تقرير| حرائق كندا.. خامس أكبر ملوث في العالم لهذا السبب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقي خبر اندلاع الحرائق أمرًا غير مستحدث في ذلك الوقت الذي يشهده العالم من تغيرات مناخية حادة، واتسعت رقعة حرائق الغابات في العالم إلى أن وصلت إلى كندا، ولكن يبدو أن تداعيات تلك الكارثة ذهبت لطريق أبعد من خيالنا، فحرائق الغابات لا تحرق الغابات والطرق ولا تدمر المباني فقط، بل أصبحت حرائق كندا محلا للكوارث في البلاد، لتمثل خامس أكبر ملوث في العالم، فما السبب؟.

مليار طن من ثاني أكسيد الكربون

أفادت السلطات الكندية، بأن حرائق الغابات في البلاد لهذا العام، وصلت لمستويات غير مسبوقة من قبل في تلويث الهواء، بسبب انبعاث أكثر من مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، ليكون ذلك عام الحرائق والتلوث الأكبر في كندا.

وأكد المدير العام لهيئة إدارة الغابات الكندية، مايكل نورتن، أن "تحوّل هذا الصيف إلى سباق غير حميد، في وقت يتوقع فيه موجة حرّ جديدة".

وأشار نورتن، إلى أنه من الممكن أن تبقى أخطار اندلاع حرائق أعلى من المعتاد حتى سبتمبر.

اقرأ أيضًا: مليار طن انبعاثات كربونية بسبب حرائق غابات كندا

وقال المسئول الكندي: إن "تقديراتنا الأولية تشير إلى أن انبعاثات الموسم الحالي تجاوزت مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون".

وحتى الآن، أتت حرائق الغابات على 13.5 مليون هكتار، وهي ضعف المساحة المحترقة القياسية فى عام 1989 والبالغة 7.3 ملايين هكتار، بحسب لمركز حرائق الغابات الكندى المشترك، وما زالت كندا في حالة تأهب قصوى من الحرائق منذ 90 يومًا.

مستويات غير مسبوقة لانبعاثات الكربون
ونشر المرصد الأوروبى كوبرنيكوس، أنه انبعاثات الكربون الناتجة من الحرائق فى كندا وصلت لمستويات غير مسبوقة وسجلت فى نهاية يوليو أكثر من ضعف المستوى القياسى السنوى الأخير، الذي سجل عام 2014.
وانتشرت حرائق هائلة في هذا الموسم، في كل أنحاء البلاد وبكثافة ضخمة مُحطمة أرقامًا قياسية في العديد من المقاطعات الكندية.

دخان كثيف مدينة مونتريال الكندية
وفي يونيو الماضي، غطى دخان كثيف مدينة مونتريال الكندية، جراء حرائق الغابات التي لا تزال نشطة في كندا، مما جعل من هواء هذه المدينة الهواء الأكثر تلوثًا في العالم وفقًا لشركة متخصصة في دراسة ملوثات الغلاف الجوي.

وأصدرت وزارة البيئة الكندية، في عدد من مناطق كيبيك تحذيرات من الضباب الدخاني، كما أن هناك الكثير من الجسيمات الدقيقة العالقة في الجو، لدرجة أن مونتريال أصبحت في ذلك الوقت المدينة ذات جودة الهواء الأسوأ في العالم، حسب شركة "إيكير" السويسرية.


«علاقة تلوث الهواء بانبعاث ثاني أكسيد الكربون»


إن ثاني أكسيد الكربون ليس ملوثًا بالمعنى الحرفي، ولكنه يُعتبر ملوثًا بيئيًا إذا زاد بشكل كبير وغير طبيعي لتركيزه في الجو، وهذا الأمر يتعلق بالتوازن البيئي والتأثيرات التي يمكن أن تحدثه تراكمات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الهواء.

«أثر زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو»

إن ثاني أكسيد الكربون ليس سامًا بطريقة مباشرة عند تركيزات منخفضة، ولكن تعرض الإنسان لتركيزات عالية منه يمكن أن يتسبب في تسمم الدم وظهور الأعراض الصحية المزمنة الأخري.

ويُعتبر ثاني أكسيد الكربون غازًا دفيئًا، ما يعني أنه يحجز الحرارة في الغلاف الجوي السفلي، وعندما تزيد نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، يؤدي ذلك لزيادة تراكم الحرارة في الجو، وبالتالي يُساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة العالمية، كما أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية الناجمة عن زيادة ثاني أكسيد الكربون يمكن أن يتسبب في تغيرات في البيئة، مثل انحسار الجليد أو ارتفاع مستوى سطح البحر أو تغيرات في نمط هطول الأمطار، كما أنه يؤثر بالسلب على الكائنات الحية.

تأثير سلبي على الكائنات البحرية

ويؤثر زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو سلبًا على الكائنات البحرية، لأن هناك جزء من ثاني أكسيد الكربون يتفاعل مع مياه المحيطات وذلك يؤدي إلى ظاهرة التحلل الحمضي للمحيطات، مما يُعرض الكائنات البحرية المختلفة للخطر، وحدوث تغيرات مرعبة وتلوث البيئة البحرية.