أخر الأخبار

الطب التكميلي| «راحة المريض» على طريقة جدي وجدتي

صورة موضوعية
صورة موضوعية

من أهم الأهداف التي يسعى الطب التكميلي لتحقيقها الوصول إلى راحة المريض الذي ظل يعانى الآلام والأوجاع لفترات طويلة، وبات يعتمد على الكثير من الأدوية والعلاجات التى لا تجدى مع حالته المرضية نفعًا.

الدكتور أمير صالح، أستاذ العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة، رئيس الجمعية الأمريكية للعلوم التقليدية، يقول عن الطب التكميلي إنه يتضمن مجموعة متنوعة من الأساليب العلاجية التى أخذت من جميع أنحاء العالم والتى عرفها أيضا المصري القديم منذ عقود طويلة، واستطاع من خلالها علاج العديد من الأمراض واكتشاف أنواع الأدوية، ومع بدء العصر الحديث استطاعت التكنولوجيا اكتشاف تقنيات تساعد على التشخيص الدقيق والتعرف على حالات المرض بدقة وتحديد العلاج اللازم لها، ولكن لا تزال هناك بعض الأمراض، لا سيما المتلازمات، تحتاج للعلاج التكميلى للوصول لأفضل نتائج، فمثلا متلازمة القولون العصبي تحتاج لضبط الحالة النفسية أكثر من العضوية لتحقيق التداوى على أكمل وجه، وهذا ما يمكن للطب التكميلى فعله من خلال تنفيذ تمارين التأمل والاسترخاء وتحقيق الراحة النفسية اللازمة للمريض.

لذا فالهدف المثالى من الطب التكميلى هو تغيير نظام الحياة بالكامل والجمع بينه وبين الطب التقليدي، بحيث يكون هناك تعاون مثمر بين الطبيب المعالج وطبيب الطب التكميلي الذي يسعى للوصول لراحة المريض من خلال تخفيف جرعات العلاج وتجنب مضاعفاته من ناحية وتحسين الحالة النفسية للمريض من ناحية أخرى، والتى يترتب عليها تقوية مناعة الجسم، من ثم محاربة الأمراض والوقاية منها ليحقق العلاج النتائج اللازمة بنسبة نجاح مرتفعة.

◄ البراهين
ويشير إلى أن براهين الطب التكميلى هى التجربة المتوارثة عبر السنين والمعتمدة جميعها على المصادر الطبيعية، فكان يتم قديما الاعتماد على الشمس فى الحصول على الأشعة فوق البنفسجية التى تحفز الجسم على إنتاج فيتامين «د» وكذلك لمحاربة البكتيريا والفيروسات الموجودة فى المنزل، وأيضا استخدام العلاج المائى الذى يكون استخدامه باردا فى علاج الحمي، والساخن لتحسين الدورة الدموية فى أماكن تجمع الميكروبات مثل أماكن الإصابة بالخراج والدمامل وأيضا علاج تقلصات الظهر، هذا فضلا عن استخدام الأعشاب الطبيعية وزيوتها وتوضيح فوائد الأنواع التى يمكن استخدام والتحذير من أنواع أخرى سُمية، ولعل أقدم بردية فى الطب والتى كتبت فى عام 1550 قبل الميلاد وضحت كل هذه الوسائل القديمة.

◄ اقرأ أيضًا | «الطب التكميلي» فيه الشفاء

◄ العلاج بالغذاء والألوان
ويوضح: الدراسات أثبتت أن المريض الذى يتناول علاجا ما ولا يستطيع أن يحسن من نوعية غذائه لا يحقق نتائج فعالة فى الشفاء، فخلايا الجسم تتكون مما نأكل، ولذا كان لابد من الاهتمام بنوعية الغذاء وقد أدرجت عدد من الكليات العلمية هذا التخصص فى مناهجها لدراسة أصول التغذية العلاجية، لوصفها لكل مريض وفقا لما يعاني، هذا فضلا عن العلاج بالألوان وتأثيرها على الصحة النفسية والبدنية فاللون الأخضر مهدئ للصحة النفسية، والأصفر يساعد على التفكير ونمو الذاكرة أما الأحمر فيساعد على تحسين حالات نقص الهيموجلوبين بالدم، والبرتقالى يساعد على فتح الشهية لذا فهو مناسب لمرضى النحافة، كل ذلك عوامل مساعدة للدواء تعمل على تحسين حالة الجسد والروح معا.

