس ومؤسسات الدولة لن تنجح في مواجهة الأزمات وشائعات الإخوان بمفردهم ولكن يحتاج في ذلك إلى الشعب للوقوف بجانبه.
وظهر ذلك خلال زيارة الرئيس التونسي إلى ضيعة برج التومي من محافظة منوبة شمال شرقي البلاد، بمناسبة العيد الوطني للمرأة التونسية، ولفت إلى أن الخبز متوفر، لكنهم يريدون تأجيج الأوضاع، في إشارة لتنظيم الإخوان والمتحالفين معه، جاء ذلك على خلفية عيش تونس مؤخرا، على وقع أزمة عدم توافر عدد من المواد الأساسية أبرزها الخبز.
وأعجبني كثيرا، مقولة الرئيس قيس سعيد، أن من سيمس قوت الشعب لن يبقى دون حساب، موضحا أن «المواد الأساسية موجودة بآلاف الأطنان لدى مجموعة تريد تجويع الشعب»، كلمات كانت كاشفة وموضحة، أراد بها الرئيس التونسي وضع النقاط على الحروف، كما شدد على ان القضية اليوم هي قضية تحرير الوطن من اللصوص واللوبيات، وأن الحرب ضد الفساد وضد من يريدون تجويع الشعب، وهؤلاء مخططاتهم مفضوحة وأصحابها معلومون، كلمات كاشفة واضحة، أعتقد أنها ستتبعها أفعال جادة من رئيس استند على شعبه وكشف لهم الحقائق قبل تتوغل أكاذيب وشائعات الجماعة الإخوانية إلى عقولهم وقلوبهم.
ما سبق جذب انتباهي وجلعني أعجب به، لكن هناك مقولة أخرى للرئيس التونسي توقفت أمامها كثيرا، حينما قال الرئيس قيس، «نحن اليوم على جبهة القتال من أجل تحرير تونس ولا أبالغ بأن هناك من يعمل على أن تكون تونس رهينة إرادة غيرها في حين أنّ القرار في تونس هو قرار الشعب وليس قرار أيّ جهة أخرى».
كلمات واقعية، وصفت الوضع الراهن داخل البلاد، ودعى سعيد شعبه، بضرورة العمل بشكل جماعي وبنفس القوّة وبنفس العزيمة للتصدّي للكارتالات أي التحالفات أو مجموعات المسلحة التي تتصارع على النفوذ والسيطرة، والشبكات الإجرامية التي تسعى بكل الطرق على تأجيج الأوضاع»، وأوضح أن السلع الأساسية متوفرة، ومن يخفيها يتلاعب بقوت الشعب، كما وجه رسالة قوية لكل من يرفض تقديم الخدمات لطالبيها، قائلا :»سيغادر»، في رسالة قوية وواضحة، ومن جهة أخرى، دعا الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الكف عن استغلال المرأة اقتصاديا لأنها تعاني كأم وتعمل في الحقول بأجر أقل من الرجل، وشدد على ضرورة المساواة الاجتماعية والاقتصادية وتمكين المرأة العاملة في القطاع الزراعي من نفس أجر الرجل.