«راضى».. حارس المصيفين على شاطئ عروس المتوسط

المنقذ "راضى محمد"
المنقذ "راضى محمد"

وُلد عاشقًا للبحر، يعشق صوته والسباحة بين طيات أمواجه، لم يخش يوما غضبه أو غدره. بل أخذ على عاتقه مهمة إنقاذ البشر منه، يركض مسرعاً ويقفز داخل الأمواج كالبطل المغوار وسط نظرات ترقب الجميع خوفاً ورجاء من الله أن ينجح فى مهمته ويتنفس الجميع الصعداء بعد أن يروه حاملاً للناجي وهو يتنفس ويتحرك فوق كتفه شاكرين الله والمنقذ الذى جعله الله سبباً فى استعادته للحياة مرة أخرى. 

كابتن راضى محمد 33 سنة ورث مهنة المنقذ البحري عن والده الذى قضى عمره فى البحر، أحب المهنة من حب والده لها ويحلم بأن يرث نجله نفس الشغف ، لأنه يرى أن هذه المهنة من أسمى وأنبل المهن التى يقوم بها الإنسان لإنقاذ روحٍ من الموت غرقاً. 

وأثناء وقوفه لمباشرة عمله رأيته يقفز مسرعاً لإنقاذ شابٍ وطفلٍ، وهو ما جعلنى أتحدث إليه معجبة بإخلاصه فى أداء واجبه وقال: إنه يعمل كمنقذٍ منذ ما يزيد على 10 سنوات وأصبح لديه خبرة كبيرة فى الإنقاذ ، وأن ارتفاع أمواج البحر أمر معتاد وليس خطراً على أرواح رواد الشاطئ ، بل الذى يشكل خطراً كبيراً على الأرواح هى الدوامة أو كما يسميها المنقذون «البركة» والتى تقوم بسحب ضحيتها دون شعوره بخطرٍ وتحدث نتيجة تكون تيارات هواء بين الأمواج لتتكون هذه الدوامة والتى قد يكون مكانها ثابتاً والبعض الآخر قد يكون متحركاً ، ويعرفها المنقذ جيداً ويحدد مكانها وإذا وجد أحداً فيها يسرع لإنقاذه .

ولكن الإنقاذ له «تكنيك» احترافى يجب اتباعه وهو الوصول للغريق من خلف ظهره ووضع الذراع من تحت إبطه والسباحة به بعرض البحر وليس بطوله فى اتجاه الشاطئ لكى يتحقق النجاح فى الخروج من الدوامة أو «البركة» وبذلك يتمكن المنقذ من الخروج بالناجى بشكل ناجحٍ وسريع. 

ومن المواقف المضحكة التى تعرض لها كابتن راضى قال: انه رأى رجلاً وزوجته يستنجدان وعلى الرغم من أن الزوج كان سباحاً جيداً إلا أنه أثناء الغرق كان «يضبش» فى الماء ويتكأ بقوته على رأس زوجته وينزلها لأسفل ليتنفس الهواء، وبعد إنقاذهما معاً ، احتفظ بهذا المشهد لنفسه لكى لا يعكر صفو علاقتهما. 

وعن أصعب اللحظات التى عاشها يوماً كانت عند محاولة إنقاذه لطفلٍ لا يتعدى عمره 5 سنوات عندما لمحه فى سحب تيار شديد وهرع إليه داخل الماء بال«جيت سكى» ولم يجده وظل يبحث عنه وتسارعت دقات قلبه خوفاً من أن يكون قد ضاع منه ولكن طفت رأسه بعد دقائقٍ قليلة وعندها خطفه مسرعاً الى نقطة الإسعاف وتمكن المسعف من إنقاذه.