على باب الوزير| حياتى آيلة للسقوط

على باب الوزير
على باب الوزير

هند النمر

سنوات عديدة عشتها فى ذلك المنزل، قضيت به أياماً حلوة و أياماً مرة أيام كانت اللحظة تمضى فيها وكأنها الدهر ، استقبلت فيه أطفالى الأربعة وفرحت بهم عندما كبروا أمام عينى، وحزنت عندما جاءنى به خبر وفاة أحدهم ولم يتعد الثالثة والعشرين من عمره، لم أتوقع فى يوم ما أننى سأتركه رغماً عنى ، وما كنت أعلم ما تخبئه لى الأيام .

منذ أكثر من عشر سنوات فوجئنا أن المنزل آيل للسقوط و صدر له قرار إزالة بدعوى أنه يشكل خطراً على حياة السكان، أغلب الجيران سمحت لهم ظروفهم بتوفير سكن بديل وغادروا جميعهم المنزل وبقيت به وحيدة، ظروفى المادية لا تسمح بتوفير سكن بديل، حيث إننى أرملة منذ ثلاث سنوات و زوجى كان يعمل باليومية، لم يترك لى مصدر دخل أو ممتلكات، فمصدر دخلى الوحيد هو معاش تكافل وكرامة قدرة 400 جنيه يكفى متطلبات الحياة بأعجوبة، كما أننى أعانى من أمراض مزمنة ارتفاع السكر و ضغط الدم، كما أن أبنائى الثلاثة متزوجون و لديهم التزماتهم وحياتهم ولا أستطيع أن أثقل على أحد باستضافتى فى منزله.

أكثر من مرة تحضر لجان لمعاينة الوضع على الطبيعة ويتم وعدى بتوفير سكن بديل لكن لا يتم شىء، كما أنه عندما توفى زوجى ذهبت مسرعة وقدمت طلباً للحصول على سكن ضمن الحالات الأولى بالرعاية و المطلقات وأيضا لا شىء حتى الآن، لم أترك باباً إلا و طرقته و فى كل مرة بلا نتيجة ، حالتى الصحية تتدهور يوماً تلو الآخر حتى أصبحت غير قادرة على النوم خوفاً من انهيار المنزل وأنا بداخله.

كانت تلك الرسالة من فتحية النوبى جمعة التى تناشد بها وزير الإسكان التدخل وتوفير لها سكن رحمة بسنها و ظروفها الصحية، العنوان 9 حارة حمد المتفرع من شارع سلامة الغربى - كفر كامل - حى الأربعين - السويس.