حصاد القمة الأولى

92 وثيقة بتريليون روبل.. والتكنولوجيا والنقل والتعدين تتصدر

د. يسري الشرقاوي
د. يسري الشرقاوي

لعبت القمة الروسية الأفريقية الأولى دورًا مهمًا فى تعزيز التعاون والشراكة بين روسيا ودول القارة منذ عقدها فى 2019 تحت شعار «من أجل السلام والامن والتطور».. فقد كانت بمثابة نقطة تحول فى العلاقات المشتركة، حيث أطلقت منصة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.. ويرى الخبراء والمختصون أنها حققت تقدمًا فى العديد من المجالات.

يؤكد الدكتور عدلى سعداوي عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية والعميد الأسبق لمعهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل أن القمة الأولى أثمرت العديد من الاتفاقيات والتعاون المشترك، حيث تم توقيع 92 وثيقة من الاتفاقيات والعقود ومذكرات التفاهم بقيمة تقدر نحو تريليون روبل روسى فى مجالات اقتصادية متعددة، أبرزها مجال التكنولوجيا والنقل والخدمات اللوجيستية والتعدين والاستكشاف والاستثمار والخدمات المصرفية فى كل دول القارة.

وأضاف أنه من بينها اتفاقية إطارية لإنشاء آلية تمويل تجارية بين روسيا والدول الافريقية، واتفاقيتان مع مصر الأولى لإنشاء مشروع مشترك لمنتجات الزيوت والدهون وبناء محطة للحبوب فى البحر المتوسط، والثانية مع هيئة السكك الحديدية لتزويد القاهرة بنحو 1300 عربة ركاب.. بجانب اتفاقيات مع النيجر وغينيا والكونغو لتنفيذ برامج للتنمية، ومع أنجولا لإنشاء البنية التحتية للموانئ، ومع المغرب لبناء مصفاة لتكرير النفط ومع الكونغو لتطوير سكك الحديد وغيرها، بالإضافة إلى  مذكرة تفاهم حول أسس العلاقات والتعاون بين الحكومة الروسية والاتحاد الأفريقى تضمنت دورية انعقاد القمة كل ثلاث سنوات.. وأرجع د. سعداوى إقبال دول القارة على التعاون مع روسيا إلى أنها كدولة كبرى ليس لها تاريخ استعمارى بغيض فى أفريقيا، بجانب التزامها بعدم تضمين الشروط السياسية وحقوق الإنسان ضمن هذه العلاقات.

وأضاف أنه فى إطار غياب الاهتمام الأمريكى بالقارة، وتراجع الوجود والدعم الأوروبي، زادت وتيرة العلاقات والوجود الروسى على المستوى الأمنى من خلال مجموعه فاجنر، وكذلك على المستوى الاقتصادى خاصة الجانب الغذائي، نتيجه اعتماد الكثير من دول القارة على استيراد الحبوب والمنتجات الغذائية الأخرى من روسيا، وتحديدا بعد الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة سلاسل الإمداد فضلا عن اعتماد كثير من دول القارة على استيراد الأسمدة والمدخلات الروسية الزراعية. 

من جانبه، أكد د. يسرى الشرقاوى رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة أن هناك العديد من الإنجازات والمبادرات المهمة التى أنشأت وعززت التعاون بين روسيا ودول القارة منذ القمة الأولى حتى مارس الماضي.. وظهر ذلك فى العديد من المجالات منها التجارة والاستثمار والتعاون العسكرى والتعليمى.. ففى مجال تجارة الأسلحة تعد روسيا مصدرا لأكثر من ٥٠% من المعدات العسكرية لحكومات القارة، وبهذا تعتبر أحد أكبر موردى الأسلحة إلى افريقيا.

كما تم عقد العديد من الاتفاقيات فى مجال تطوير الطاقة النووية مع رواندا والجزائر ونيجيريا، وشرعت فى تنفيذ  مشروع الضبعة فى مصر والمزمع تسليمه فى ٢٠٢٧.. أما من الجانب الاقتصادي، فيشير الشرقاوى إلى أن روسيا أنشأت بنوكا للتنمية ومؤسسات مالية أخرى لتقديم الدعم للدول الأفريقية، بجانب تقديمها معونات قمح لـ ٦ دول بواقع حوالى ٦٠ ألف طن مجانا، كما يوجد مزيد من التوسع فى مجال التعليم والتدريب، حيث يتلقى مئات الآلاف من الطلاب الأفارقة تعليمهم فى الجامعات الروسية.

وتوضح السفيرة نميرة نجم أن بوتين وعد فى القمة الأولى بمضاعفة التبادل التجارى مع القارة 5 مرات.. لكن بعد عدة سنوات من النمو، تراجعت قيمة التبادلات التجارية من 20 مليار دولار إلى 17.7 مليار فى الفترة بين 2017 و2021، وقد يكون المبرر جائحة كورونا التى أثرت على حجم التجارة الدولية فى هذه الفترة.