مساعد البرهان: الجيش يُسيطر على العمليات فى الأرض تمامًا

تجدد المعارك بالخرطوم والخارجية تنتقد المبعوث الأممى وتتهمه بـ «التحيُّز»

الفريق ياسر العطا
الفريق ياسر العطا

أعلن الجيش السوداني أمس «تكبيد قوات الدعم السريع عشرات القتلى وتدمير 10 عربات عسكرية لها» أثناء هجومها على مواقعه فى محيط «سلاح المدرعات» جنوبى الخرطوم.

وقال المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله فى تسجيل صوتى على «فيسبوك»، إن «قوات الدعم السريع حاولت مهاجمة ارتكازات الجيش فى محيط سلاح المدرعات واشتبكت مع قواتنا». وأضاف: «استطاعت قوات الجيش دحر العدو وتكبيده خسائر كبيرة فى الأرواح، عشرات القتلى والجرحى وتدمير 10 مركبات عسكرية».

فى الوقت نفسه، صعّد الجيش السودانى هجماته على مواقع للدعم السريع بالخرطوم مستخدمًا سلاح مدفعيته الثقيلة من مقر قيادته تجاه نقاط انتشارهم بضاحية برى وحى الشاطئ والصفاء شرقى العاصمة.

وفى جنوب الخرطوم تبادل الطرفان إطلاق النار بشكل كثيف بينهما فى منطقة الصحافة فى تصعيد جديد للقتال الدائر بالقرب من المناطق والأحياء المتاخمة لسلاح المدرعات التابع للجيش. وقال شهود عيان إن قوات الدعم السريع استهدفت بقذائف الهاون أحياء الدروشاب والكدرو شمال شرقى جسر الحلفايا شمال مدينة الخرطوم بحرى.

على صعيد متصل، أعلن الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السودانى عبد الفتاح البرهان، فى تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط أنه «تم تدمير 80 فى المائة من قوات (الدعم السريع)، لكنها تستقدم أسبوعياً مرتزقة من بعض دول الجوار الغربى للقتال فى صفوفها، وهم عديمو الخبرة»، موضحاً أن قوات «الدعم السريع» أدخلت الأسبوع الماضى 6 آلاف مقاتل «تصدى لهم الجيش».

وأضاف أن قائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو المعروف بـ»حميدتى»، كان يريد أن يصبح حاكماً على السودان، «واجتهد فى تحقيق ذلك، بينما كنا فى المؤسسة العسكرية نتكلم معه عن تحديث الدولة السودانية وفقاً لما نادى به الشعب السودانى فى ثورة ديسمبر المجيدة، لكن ارتباطاته مع دول الشر العالمية وجهات مشبوهة غذت فيه فكرة أنه يمكن أن يحكم السودان». وحول الوضع الميدانى، قال العطا إن «الجيش يسيطر على العمليات فى الأرض تماماً».

وفى ولاية جنوب دارفور غربى السودان، قتل 30 شخصًا وأصيب العشرات، خلال ثلاثة أيام، إثر نزاع قبلى عنيف. ونقلت صحيفة «سودان تربيون» السودانية، عن مسئولين فى دارفور، قولهم إن «ولاية جنوب دارفور تأثرت بالقتال العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع، الذى بدأ فى العاصمة الخرطوم وتمدد ليشمل 4 من أصل خمس ولايات فى دارفور، حيث شهدت مدينة نيالا ومناطق كاس وأم دافوق ومرشنج قتالًا ضاريًا بين القوتين خلّف أعدادًا كبيرة من الضحايا المدنيين».

على الصعيد السياسى، قالت وزارة الخارجية السودانية فى تصريحات رسمية لوكالة السودان للأنباء إن خروج الدعم السريع من منازل المدنيين هو شرط أساسى للعودة إلى التفاوض من جديد. 

فى السياق ذاته، اعتبر متحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، أن تصرفات رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى بلاده فولكر بيرتس أحد الأسباب التى أدت لنشوب الحرب، متهماً إياه بالتعاون مع بعض الجهات دون غيرها «بشكل متحيز». وقال المتحدث خالد الشيخ لوكالة أنباء العالم العربى إن المبعوث الأممى «أقصى بعض الجهات فى الدولة التى تبحث عن حلول للأزمة، وركّز فقط على جهات أخرى تعنتت فى آرائها».

وأوضح الشيخ أن رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى السودان «لم يتحدث إطلاقاً عن إجراء الانتخابات والانتقال الديمقراطى، على الرغم من أن الأمم المتحدة كانت تنادى دائماً بالديمقراطية وإجراء الانتخابات فى السودان. وأضاف: «إنه تم إرسال عدة رسائل للأمم المتحدة بخصوص تصرفات بيرتس، لكنها «لم تأخذها على محمل الجد حتى اضطررنا إلى الإعلان عن أنه شخص غير مرغوب فيه فى السودان».

ودعا الشيخ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى «تعيين مبعوث جديد للسودان ليكون رئيساً للبعثة الأممية، خاصة فى هذا الوقت الحساس».