بينى وبينك

التأمل

زينب عفيفى
زينب عفيفى

 ربما العزلة لا تكون محببة للبعض، لكن التأمل دوما مطلوب.

التأمل لا يعنى أن نقطع علاقتنا مع العالم، بل بالعكس، أنه يجعلنا نقترب منه أكثر كى نفهمه ونحبه ونغيره، أنه وسيلة لزرع الهدوء بداخلنا وتذوق طعم السعادة، فلا يوجد وقت أفضل من هذه الأيام كى نتأمل ونستشعر راحة النفس والروح المتعبة، فليس فى وسع أحد أن يمنحك هذه الحالة من الطمأنينة غير نفسك.

التأمل تمرين هام ومفيد للجسم والعقل والروح إذا مارسناه بطريقة صحيحة فهو يعطيك الشعور بالاسترخاء، ويجعلك تتصل بنفسك الطبيعية ومن ثَّم تستطيع التفكير بشكل أنضج وعلى نحو إبداعى يجعلك تتجه إلى خلق كل ما هو جديد فى حياتك ومبدع.

فلا بوسع أحد أن يجعلك سعيداً ومتفائلاً غير نفسك؛ صحيح أن دور الأصدقاء والعائلة فى تقديم يد المساعدة شيء ضرورى وهام إلا أننا لا يجب أن نتأثر بهم إلى درجة تجعلنا ننحرف عن مسارنا الذى يحقق أهدافنا وميولنا..

فى هذا السياق صدر حديثا كتاب «تأمَّل يومًا بعد يوم: ٢٥ درسًا للعيش بوعى كامل» للكاتب كريستوف اندرية - ترجمة - سامح عبد الكريم صالح؛ يقدم لنا روشتة بسيطة للبدءِ بتعلُّمِ التأمُّلِ، الذى قدمته العديدُ مِنَ الدِّراساتِ العِلْميةِ الحديثة وأثبتت فاعليته.

هذا النوعَ منَ التأمُّلِ ليسَ مُجردَ طريقةٍ علاجيةٍ أو مُمارَسةٍ يوميةٍ لنشاطٍ ما؛ إنه طريقةٌ للعَيش، تَفتحُ لنا أبوابًا مُؤصدةً وتَقودُنا إلى عَوالمَ لم نكتشفْها من قبل، لكنَّها كانتْ دوْمًا فى دَواخلِنا.

وللشاعر أنسى الحاج مقولة فى هذا الصدد يقول فيها «أعجبُ من شخصٍ يرى لوحةً جميلة، أو يسمع مقطوعةً موسيقيَّة ويقول لنفسه: يا إلهي، ما أجملها! ثم لا تتغير حياته.» فى كلِّ مرة نقِف فيها مشدوهِين أمام الجمال، نكون فى حالة وعى كامل. إنها تلك اللحظة التى تسرق كلَّ حواسِّنا.