التفاؤل سيد الموقف

سفراء زامبيا ونيجيريا والسنغال: السباق يعكس مكانة القارة والدول الكبرى تحافظ على مصالحها معنا

سفراء زامبيا ونيجيريا والسنغال
سفراء زامبيا ونيجيريا والسنغال

سيطرت حالة من التفاؤل على القمة الثانية، خاصة بعد أن اتفق عدد من السفراء الأفارقة بالقاهرة على تحقق نتائج ومكاسب إيجابية بعد القمة الأولى، حيث أكد توبولى لوبايا سفير زامبيا فى القاهرة أن أهم المكاسب التى حققتها القارة بعد القمة الروسية الأفريقية الأولى فى أكتوبر 2019، كانت إعادة بناء العلاقات التجارية مع دول القارة، وجذب المزيد منها لعضوية مجموعة البريكس، بجانب الدعم الروسي من خلال المنح الدراسية، وعرض الحبوب والأسمدة مجانا لأفريقيا، بالإضافة إلى التدخل الروسى لتعزيز الاستقرار السياسى فى دول القارة.

جاءت الثمار الإيجابية لتشير إلى أن القوى الكبرى بدأت تتعامل مع أفريقيا من منطلق مختلف يقوم على تبادل المنفعة، وهوالأمر الذى يؤكده ناورا ابا ريمى سفير نيجيريا فى مصر حيث يقول: لقد كانت أفريقيا وستظل مهمة للقوى الكبرى، ورغم أن العلاقة أكثر فائدة للقوى الكبرى، إلا أن القارة مازالت فى وضع استراتيجى متميز، ويرى أن تنافس الدول الكبرى على دخول أفريقيا وتقسيمها أواخر القرنين الـ18 والـ19 هو نفس السبب وراء بحثها عن شراكة استراتيجية فى القرن الـ21، نتيجة وفرة موارد القارة، التى لم يتم استثمارها بشكل كامل.

من جانبه، يرى سفير زامبيا أن السباق للشراكة مع أفريقيا يعكس تغيرا فى وجهة النظر إليها، والاعتراف بها كشريك اقتصادى رئيسي، وذلك يرجع لإدراك أنها تمتلك ثروات ضخمة من الموارد الطبيعية التى لا تستفيد بها، بينما تغير تفكير الأفارقة وأصبحوا يبحثون عن إضافة القيمة فى الدول التى تمتلك الموارد.. ويضيف: هناك آراء أخرى تؤيد لجوء البلدان المتقدمة للدول النامية التى يمكن لمواردها إحداث فرق، فى ظل شدة الحاجة إليها.

وبجانب أهمية موارد القارة ومميزاتها، تمنح التجمعات الاقتصادية الأفريقية وزنًا استثنائيًا للقارة فى شراكاتها مع الدول المتقدمة، وهو ما يؤيده سفير زامبيا، حيث يوضح أهمية التجمعات فى خلق أسواق أكبر، وتوفير مجموعة متنوعة من الموارد والسلع، بدلاً من التعامل مع دولة واحدة، كما تتيح المنافسة فى السلع والخدمات المنتجة، وهى الأمر الذى يساهم فى خفض تكلفة المعيشة بين دولها، هذا بجانب أن هذه التجمعات ستطرح تجاربها قبل تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية التى دخلت حيز التنفيذ فى عام 2021.

ويصف سفير نيجيريا التجمعات بأنها قوة موحدة، خاصة أنها تُقوى وتعزز المواقف التفاوضية فى العلاقات بين الشمال والجنوب وكذلك فى المحافل وإدارة الأزمات الدولية.

المميزات التى تتسم بها القارة، والتجمعات التى تثقلها، جعلت الجميع يتوقع مردودا جيدا على مجالات التنمية من خلال الشراكة مع روسيا، حيث يشير ناورا ابا ريمى إلى أن روسيا تقدم بديلاً عن النفوذ الغربى والصينى فى أفريقيا، ومن الممكن التعاون معها فى مجالات الزراعة والتكنولوجيا والفضاء، وموارد المعادن الصلبة، والطاقة والدفاع والاستخبارات، بجانب تطوير وإحياء صناعات الحديد والصلب.

ويستعرض لوبايا أهم المجالات التى تفيد أفريقيا من التعاون مع روسيا فيها، ومنها الأمن الغذائى من بيع الحبوب وتوريد الأسمدة، والدعم الفنى من خبراء فى مختلف القطاعات الزراعية والتنموية، بجانب المنح الدراسية للتعليم العالى والدراسات العليا فى مختلف المجالات.

تستطيع القارة الاعتماد على نفسها ومواجهة تحديات الأمن الغذائى فى حالة الوصول للتطور المنشود فى المجال الزراعي، بل يُمكن أيضا أن تصبح سلة غذاء العالم. هذا ما يؤكده أبو بكر صار سفير السنغال فى مصر، وأوضح: تحاول الدول الكبرى أن تعزز علاقاتها الاستراتيجية مع القارة والاستفادة منها للحفاظ على مصالحها الاقتصادية، لأن الكثير من الدول الكبرى تعانى أزمات اقتصادية ونقص المواد الغذائية، فى حين تتمع أفريقيا بخيرات وثروات طبيعية لم تستغل بعد، ويمكن أن تغذى العالم ويجعلها سلة غذاء العالم.. فعلى سبيل المثال تمتلك مصر مساحات زراعية واسعة ومنتجات هائلة، والسنغال تتمتع بأراضيها الخصبة وتربتها القابلة للزراعة ومصادر مياهها المترامية، وكذلك كل دول القارة تستطيع بالتعاون معها أن تغذى العالم وتسد نقصها فى مجال الغذاء.

بدوره يشدد سفير زامبيا على قدرة أفريقيا على إطعام العالم دون أدنى شك، لأنها تمتلك الموارد الطبيعية من الأراضى الصالحة للزراعة والأمطار والموارد البشرية، وتستطيع الإنتاج فى حالة الاتفاق على التمويل بشروط إقراض مناسبة، لكنه يؤكد أن السلام والاستقرار هما مفتاح توفير بيئة تناسب الأنشطة التنموية، وهو الأمر الذى يحتم ضرورة سعى البلدان الأفريقية معًا لتحقيق الاستقرار فى القارة.