في التسعينيات.. قتل شقيقته لأنها أنجبت من زوجها

صورة موضوعية
صورة موضوعية

ضاقت به أسباب الحياة في قريته النائية، النائمة في أحضان الجبل بصعيد مصر.. وعاش حياته، وفتوته، وشبابه ينتزع اللقمة بجهد الجسد وعرق الجبين.

عمل أجيرا في الحقول يحمل فأسه مع شروق الشمس ليضرب بها الارض، ويشق الترع والقنوات.

وفي جلسة مع نفسه يتساءل؟ أليس هناك طريق يريحه من هذا العذاب، ولماذا لايذهب إلى أم الدنيا .. مصر، ويعمل كغيره من أبناء بلدته الذين انتهى بهم الحال إلى الثراء.

حمله القطار فجرا إلى مصر، ولم يكن يحمل حقيبة فهو لايملك غير جلبابه الذي يرتديه، ونزل ضيفا على احد ابناء بلده الذي ذاع صيته في تجارة الفاكهة ويملك شادرا في سوق الفاكهة.

شكا له حاله، والحقه الرجل بعمل في السوق، وكان يحمل اقفاص الفاكهة فوق رأسه يجوب بها شوارع القاهرة، وحواريها، نجح في تجارته بعد أن عرف أسرارها وخباياها، واشترى محلا، وارتدى أفخر الثياب، ويجري الدم الساخن في عروقه، ودخل عالم النساء الذي ظل يجهله سنوات صباه، وتزوج من ابنة معلم كبير حرص على أن يناسبه حتى يستفيد من مهاراته في السوق، لكنه لم ينجب منها وانفصلا عنها، وتزوج من غيرها، وكان شيئ واحدا يؤرق ليله، ويعذب نهاره وهو حرمانه من نعمة الولد، ومن يرث ثروته التي جمعها بجهد وعرق الجبين.

وقعت عيناه على ابنة الجيران الطالبة الجامعية، التي توفى والدها، وكانت امها ترعاها هي وشقيقها الوحيد الطالب بكلية الهندسة بمعاش ابيهما الضئيل، وتجرأ وطلب يدها من امها التي رحبت بأن تزوجها من التاجر الثري، وزفت اليه، وعاش معها في شقة العائلة، وحملت الزوجة، لكن حملها منه نزل فوق رأسه كالصاعقة، من أين جاءت بهذا الطفل وهو عاجزا عن الانجاب؟

انتحى بشقيقها، وطلب منه أن يراقبها أثناء غيابه عنها فترة عمله، ظل يطالبه بأن يغسل عاره، فما كان من الشقيق إلا أن استل سكينا وانهال بها على شقيقته التي كانت تصرخ.. مظلومة.. مظلومة، وهرولت الأم مسرعة ووقفت حائلا بينه وبين شقيقته وتلقت عدة طعنات أيضا.

أحيل الشقيق إلى النيابة متهما بالشروع في القتل، وقضى عقوبة الحبس ٣ سنوات، وما إن أفرج عنه ظل زوج شقيقته التاجر الثري يلاحقه يطلب منه الانتقام منها بعد أن فشل في الخلاص منها في المرة الأولى، فما كان من الشقيق إلا أن تسلل إلى مخدعها في الليل، وكتم أنفاسها، وظل يضغط على رقبتها حتى لفظت أنفاسها بين يديه.

أحيل الشقيق إلى محكمة الجنايات مرة اخرى والتي قضت بحبسه ١٠ سنوات.

بينما تقدم زوج شقيقته إلى محكمة الأحوال الشخصية يطلب نفي الطفل اليه، ويقدم شهادات الأطباء التي تثبت عجزه عن الانجاب.

لكن قضت المحكمة برفض دعوى النسب، فاثباته يكفي بعقد الزواج الشرعي، وكما تقول القاعدة الشرعية.. الولد للفراش.. وللعاهر الحجر.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم