عاجل

في الذكرى الـ10.. «مذبحة كرداسة» دليل على خيانة الجماعة لـ الوطن

شهداء مذبحة كرداسة
شهداء مذبحة كرداسة

◄ المجزرة راح ضحيتها 14 ضابطًا وفرد شرطة.. والقضاء يقتص للشهداء بإعدام 9 إرهابيين 

◄ عمليات قتل وسحل ارتكبتها الجماعة الإرهابية في أثناء وجودهم على رأس السلطة
 
فى الذكرى الـ10 لـ «فض اعتصامي رابعة والنهضة» المسلحين، علينا أن لا ننسى ولو لدقيقة واحدة رجال الشرطة الذين قدموا أنفسهم وضحوا بأرواحهم من أجل إنقاذ البلاد وتنفيذ القانون، وبلغ عدد شهداء الشرطة خلال فض اعتصام رابعة 8 شهداء، و156 مصاباً، كما استشهد اثنين من رجال الشرطة، وأصيب 14 آخرين خلال فض اعتصام ميدان النهضة غير عمليات استهداف المدنيين والأقباط وكنائسهم أثناء عملية الفض.  
 
فى مثل هذه الأيام من شهر أغسطس تسعى جماعة الإخوان الإرهابية إلى لبث الأكاذيب والافتراءات حول عملية فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المسلحين، فى محاولة لإخفاء الحقائق والوقائع الإرهابية، التى ارتكبوها بحق أبناء الشعب المصري قبل ثورة 30 يونيو وأثناء وجودهم على رأس السلطة فى مصر من عمليات قتل وسحل وتشريد.  

اقرأ أيضا| ذكرى فض اعتصام رابعة.. تاريخ يوثق جرائم «الإرهابية» في حق الوطن

مذبحة «كرداسة» وخيانة الجماعة 

لم تكن تلك الأرقام والإحصائيات النهائية يوم فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المسلحين، فقد وصل عدد شهداء الشرطة خلال الشهر الذى شهد أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة 114 شهيداً، بينهم 30 ضابطاً، و82 مجنداً وفرد شرطة، وموظف مدني واحد، وخفير، ثم انضم إلى قائمة شهداء الشرطة عقب فض الاعتصامين، 14 ضابطاً وفرد شرطة بمركز كرداسة، حيث اقتحم مسلحون مركز الشرطة بالأسلحة الثقيلة، وقتلوا مأمور المركز ونائبه و12 ضابطا وفرد شرطة، وهى الواقعة التى عُرفت إعلاميا باسم «مذبحة كرداسة» وهى الواقعة الأبرز بين الوقائع يوم الفض المشهود.

أحداث مذبحة كرداسة 

مذبحة كرداسة الشهيرة دارت يوم 14 أغسطس عام 2013 فى نفس لحظة فض الاعتصامين المسلحين، فقد حاصر العشرات من عناصر جماعة الإخوان، «مركزشرطة كرداسة»، تنديدا بفض اعتصامي رابعة والنهضة، لمدة 5 ساعات، وذلك بعد أن حاول ضباط وأفراد مركز شرطة كرداسة فض التجمهر، إلا أن العناصر الإخوانية الإرهابية أطلقت الأعيرة النارية، واستخدموا سلاح «أر بى جى» وأسلحة آلية فى اقتحام مركز شرطة كرداسة.

 

وقائع المذبحة  

وفى تلك الأثناء بدأت وقائع المذبحة بالاعتداء على رجال وأفراد الشرطة، والتمثيل بجثث بعض الشهداء، ما أسفر عن استشهاد العميد محمد جبر، مأمور قسم شرطة كرداسة، ونائبه العقيد عامر عبدالمقصود، والنقيب محمد فاروق، معاون المباحث، والملازم أول هانى شتا وآخرين، فقد بلغ عدد شهداء المجزرة 14 ضابطا وفرد شرطة من قوة مركز شرطة «كرداسة».

