السماء تشهد ذروة «شهب البرشاويات».. اليوم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تشهد سماء الوطن العربي ذروة نشاط شهب البرشاويات من منتصف ليل اليوم السبت 12 أغسطس وخلال الساعات قبل شروق شمس الأحد 13 أغسطس حيث يتوقع أن تتساقط هذه السنة بمعدل قد يصل إلى 80 شهابًا بالساعة ولكن عدد الشهب الفعلي متروك للرصد الميداني.

وأكد خبراء الفلك أن البرشاويات تعد واحدة من أفضل زخات الشهب التى تظهر سنوياً حيث تقدم عرضاً رائعاً في سماء الليل وسيكون هذا العام السماء صافية لأن الشهب ستبلغ ذروتها والقمر في طور هلال نهاية الشهر ولن يمثل مشكلة كبيرة هذا العام لذلك ستكون السماء المظلمة فرصة مثالية لرؤية حتى لأضعف الشهب وان كانت البرشاويات أصلا ليست شهباً خافتة.

وأضاف الخبراء تشتهر البرشاويات بالشهب اللامعة بمعدل حوالي اثنين في الدقيقة في ظل ظروف مثالية عند ذروة النشاط قبل الفجر صبيحة يوم الأحد ويجب التنبيه بأن البرشاويات هذا العام قد يكون لديها مفاجأة إضافية حيث يتوقع أن تتساقط الشهب من مسارين نيزكيين مما سيعزز النشاط والتي يمكن أن تجعله حدث السماء الرئيسي هذا الصيف وفقًا لمنظمة الشهب الدولية.

وأوضح الخبراء أنه بشكل عام تحدث زخات الشهب عندما تمر الأرض عبر المخلفات من مذنب أو كويكب يتقاطع مداره مع الأرض وتعود شهب البرشاويات في الموعد المحدد في شهر أغسطس من كل عام لأنه في ذلك التاريخ تمر الأرض عبر المخلفات الغبارية من المذنب 109/بي سويفت-توتال.

وتابع الخبراء: لرصد شهب البرشاويات يجب أن يكون ذلك من موقع مظلم بعيداً عن أضواء المدن مع إطلالة واسعة على السماء للحصول على أفضل النتائج ومن تلك المواقع "وادي القمر" في بلدة عسفان 120 كيلومترًا شمال مدينة جدة أو غيره من الأماكن المظلمة في كافة مناطق المملكة.

وأكمل الخبراء: وسيحتاج الراصد لحوالي 40 دقيقة لتتكيف عينه مع الظلام وأن يعطي نفسه ساعة على الأقل لرؤية أحد الشهب بعد وصوله موقع الرصد ويمكن البدء برؤية شهب البرشاويات ما بعد الساعة 10 مساءً بالتوقيت المحلي عند مراقبة الأفق الشمالي وتزداد الشهب بعد منتصف الليل عندما تكون نقطة انطلاقها أمام كوكبة برشاوش عالية في السماء ويتوقع أن تصل ذروتها الساعه الخامسة صبيحة يوم الأحد.

وواصل الخبراء: يجب تجنب النظر الى أي ضوء أبيض لأن ذلك سوف يؤثر على الرؤية الليلية لذلك عند استخدام المصباح اليدوي يجب أن يكون بمرشح أحمر لأن عين الإنسان أقل حساسية للضوء الاحمر وعند استخدام تطبيقات الهاتف يجب تشغيلها على الوضع الليلي ولا توجد حاجة لاستخدام معدات خاصة لرؤية الشهب فالتلسكوب والمنظار ذات مجال رؤية ضيق وتقلل فرص رؤية الشهب وليس هناك حاجة لتحديد نقطة انطلاق الشهب فهي ستظهر من أي مكان في السماء، وعند تعقب مسارات شهب البرشاويات ستظهر تندفع ظاهريا من  أمام نجوم برشاوش وهو سبب تسميتها بالبرشاويات، علما بأنه ليس هناك علاقة بين شهب البرشاويات ومجموعة نجوم برشاوش فهو مجرد انتظام في السماء من منظورنا على الأرض .

وتابع الخبراء: إن رؤيتنا للشهب في السماء يحدث بعد دخول النيازك الصغيرة بحجم حبة القهوة في الغالب إلى أعلى الغلاف الجوي حول الأرض بسرعة عالية وتحترق على إرتفاع حوالي 70 إلى 100 كيلومتر وتظهر في صورة شريط من الضوء وفي حال عبرت الكرة الأرضية خلال تجمع نيزكي كثيف فسوف يرصد عدد مرتفع من الشهب ولكن من غير المعروف إن كان سيحدث هذا العام أو لا.

البرشاويات ليست سريعة فحسب بل العديد منها ساطع وتظهر ككرات نارية أكثر إشراقًا من كوكب الزهرة وحوالي 45 في المائة من الكرات النارية تترك خلفها ذيول تستمر لبضع ثوان بعد اختفاء وميض الشهاب، تلك التي تدوم لمدة 10 ثوانٍ أو أكثر تسمى الذيول المستمرة وفي هذا العام سيكون من السهل اكتشاف تلك الذويل خاصةً بعيداً عن التلوث الضوئي للمدن.

وأن منطقة الحطام الغباري من المذنب سويفت توتال واسعة جدًا لدرجة أن الأرض تقضي أسابيع بداخلها من 17 يوليو إلى 24 أغسطس خلالها تزداد معدلات تساقط الشهب تدريجياً حتى تصل إلى أعلى مستوياتها عندما تمر الأرض عبر مركز الحطام عادةً في حوالي ليلة 12-13 أغسطس وبعد ذلك تنخفض المعدلات بشكل كبير.

المذنب "سويفت توتال" كان اخر اقتراب له من الشمس في ديسمبر 1992 وسوف يكون اقترابه التالي في يوليو 2126 وذلك لأنه يتحرك ضمن مدار بيضاوي " شديد الاستطالة " يجعله يسافر إلى ما بعد مدار الكوكب القزم بلوتو عندما يكون في أبعد نقطة من الشمس في حين يتحرك قريب إلى الأرض عندما يكون في أقرب نقطة من الشمس وهذا المدار يجعله يستغرق 133 عام ليكمل دورة واحدة حول الشمس، وفي كل مره يعبر خلال الجزء الداخلي لنظامنا الشمسي تعمل حرارة الشمس على تسخين جليد المذنب ما يتسبب في انفصال المادة عنه وتبعثرها على طول مداره .

الآن بعد أن ابتعد المذنب عن الأرض بدأت التدفقات الشهابية الكبيرة في الانحسار لكن زخة شهب البرشاويات غنية بشكل عام.