في ذكرى فض اعتصام النهضة.. تفاصيل أخطر ساعتين في الاعتصام المسلح

جانب من الأسلحة النارية التي ضبطت في الاعتصام
جانب من الأسلحة النارية التي ضبطت في الاعتصام

تسرد «بوابة أخبار اليوم» لحظات عاشها الشعب المصري العظيم من أصعب الأوقات التي مرت عليك ألا وهو وقت فض اعتصام ميدان النهضة والمحاولات الفاشلة التي قامت بها جماعة الإخوان المحظورة في زعزعة الاستقرار والأمن داخل البلاد، عقب عزل محمد مرسي من منصب رئيس الجمهورية استجابة لمطالب المصريين الوطنيين، ومحاولة جماعة الإخوان الفاشلة في عودته مرة أخرى من خلال اعتصام ميدان النهضة و رابعة العدوية و المطالبة بعودته، ولكن الشعب كانت له الشرعية الحقيقة في اختيار من يكون الرئيس. 

السيطرة على الميدان في ساعتين   

دقت ساعة الصفر وبدأت وزارة الداخلية في تنفيذ خطتها التي طال انتظارها.. تحركت جموع القوات من مختلف التشكيلات الأمنية مدعمة بآليات عسكرية ضخمة حيث انتقلت قوات الأمن المركزي والقوات الخاصة مدعمة بسيارات ومدرعات مصفحة إلى ميدان النهضة بحلول الساعة السادسة صباحاً، وتم بدء تنفيذ خطة فض الاعتصام في ذات اللحظة والتي استغرقت بميدان النهضة حوالي ساعتين تم خلالها السيطرة علي الميدان بالكامل إلا أن القوات واجهت صعوبة في فض الاعتصام لكثرة أعداد المتظاهرين به والحرص على عدم اقتحامه بشكل كامل للخروج بأقل الخسائر الممكنة طبقا لسياسة وزارة الداخلية، وأسفر فض الاعتصامين عن مصرع 15 قتيلاً وإصابة 300 في اشتباكات طبقا لما أعلنته وزارة الصحة وهيئة الإسعاف.

 

ساعة الصفر    

دقت الساعة السادسة صباح يوم الأربعاء الموافق 14 أغسطس 2013، وخرجت قوات الشرطة بكامل عتادها واقتربت من ميدان النهضة للبدء في فض الاعتصام، وكانت أولى الخطوات مناشدة قوات الآمن للمعتصمين بالانصراف وجاءت المناشدة كالتالي..

الخروج الآمن  

وزارة الداخلية تناشد المعتصمين بالاحتكام إلى العقل وتغليب مصلحة الوطن وإنهاء اعتصامهم فوراً، وأنها حريصة كل الحرص على سلامة كافة المعتصمين وعدم إراقة نقطة دم واحدة وتتعهد وزارة الداخلية بعدم ملاحقة كافة المعتصمين باستثناء الصادر بحقهم قرارات من النيابة العامة بالضبط والإحضار، كما ناشدت الوزارة المعتصمين الخروج الآمن من منفذ شارع الجامعة باتجاه ميدان الجيزة.

 

إخلاء الأطفال والنساء  

وطالبت الشرطة من المعتصمين إخلاء الأطفال والنساء وكبار السن من داخل الاعتصام وعدم اتخاذهم كدروع بشرية وحذرت المعتصمين من القيام بأعمال عنف أو استخدام السلاح ضد القوات، والذى سيقابل بمنتهى القوة والحزم وفقاً لقواعد الدفاع الشرعي.

وأضافت الوزارة أن مقاومة قوات فض الاعتصام يعرض حياة المعتصمين للخطر وللمساءلة القانونية وفقاً لمقتضيات القانون مشيرة، إلي أن عملية فض الاعتصام مراقبة ومصورة بشكل كامل، وسيتم رصد المخالفين وأي مخالفات ترتكب ضد القانون، وأن عملية فض الاعتصام تتم بقرار من النيابة العامة وبحضور وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والمجتمع المدني.

وانتهت مناشدة قوات الأمن بمطالبة سكان المنطقة بإغلاق جميع الشرفات والنوافذ والالتزام بالتواجد داخل المنازل أثناء فض الاعتصام حرصاً على سلامتهم.

