لبنان يدخل العتمة بانتظار دولارات مصرف لبنان المركزي

لبنان في عتمه - صورة أرشيفية
لبنان في عتمه - صورة أرشيفية

دخل لبنان في العتمة الشاملة بعد توقف الشركة المشغلة لمعملي دير عمار والزهراني عن تشغيل المعملين بسبب عدم حصولها على مستحقاتها بالعملة الأجنبية من مؤسسة كهرباء.

وأعلنت مؤسسة كهرباء لبنان عن انقطاع التغذية الكهربائية عن المشتركين وعن المرافق الأساسية في البلد.

وأوضحت أنها سبق وطلبت بموجب كتاب إلى مصرف لبنان بتحويل مبلغ وقدره 10 ملايين دولار لحساب المشغل وذلك وفقا للآلية الموضوعة من جانب مصرف لبنان لتحويل إيرادات المؤسسة من جباية فواتير الكهرباء بالليرة اللبنانية إلى دولارات، ولكن لم يتم تسديد هذا المبلغ إلى المشغل لتاريخه.

اقرأ أيضًا: روسيا تدمر قطارا عسكريا أوكرانيا محملا بالذخيرة

في هذا السياق قال رئيس لجنة "الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه" النائب سجيع عطية، لوكالة "سبوتنيك": "شيء مؤسف أن نسمع بشكل مفاجئ عن العتمة في كل لبنان في حين أنه توجد أموال لمؤسسة كهرباء لبنان في مصرف لبنان".

وأضاف عطية: "اليوم يوجد استحقاقات على المؤسسة والأموال موجودة يجب عليها أن تدفع"، مشيرا إلى أنه "لا زلنا اليوم في موسم سياحي وفي عز الصيف، تتوقف الإنترنت وتتوقف الكهرباء ولا يمكن أن تتوقف مصالح الناس".

ورأى عطية أن "كارتيل النفط يضغط للتأخير بالدفع من أجل أن تعمل المؤسسة بعد أن تحسنت التغذية في مؤسسة كهرباء لبنان".

وأشار إلى أن الحل بأن "تعطي الدولة للشركة حوالي الـ10 مليون دولار من حصة مؤسسة كهرباء لبنان وموجودة أساسا في مصرف لبنان، تدفع لهم قسم من الأموال وبذلك تعاود الشركة العمل، لن يعمل أحد معنا من دون أجر، لها مستحقات تقدر بحوالي ال 83 مليون دولار".

واعتبر المدير العام السابق للاستثمار في وزارة الطاقة غسان بيضون أن "الأزمة ليست جديدة وهي ناتجة عن طريقة ونهج وأسلوب إدارة كهرباء لبنان وتعاطي الوزير معها".

وقال غسان بيضون لـ"سبوتنيك" إن "مؤسسة كهرباء لبنان أبرمت عقودا بالدولارات مع متعهدي التشغيل والصيانة ومع مقدمي خدمات كلها استنزفت احتياطي الخزينة خلال السنوات الأخيرة والآن تستنزف احتياطي مصرف لبنان".

وأشار بيضون إلى أن "عقود تشغيل وصيانة المعامل في دير عمار والزهراني عمرها حوالي 30 سنة وتقول إنه يجب تدريب مهندسي وفنيي كهرباء لبنان على تشغيل المعامل، وقد أهمل تنفيذ هذا البند وهذا ما ندفع ثمنه اليوم وهو نتيجة هذا الإهمال، مهندسين الكهرباء والفنيين في مؤسسة كهرباء لبنان عليهم أن يديروا ويشغلوا المعامل بالاستعانة بـ 3 أو 4 مهندسين أجانب من الشركة الصانعة لقطع الغيار التي يحتاجونها".

ورأى أن "خطط كهرباء لبنان فاشلة أوصلتنا دائمًا إلى نفس المشكلة، وما لم نغير هذا النهج وهذا الأسلوب سنتوقع نفس النتيجة، بيان نعي يصدر عن كهرباء لبنان وتهديد بالعتمة الشاملة"، لافتًا إلى أنها "عمليات فوضى وسوء إدارة وأخطاء".

وأضاف بيضون: "رئيس حكومة تصريف الأعمال يحاول أن يؤمن الدولارات لستر الفضيحة، ويعملون على تقسيط المبالغ للمتعهد، ولا يعملون على تغيير النهج والعقود ولا يعدلون بها ويستمر انهيار وتدمير كهرباء لبنان على أيدي وزراء الطاقة المتعاقبين".

وتابع: "لا زال لدينا هدر وإضاعة كميات منتجة على الشبكة نتيجة الإمدادات الغير شرعية للبنانيين وسوريين، هذه الإدارة ترقيعيه ولا تحل المشكلة، والجباية غير كافية وليست بالوقت المناسب بالرغم من الظلم الذي وقع على المشتركين باعتماد سعر 104 آلاف ليرة لسعر الصرف الكهرباء، بينما في السوق سعر الصرف 89 ألف ليرة لبنانية، وهذا لن يفيد ولا يمكن معالجة أزمة بهذه الطريقة".

وأوضح بيضون أن "هذه السياسة نتيجة توجه وزير الطاقة، وعدم معالجة الأزمة منذ 30 عاما، وهو ما يوصلنا دائما إلى هنا"، مشيرا إلى أنه "يجب على مديرية الإنتاج في كهرباء لبنان أن تكون قادرة على تشغيل المعامل وأن تعزز الموارد البشرية لكهرباء لبنان، لأنه لم يعد لدينا إمكانية لطلب الدولارات لأن البلد في حالة انهيار والخزينة مفلسة وكهرباء لبنان مفلسة وبالتالي يجب عليهم تغيير السياسة".