وسط باريس .. لصوص يقتحمون متجر مجوهرات

مكان الحادث
مكان الحادث

مي السيد

فى حلقة جديدة ضمن حلقات اقتحام متاجر المجوهرات التى تعيشها فرنسا، تعرض واحد من أفخم وأشهر المحلات فى باريس لعملية اقتحام مدبرة، نفذها 3 مجهولين فى وضح النهار، وتمكنوا من الاستيلاء على عشرات القطع الذهبية والمجوهرات الثمينة، وفروا هاربين قبل أن يتم القبض عليهم، وقد فتح المدعى العام فى باريس تحقيقًا فى تهم السطو المسلح من العصابات المنظمة.

بالقرب من ساحة « فيندوم « الشهيرة فى قلب العاصمة باريس، والذى يعج دائما بالسياح الأجانب من مختلف دول العالم، وتعد منطقة مركزية وخاضعة لحراسة شديدة فى العاصمة، ويتفرع منه أشهر الشوارع الباريسية، المليئة بأفخم الفنادق والمتاجر ومحلات الملابس، ومنهم شارع «دى لا بيكس «، والمشهور بتواجد أفرع لأهم متاجر المجوهرات فى العالم، ويعد هذا  الحى الشعبى فى قلب العاصمة هدفًا رئيسيًا للصوص؛ حيث تتجمع العلامات التجارية الكبرى هناك، وخاصة صانعى الساعات، ومنهم متجر  «بياجيه» الشهير، والذى أصبح حديث مختلف وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية، بسبب ما تعرض له.

فى منتصف النهار، كان الشارع يعج بالرواد من مختلف الأعمار، إلا أن ذلك لم يمنع العصابة الإجرامية من ارتكاب جريمتهم، التى يبدو أنهم خططوا لها مسبقًا، وبكل حرفية، حيث تم السيطرة على المكان والاستيلاء على المسروقات دون إطلاق رصاصة واحدة، أو سقوط نقطة دم على الأرض.

بملابسهم الأنيقة الفاخرة، تمكن شاب خمسينى، و امرأة فى الأربعينيات من عمرها ضمن أفراد العصابة، التى تبين لاحقا أنهما رجلان وامرأة، من الدخول إلى المتجر الشهير، دون أن يلفتا الأنظار إليهما على أنهما عملاء، بسبب مظهرهما، الذى يبدو من الوهلة الأولى أنهما من الطبقة الراقية، حيث كان يرتدى الرجل بدلة رمادية، بينما كانت السيدة ترتدى فستانا أخضر، وفقا لروايات الشهود، وهو ما سهل عملهما اللذان حضرا من أجله.

فى لحظة من الزمن، فوجئ الجميع بالرجل الأنيق، يخرج مسدسا من ملابسه، وأشهره فى الهواء، طالبا من الجميع عملاء وموظفين الانصياع لأوامره، والجلوس أرضًا، مهددًا الجميع بالموت إذا خالفوا أوامره وتعليماته، ولكن الجميع التزم بأقواله، وهو ما جعل المهمة التى حضر من أجلها تتم بسهولة ويسر.

استولت السيدة على الفور على كل ما تمكنت يداها من لمسه، وجمعت كافة المعروضات الموجودة على واجهة المحل من فصوص ومجوهرات ومشغولات ذهبية، وجميع الساعات الفاخرة المتواجدة داخل المحل، وعندما انتهت من ملء حقيبتها، قررا المغادرة سريعا كما دخلا المتجر سريعًا.

فى الخارج كان آخر فرد فى العصابة، يقوم بدوره المكلف به؛ حيث كان يراقب المكان جيدا، وتأمين طريق الخروج فور الانتهاء من العملية، وتنبيههما إذا كانت الشرطة قد قاربت على الوصول للمكان، وهو ما قام به على أكمل وجه، حيث كان الطريق فى الخارج مؤمنًا تمامًا.

