أضواء

التفوق فى الثانوية العامة

عبدالله حسن
عبدالله حسن

نتيجة الثانوية العامة هذا العام كانت واقعية بدرجة كبيرة حيث جاءت الدرجات التى حصل عليها الطلاب تعكس المستوى الحقيقى لهم بدون مبالغة واختفت ظاهرة حصول بعض الطلبة المتفوقين على الدرجات النهائية فى جميع المواد وبالتالى يحصلون على نسبة ١٠٠٪ من المجموع الكلى للدرجات ويتخطى البعض هذه النسبة عندما تضاف لهم درجات المستوى الرفيع، وكان من الغريب أن بعض المتفوقين الحاصلين على نسبة ٩٧ فى المائة على سبيل المثال لم يتمكنوا من تحقيق رغباتهم فى الالتحاق بالكلية التى يريدونها مثل كلية الطب لأنها اكتفت بالمتقدمين الحاصلين على الدرجات الأعلى. 

وهذا العام انخفض الحد الأدنى للقبول فى كليات القمة إلى المعدل الطبيعى فجاء الحد الأدنى للقبول بكلية الطب ٩٠٫٧٪ وطب الأسنان ٩٠،٢٪ والعلاج الطبيعى ٨٩٫٥٪ والصيدلة ٨٩٪ والهندسة ٨٣٪ والاقتصاد والعلوم السياسية ٨٥٪، وتشير هذه الأرقام التى ظهرت فى المرحلة الأولى لتنسيق القبول بالجامعات إلى أنه ما زالت هناك أماكن خالية فى باقى الكليات التى لم تكتمل احتياجاتها فى المرحلة الأولى لتستوعب المزيد من الحاصلين على الثانوية العامة هذا العام ونلاحظ تراجع  الحد الأدنى للقبول ببعض كليات القمة وفى مقدمتها كلية الإعلام التى كان الإقبال يتزايد عليها فى السنوات الماضية ويتطلع خريجوها للعمل فى الإذاعة والتلفزيون والصحافة، ومع تزايد أعداد الخريجين من كليات الإعلام وأقسام الصحافة فى مختلف الجامعات وانتشار وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع الالكترونية وعدم قدرة وسائل الإعلام على استيعاب المزيد من الخريجين لظروفها الاقتصادية تراجعت فرص العمل بها، وبدأ الطلبة ومعهم أولياء الأمور يبحثون عن سوق العمل والفرص المتاحة أمام الطلبة بعد تخرجهم من الجامعة للحصول على فرصة عمل مناسبة خاصة مع ظهور فنون الذكاء الاصطناعى والتقدم الهائل فى مجال التكنولوجيا مما يجبر الطالب على بذل المزيد من الجهد لمواكبة هذا التطور الهائل ليجد له الوظيفة المناسبة ولا يعتمد فقط على مجرد تفوقه فى امتحان الثانوية العامة وحصوله على المجموع المرتفع الذى أهله للالتحاق بكليات القمة.