غلق الطرق المؤدية إلى الاعتصام  

وعقب فترة من إلقاء التحذيرات بدأت بعض الآسر في الخروج من الاعتصام، فخرج العشرات منهم رجال ونساء وأطفال بشكل آمن دون أن تتعرض لهم قوات الأمن المكلفة بفض الاعتصام، فيما لم يستجب الباقون من المعتصمين وبادر بعضهم باستخدام القوة، فقامت القوات بإطلاق قنابل مسلية للدموع، وحركت الآليات والجرافات لفض اعتصام النهضة مع غلق الطرق المؤدية إلى الاعتصام مثل طريق جامعة القاهرة وكوبري صفط اللبن المؤدي لمنطقة بين السرايات ولم تغلق القوات شارع مراد حيث قامت بتركه مفتوحا في اتجاه ميدان الجيزة للسماح للمتظاهرين بالخروج الآمن لكنها كثفت تواجدها ونصبت الأسلاك الشائكة.

 

بدأت المناوشات مع قوات فض الاعتصام بمرور دقائق بعد بدء القوات في فض الاعتصام، حيث أطلق جماعة الإخوان الإرهابية وابلاً من الأعيرة النارية علي قوات الشرطة، فاطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز بكثافة لتفريق المتظاهرين الذين فروا إلي منطقتي بين السرايات والدقي.

وأثناء تبادل اطلاق النار مع الشرطة أمام جامعة القاهرة انفجرت أنبوبة غاز يستخدمها المتظاهرون مما أدى لاشتعال النيران في 3 منهم وتفحم جثثهم، حيث تبين أن 3 من معتصمي النهضة تفحموا تماماً بعد انفجار أنبوبة غاز كانت بحوزتهم، أثناء تبادل إطلاق النار بينهم وبين قوات فض الاعتصام.

 

اقتحام حديقة الحيوان  

وعقب ساعتين من حالات الكر والفر بين قوات الشرطة ومعتصمي الإخوان، قامت الشرطة بملاحقة عناصر جماعة الإخوان الذين اقتحموا حديقة الحيوان بعدما انتهت قوات الأمن من فض اعتصام ميدان النهضة، وتمكنت من القبض على المئات من جماعة الإخوان الإرهابية بعد مطاردة داخل أسوار جامعة القاهرة وحديقة الحيوان والأورمان، وتمت إزالة جميع الخيام وحرقها، كما تم إزالة جميع الحمامات التي تم إنشاؤها من قبل جماعة الإخوان الإرهابية داخل حديقة الأورمان، وبجوار سور جامعة القاهرة.

 

استنفار أمني  

وشهد ميدان الجيزة، حالة استنفار أمنى، بعد قيام قوات الأمن بغلق مسجد الاستقامة بالجيزة كما شهدت جميع محاور الجيزة حالة من الشلل المرورى بجميع الشوارع والطرق المؤدية إلى الجامعة، بعد أن قامت القوات بفض الاعتصام، وقام رجال الإدارة العامة لمرور الجيزة برفع السيارات من محيط ميدان النهضة.

اضرام النيران في كلية الهندسة  

وتواصلت الاشتباكات بين قوات الأمن وأنصار المعزول محمد مرسي، بمحيط ميدان النهضة وقام أنصار الإخوان بإطلاق النار الحي على قوات الأمن وأشعلوا النيران في عدد من مباني كلية الهندسة جامعة القاهرة، الأمر الذي دفع الأمن بتكثيف هجومها على أنصار المعزول حتى امتدت الاشتباكات إلى حديقة الحيوان بعد اقتحام أنصار المعزول لها فيما قامت آنذاك قوات الأمن بمنع مرور أي من المواطنين والمارة والإعلاميين إلى داخل محيط الاشتباكات، حتى لا تتعرض حياتهم للخطر وسط طلقات النار الحي التي تأتي من كل جانب، وفرضت قوات الأمن طوقًا من قوات مكافحة الشغب داخل حديقة الأورمان لمنع تواجد أي معتصمين بها وعودته للاعتصام بها.

 

أسلحة مدفونة بحديقة الأورمان   

وأثناء فض الاعتصام نجحت قوات أمن الجيزة آنذاك بقيادة اللواء محمود فاروق، نائب مدير الإدارة العامة للمباحث الذي قاد تشكيل أمني لمواجهة المسلحين في القبض 200 عنصر من أعضاء الجماعة الإرهابية أثناء تعديهم علي القوات ومبادلتهم إطلاق الأعيرة النارية، وتبين أن بحوزة عدد كبير منهم كمية ضخمة من الأسلحة والذخيرة الحية من بينها أسلحة مدفونة في حديقة الأورمان، فيما تم العثور على نعش أموات أسفل منصة النهضة ملفوف بعلم مصر وبفحصه تبين أن بداخله كمية من الأسلحة والرصاص الحي واقنعة واقية من الغاز.

فيما قامت أجهزة الأمن باقتحام حديقة الأورمان لتمشيطها وألقت القبض على 7 من عناصر الإخوان بحوزتهم 7 بنادق آلية أثناء قيامهم بإطلاق الرصاص على قوات الشرطة إلا أن الشرطة نجحت في ضبطهم.