وكما سارت العملية بكل سهولة فى داخل المتجر الشهير بالاستيلاء على ما يريدونه، كان الهروب أيضا قد مر بكل سهولة ويسر؛ حيث خرج المتهمان عقب عملية السرقة، واستقلا دراجتهم النارية، وبرفقة زميلهما الثالث وهربوا من المكان سريعا، حيث كان السياح ورواد المكان يقفون بذهول عند مشاهدة ما يحدث، كأنها لقطة من فيلم أكشن يتم تصويرها داخل الحى الشهير فى باريس.

عقب وصول الشرطة الفرنسية، كان كل شيء قد انتهى، واتمت العصابة جريمتها كما أرادت، إلا أن قوات الشرطة قامت بعملها، حيث طوقت المكان على الفور على مساحة 4 كيلو متر مربع، ومنعت الموظفين من الخروج أو العملاء الذين شهدوا الواقعة لاستجوابهم، كما قامت بتفتيش جميع الدراجات النارية والمنازل المجاورة، فى محاولة للقبض على المتهمين.

كما انتشر فيديو اللحظات الأخيرة من الواقعة لأحد الهواة؛ حيث ظهر فيه المتهم الثالث يقف خارج المتجر ويدعو أحد المارة للعبور إلى الجهة المقابلة بعيدا عن مكان الجريمة، بينما يقف سائحون يشاهدون ما يحدث باستغراب، عندما خرج المتهمان من الداخل وفروا جميعا على الفور على دراجاتهم النارية.

أكد المدعى العام الفرنسى، أنه قام بفتح تحقيق سريع عقب الواقعة، فى جريمة سطو مسلح من عصابة منظمة واحتجاز رهائن، لافتًا إلى أن قيمة المسروقات تتراوح بين 15 إلى 20 مليون يورو، لافتا إلى أن رجال الشرطة قاموا بتحليل أشرطة الفيديو الخاصة بالكاميرات المثبتة فى المحلات فى هذه المنطقة، على أمل تتبع أثر اللصوص الثلاثة، كاشفًا عن أن التحقيق يتولاه ضباط شرطة متخصصون فى « قمع سرقات الطرق»، وتمكنوا قبل ذلك من فك شفرات سرقات مشابهة.

اقرأ أيضًا : الشرطة الفرنسية بشأن «قنبلة برج إيفل»: بلاغ كاذب

عمليات متكررة

فى أبريل الماضى، تعرض متجر المجوهرات الفاخرة بولجارى لسرقة فى وضح النهار؛ حيث دخل المتجر ثلاثة أشخاص مسلحين بأسلحة خفيفة وسرقوا مجوهرات بقيمة ستة ملايين يورو، ولم يتم العثور على اللصوص، كما إنه فى 7 سبتمبر 2021، وفى وضح النهار أيضا، اقتحم أفراد مسلحون وملثمون هذا المتجر نفسه وسرقوا مجوهرات وساعات قيمتها بنحو 10 ملايين يورو، و منذ ذلك الحين تم توجيه لائحة اتهام ضد شخصين مرتبطين بهذه السرقة.

ويعود تاريخ أكبر عمليتى سرقة مجوهرات فى باريس إلى عام 2008 عندما تمكن أربعة رجال مسلحين من سرقة مجوهرات بقيمة 85 مليون يورو من متجر هارى وينستون فى شارع مونتين، ومنذ ذلك الحين أطلق على هذه السرقة اسم «سرقة القرن»، كما أنه  فى 28 يوليو 2013 ، نظم فندق كارلتون فى مدينة كان معرضا لقطع استثنائية لصائغ المجوهرات «ليفيف»، فى حين أن صالة المؤسسة لم تكن مفتوحة للجمهور بعد، حيث دخل رجل مسلح من باب آخر ترك مفتوحًا، وسرق الموظفين، الذين كانوا على وشك وضع الجواهر من الخزانة  فى نوافذ محمية؛ حيث تبين أن الكنز الضخم الذى استولى عليه المتهم ضم 72 جوهرة لا تقل قيمتها عن 103 مليون يورو، و لم يتم العثور على اللصوص حتى الآن..

 


 

;