وقفة

حلم القطار الكهربائى

أسامة شلش
أسامة شلش

فى طريقى إلى منطقة الساحل الشمالى أمُر من منطقة تسمى منطقة «العميد» بضم العين تؤدى إلى الكيلو ٨١ على الطريق الساحلى منطقة صحراوية، ولكن ما يتم على أطرافها شىء عظيم ومشروع ضخم أعتقد ستظهر آثاره خلال الشهور القادمة مع نهاية العام القادم.

هنا فى تلك المنطقة التى يكسوها لون الرمال الأصفر يتم إنشاء كوبرى علوى ضخم ليمر من تحته «القطار الكهربائى السريع» السخنة العلمين وأعتقد أن الدولة بصدد عمل محطة له فى تلك المنطقة الحيوية التى ينتظرها مستقبل كبير، العمل يجرى على قدم وساق وبمعدلات تسابق الزمن لإنجاز المشروع، والحقيقة ما دفعنى لكتابة ذلك هو أننى أرى بعينى ما يتم وأتعجب من أولئك الذين من وقت لآخر يخرجون علينا للتشويش والتقليل من أهمية المشروع وفائدته بالنسبة للمواطن العادى، ويروجون التساؤلات، عن التكاليف الباهظة، وسعر التذاكر ولايضعون فى حساباتهم كم سيساهم فى عمليات النقل الاستراتيجى ولا سرعة الانتقال من السخنة للعلمين فى ساعات.

هل تتذكرون مترو الأنفاق خاصة فى مرحلته الأولى وكم تأخرنا فى إنجازه وكان من الأولويات، وكم كانت الحاجة إلى أنفاقه تحت شوارع القاهرة المزدحمة ضرورية، وهناك أيضا من شكك فى الأهمية واتضح بعد ذلك كم كانت من الأهمية لإنقاذ العاصمة من الشلل، ولذلك جاء التفكير فى المراحل التالية الثانية والثالثة والرابعة والخامسة بدراسات تستهدف حل المشاكل كلها دفعة واحدة، فجاء التخطيط والتنفيذ للمستقبل قبل الحاضر، فربطت الشبكات أرجاء العاصمة من كل الاتجاهات وهاهى ترتبط كذلك بالمشاريع التى تستكمل منظومة النقل الشاملة للركاب والبضائع سواء بالسكة الحديد أو القطار السريع أو المونوريل.

القطار السريع قطعا سيكون نقلة نوعية وهائلة فى نظام النقل فى مصر والدراسات الخاصة به قطعا شملت الجدوى الاقتصادية وقبلها السكانية والانسانية باختيار محطاته الرئيسية للنقل والركاب والتى ستخلق حولها مجتمعات جديدة تستهدف حل مشكلة التكدس حول الوادى الأخضر.

الصحراء الجرداء ماذا سيكون حالها لو مر بها القطار السريع الذى ينقلك من مكان لمكان فى لمح البصر.

تحية للرجال الذين يسابقون الزمن ويحفرون الصخر وتلك الحقيقة ويعملون فى صمت فى ذلك المشروع، صحيح أن الفريق كامل الوزير وزير النقل دائم المرور للمتابعة ولكن الحقيقة بعيدًا عن المشككين إنها «ملحمة كبرى».