قلـب مفتوح

هو ده بجد!

هشام عطية
هشام عطية

إليكم أنباء آخر النهاشين فى جسد الطبقة المتوسطة تجار الكتب الخارجية، أصابنى الذهول بعد جولة بين مكتبات الفجالة وأنا أرى واستمع لأسعار الكتب الخارجية الجنونية، هل تصدقون أن أحد كتب الصف الثالث الثانوى الخاص بالرياضيات تجاوز سعره ٨٠٠ جنيه وبالحجز!

استكمل جولتى بين المكتبات والحسرة تأكل قلبى من سعر كتاب اللغة العربية الذى لامس حدود ٥٠٠ جنيه وكتب الصفوف الأخرى التى تراوحت بين ٢٠٠ إلى ٣٠٠ جنيه للمادة الواحدة. هربت سريعا من الفجالة للحفاظ على سلامتى العقلية، شاعرا بالأسى على الأسر التى لديها أبناء فى المراحل التعليمية المختلفة والذين حتما ستحرقهم نيران اسعار الكتب الخارجية.

عندما نتحدث عن أوجاع الكتب الخارجية فإنه يصيبنا أوجاع ومرارات عدة، مرة لأن كتب الوزارة التى تكلفنا سنويا ما يزيد على ١٫٥ مليار جنيه تخرج من المطابع لتصبح قراطيس للسودانى واللب! وجع آخر لأن أولياء الأمور مضطرون للدفع مرتين لشراء الكتب الخارجية بأسعارها الخيالية، ومرة أخرى لشراء الكتب المدرسية التى لا تقرأ ولا يستفاد بها!.

وجع آخر تثيرة قضية الأسعار المجنونة للكتب الخارجية دائم ومستمر ويتلخص فى أن المواطن شاء أم أبى سيظل فريسة لتحالف مشبوة بين مافيا الدروس الخصوصية الذين يفرضون على الطلاب الكتب الخارجية وأصحاب شركات طباعة هذه الكتب لتتضخم ثرواتهم على حساب المطحونين.

الوجع قبل الأخير وهو عبارة عن تساؤل يؤرقنى منذ أن كنت تلميذا صغيرا ولم يجيبنى عليه أحد حتى بعد أن أشتعل الرأس شيبا، إذا كانت الكتب الخارجية هى التى يفضلها الطلاب والمدرسون، وإذا كان واضعو هذه الكتب من خبراء وزارة التربية والتعليم فلماذا لم تقم الوزارة طوال هذه العقود الطويلة بتغيير مناهجها لتصبح شيقة جذابة مثل الكتب الخارجية؟! وهذا يقودنا إلى حقيقة وهى أن فقرنا ليس ماديا إنما أحيانا فكريا.

وجع  ربما أخير أهمس به لمن يهمه أمر هذا البلد الطبقة المتوسطة لا تملك ثروات الأغنياء التى تحميها من ارتفاع أسعار السلع والخدمات، ولا تجلس تتثآب وتنجب أطفالاً تحت مظلات الحماية الاجتماعية التى توفرها الدولة.