 

الشهيد اللواء محمد جبر    

ويدخل ضمن قائمة الشهداء في تلك المذبحة على رأسها الشهيد اللواء محمد جبر، مأمور مركز شرطة كرداسة، الذى لقى ربه واستشهد قبل تنفيذ قرار ترقيته بـ24 ساعة، وقبل زفاف ابنته بأيام، حيث كانت آخر كلماته: «لن أترك القسم إلا على نعش الموت»، وكان مشهورا بوجوده أغلب اليوم فى عمله، حيث كان يحضر منذ التاسعة صباحاً حتى الواحدة من صباح اليوم التالى، وكان يرفض مغادرة القسم أثناء فترة الراحة.

 

قائمة الشهداء   

وأسفر الاعتداء الذي وثقته كاميرات عدد من الصحفيين والأشخاص لحظات التمثيل بجثامين الشهداء، الذي كان على رأسهم اللواء محمد جبر، مأمور قسم الشرطة، ونائبه العقيد عامر عبدالمقصود، والنقيب محمد فاروق، معاون المباحث وآخرين، وكان ضمن الجرائم التي وثقت بالواقعة، قيام سيدة من المتهمين بإعطاء العميد محمد جبر، مأمور القسم، «مياه نار» ليشربها بدلًا عن مياه الشرب، لحظة احتضاره، وكان الشهيد قد تمت ترقيته قبل يوم واحد، من مقتله، وقبل حفل زفاف نجلته بأيام.

وضمن قائمة الشهداء، النقيب هشام شتا، الذي تخرج من كلية الشرطة عام 2009، وعمل ضابطاً نظامياً بأكتوبر، ثم انتقل بعد ذلك إلى قسم شرطة كرداسة ليكون معاون لرئيس المباحث، وكذلك اللواء مصطفى الخطيب، الذي عمل ضابطاً مساعداً لفرقة شمال الجيزة، والعقيد عامر عبدالمقصود، نائب مأمور القسم، والنقيب محمد فاروق، الذي لقى ربه بعد عودته من الأراضي المقدسة مباشرة، وغيرهم من الشهداء الذين سطروا أسمائهم في التاريخ.

 

القصاص من المتهمين   

عدالة القضاء المصري هى الأخرى كان له دوراَ فى القصاص من القتلة الفجرة المتورطين فى «مذبحة كرداسة»، فقد كانت آخر درجات التقاضى فى شأن أكبر عدد من المتهمين بارتكاب أحداث اقتحام مركز شرطة كرداسة، فى يوليو 2017، حيث قضت الدائرة 11 إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد شرين فهمى، بالإعدام شنقا لـ20 متهماً، والسجن المؤبد لسامية شنن و 7 آخرين فى اتهامهم باقتحام مركز شرطة كرداسة وقتل مأمور المركز ونائبه و12 ضابطا وفرد شرطة، فى أعقاب فض اعتصامي رابعة والنهضة، والمعروفة إعلاميا بـ «مذبحة كرداسة»، كما قضت بالسجن المشدد 15 سنة لـ34 متهما، والسجن 10 سنوات لمتهم حدث، وبراءة 21 متهماً آخرين، وهو الحكم الذي أيدته محكمة النقض.

حيثيات الحكم كان لها أبعد الأثر في تلك القضية حيث قال القاضى المستشار محمد شرين فهمى قبل النطق بالحكم على المتهمين: «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا»، متابعا: «أنها جريمة بشعة تقف العبارات عن وصفها إنها نموذج عن الأنفس المتربصة بالقتل، إن هؤلاء المتهمين ارتكبوا جرائم تضيق بسببها صدور ذوى المروءة، وقد ورطوا أنفسهم فى موبقات مهلكة، حرمة الدماء عظيمة وقتل الأبرياء بلا حق كبيرة من كبائر الذنوب». 

تنفيذ أحكام بالإعدام  

وفى غضون أبريل 2021 بعد أكثر من 8 سنوات على واقعة اقتحام قسم شرطة كرداسة، التي أسفرت عن استشهاد 14 ضابطاً وفرد شرطة من رجال القسم، نفذت مصلحة السجون، فجر يوم الإثنين الموافق 26 أبريل  حكم الإعدام بحق 9 من المتهمين بقتل هؤلاء الضباط والأفراد، فيما لا يزال هناك أكثر من 11 متهماً آخرين صادر ضدهم أحكام بالإعدام لم تنفذ حتى الآن.