تحديات تصعب الصادرات الروسية

أضرار لحقت بمنشأة بميناء الحبوب بعد هجوم طائرات روسية بدون طيار فى أوديسا
أضرار لحقت بمنشأة بميناء الحبوب بعد هجوم طائرات روسية بدون طيار فى أوديسا

كتب: أمال المغربي - مروى حسن حسين - سميحة شتا

تواجه روسيا تحديًا مزدوجًا يتمثل فى نقص السفن وتراجع اهتمام تجار الحبوب الغربيين بممارسة الأعمال التجارية مع موسكو، تساهم هذه العوامل فى تصعيد النفقات المرتبطة بنقل القمح الروسي. تبرز هذه المشكلة فى وقت غير مستقر حيث اقترب الصراع فى أوكرانيا بشكل خطير من طرق الإمداد الحرجة فى البحر الأسود.

وفى محاولة لمعالجة الوضع، تعهد الرئيس فلاديمير بوتين باستبدال الحبوب الأوكرانية بشحنات روسية إلى إفريقيا. جاءت هذه الخطوة الاستراتيجية فى أعقاب إنهاء موسكو لاتفاق الحبوب فى يوليوالذى كان يوفر ممرًا آمنًا لشحنات الأغذية الأوكرانية عبر البحر الأسود. وأدى هذا الإجراء لوجود حصار ضد أوكرانيا وتم تصعيد الصراع بعد استهداف روسيا مرافق التخزين.سلط إدوارد زرنين، رئيس الاتحاد الروسى لمصدرى الحبوب، الضوء على التصعيد المحتمل لـ «العقوبات الخفية» التى قد تؤدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين على روسيا. وأكد زرنين أن هذا سيؤثر حتما على الأسعار العالمية لسلع مثل القمح والحبوب الأخرى.

وعلى الرغم من عدم وجود عقوبات أوروبية وأمريكية مباشرة على الصادرات الزراعية، ترى روسيا أن القيود المفروضة من الغرب على البنوك والأفراد الروس تمثل «عقوبات خفية» تستهدف تجارة المواد الغذائية.تفاقمت المخاطر المالية والأمنية المرتبطة بالتجارة مع روسيا بسبب انهيار ممر البحر الأسود. هذا يدفع موسكو نحو استخدام السفن القديمة والصغيرة التى تديرها شركات الشحن الأقل شهرة وأدت هذه العوامل لارتفاع تكاليف الشحن لموسكو.

هذا المأزق أثار الشكوك حول قدرة روسيا على الحفاظ على وتيرة صادراتها. وإذا لم يتم التعامل مع هذا الوضع، فمن المحتمل أن يؤدى إلى ارتفاع أسعار القمح العالمية. وقبل انتهاء صلاحية اتفاق الحبوب، كانت شركات نقل الحبوب وشركات السلع الأساسية قد قللت بالفعل من مشاركتها مع روسيا. وضع هذا ضغوطًا إضافية على موسكو للتعامل مع جميع جوانب معاملات الحبوب، بما فى ذلك النقل.

فى العام الماضي، حققت روسيا حجمًا قياسيًا من صادرات القمح من خلال السفن المستأجرة من الشركات الدولية. بينما لا تزال أحجام الصادرات قوية، اضطرت روسيا لتأمين الشحن الخاص بها فى الأشهر الأخيرة و تحولت بشكل متزايد إلى «أسطول ظل» غير تقليدى يتألف من سفن قديمة تديرها عادة شركات مقرها تركيا والصين.

فى الوقت الحالي، تمثل أقساط التأمين على السفن المتجهة لموانئ البحر الأسود الروسية تكلفة إضافية تصل لعشرات الآلاف من الدولارات يوميًا، وقد ارتفعت هذه المعدلات أكثر بسبب الهجمات على الممرات المائية فى أوكرانيا عبر نهر الدانوب إلى جانب هجمات كييف. على الرغم من التوترات السائدة، فإن أسعار القمح العالمية حاليًا أقل بكثير من ذروتها. هذا على عكس ما أعقب الغزو الروسى العام الماضي، والذى أثار مخاوف من أزمة جوع عالمية محتملة. يمكن أن يساهم التخفيض المستمر للحبوب الأوكرانية من السوق العالمية فى ضغوط العرض، ما لم تساعد الصادرات الروسية أو المحاصيل الكبيرة من المنتجين الآخرين فى سد الفجوة.

تصاعد التوترات فى منطقة البحر الأسود من المرجح أن يؤثر على أرقام الصادرات الروسية حيث يتم تصدير حوالى 70٪ من صادرات الحبوب فى البلاد كما انها تثنى شركات الشحن عن توجيه سفنها للموانئ الروسية. صرح إدوارد زرنين، الذى تحدث وفقًا لتقديرات مجلس الحبوب الدولي، بأن صادرات القمح ستشهد انخفاضًا أقل قليلاً. وتوقع أن تنخفض الأرقام إلى نطاق يتراوح بين 44-45 مليون طن.