◄ النباتات العطرية
فيما يقول الدكتور أحمد الغريب، الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة الأزهر، إن النباتات الطبية والعطرية من أهم الحاصلات الزراعية المتوفرة فى مصر، وذلك لأهميتها من الناحية التصديرية، وتعد مصدرا هاما للعملة الأجنبية، وتتميز النباتات الطبية المنتجة فى مصر بارتفاع محتواها من المواد الفعالة والتى تعتبر مواد خاماً للعديد من الأدوية والصناعات، وتستخدم النباتات الطبية والعشبية فى العلاجات منذ القدم من خلال ممارسات الطب الشعبى والتى لا تعتبر بديلا للأدوية ولكنها قد تكون عاملا مكملا ومساعدا على الشفاء. فقد أثبتت فعاليتها فى علاج بعض المشكلات الصحية كاستخدام بعض الأعشاب فى التخسيس وحرق الدهون مثل عشبة المورينجا وبذور القاطونة وكذلك قشر البذور أو ما يعرف بالاسباغول (قشور السليوم) وكذلك بذور الكتان وبذور الشيا والتى تساعد الجسم على الاحتفاظ بحيويته والتخلص من المواد السامة بالجسم.

وهناك بعض الأعشاب التى تستخدم لمرضى حساسية الجلوتين مثل حبوب الكينوا والكاسافا ودقيق اللوز ودقيق جوزالهند، حيث تستخدم هذه النباتات فى عمل مخبوزات صحية، فضلا عن بعض أنواع النباتات الطبية والتى تتميز بارتفاع محتواها من السكريات الطبيعية مثل نبات الاستيفيا والذى يمكن استعماله فى صناعة الحلويات وتحلية المشروبات وخصوصا لمرضى السكري، كما يمكن استعمالها فى صناعة الحلويات وصناعة الشوكولاتة كبديل آمن للسكر ولا يسبب أمراض تسوس الأسنان، بالإضافة إلى أنه قليل السعرات الحرارية، كما ثبت علميا أن هناك بعض النباتات التى تعمل على زيادة المناعة وتقليل الإصابة بالأمراض مثل عشبة الأخناسيا والتى يستخرج منها بعض المواد الفعالة وتنتج فى السوق كمستحضر دوائى فعال لرفع المناعة.

أما الزيوت النباتية المستخرجة من الأعشاب فيمكن استخدامها في صناعة الكريمات ومستحضرات التجميل الطبيعية وكذلك تستخدم كدهانات فى علاج الكدمات وإصابات الملاعب وتسكين آلام المفاصل مثل زيت حب الرشاد وزيت الكافور وزيت النعناع الفلفلي وكذلك الزنجبيل، واختتم حديثه قائلا إنه يوجد بعض الأعشاب الطبية التى ثبتت فاعليتها فى تقوية الجسم وعلاج حالات الخمول والكسل مثل نبات الأشواجندا والذى كان يستخدمه قدماء الرومان الذين يعملون فى بناء المعابد والقصور، ولكن يجب تناول مثل هذه الأعشاب بحذر وبكميات قليلة حتى لا تُحدِث آثارا عكسية كما ينصح باستشارة الطبيب قبل الاستعمال.

◄ منتجات النحل
ويقول الباحث عزت سامي، عضو الجمعية العربية للتغذية العلاجية والطب التكميلي التابعة للمركز القومي للبحوث، إن منتجات النحل نالت شهرة واسعة فى الفترة الأخيرة، حتى أن أصبح يتم استخدامهم فى مجالات الطب التكميلى لعلاج العديد من الأمراض، لما يقدمونه من فوائد رائعة تمد الصحة بالصحة والغذاء اللازم.

فأصبح العلاج بمنتجات النحل من أكثر ما يتجه إليه العالم فى الوقت الحالى بعد اكتشاف ما تحتويه من مواد هامة لها دور فى علاج العديد من الأمراض، ولعل سم النحل من أبرز هذه المنتجات التى تستخدم كعلاج طبيعى لمجموعة متنوعة من الأمراض، حيث يتم استخدامه فى شكل اللسع المعروف أو عن طريق استخلاص السم واستخدامه في الحقن للعلاج بعض الأمراض كمشاكل المفاصل وعلاج مشاكل الكبد الدهنى ويحقق نتائج ممتازة لكنه لابد أن يتم على يد المتخصصين.

وكذلك غذاء ملكات النحل التى تعد من أهم الصناعات التى تطورت مؤخرا لتحتل نصيبا كبيرا من المكملات الغذائية الهامة لمختلف الفئات العمرية، فهو يحتوى على معادن وفيتامينات وبروتينات وكربوهيدات هامة لصحة الجسم، مشيرا إلى أنه يقع عليه دور كبير فى حياة إنقاذ الأطفال حديثي الولادة، كما أنه هام لزيادة النمو وتحسين المناعة ويصبح الطفل أكثر قدرة على الرضاعة، كما أنه يشفى سوء التغذية للأطفال بما فيهم الأطفال المبتسرين، لذا فإن الغذاء الملكى يعتبر أحد المكملات الغذائية الآمنة على الأطفال وكذلك الكبار، هذا فضلا عن حبوب اللقاح الذى يضم جميع الأحماض الأمينية التى يحتاجها الجسم لتمده بكل العناصر الغذائية اللازمة لحياة صحية.