نقطة فوق حرف ساخن

جيش الدولة المصرية

عمرو الخياط
عمرو الخياط

 نبينا الهادى الأمين محمد عليه أفضل الصلوات قال: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفاً فهم خير أجناد الأرض وهم فى رباط إلى يوم القيامة»..

هذا هو جيش مصر الذى أوصانا به رسول الإنسانية، هم قاعدة ارتكاز الدولة المصرية المدنية، والمؤسسة التى استطاعت عبر تاريخها الممتد أن تكون هى الحماية لنجد أننا أمام منظومة مدهشة لقوات عسكرية مسلحة تلتزم مبادئ المدنية الحديثة فى إدارة مؤسساتها وعلى رأسها إقصاء الطائفية والمذهبية من بين صفوفها.

انتصرت فى الحرب وشيدت فى السلم، على عاتقها كان الحفاظ على الأمن القومى على الحدود ضد أى معتد، وهبت لتنفذ خطط التنمية والرخاء لشعب عانى من إهمال فى البنية التحتية والعشوائيات التى لا تليق بكرامة المصرى ووفرت حياة كريمة للملايين من الشعب أمراً وعقيدة وليس فضلا من هذه المؤسسة العظيمة.

فكان طبيعيا أن تكون القوات المسلحة فى مرمى الانتقادات ممن طار صوابهم من حجم الإنجازات التى تحققت على أرض مصر فى عشر سنوات بفضل أبناء هذه المؤسسة العملاقة، فكانت عملية استهداف الجيش فى مواضيع كثيرة على لسان بعض رجال أعمال أو سياسيين خفتت عنهم الأضواء لتغير الزمان والنظام فارتكزت استهدافاتهم على ما يلى:

استدراج القوات المسلحة إلى مساحات السياسة

خلق تنافس اقتصادى بين مجموعة من رجال الأعمال هبطت أرباحهم بعد أن تكدست خزائنهم بجميع العملات وبات الربح هو هدفهم وليس التنمية، وهى مساحات ليست موجودة، لأن الجيش لا يمارس مهام الاقتصاد الاستثمارى، بل مهام الاقتصاد الإنقاذى فى وقت يدرك الجميع فيه أوضاع الدولة.

محاولة يائسة وممتدة منذ ثورة ٣٠ يونيو لإعادة صياغة صورة ذهنية للجيش من حماية الدولة المدنية إلى ند سياسى لها.

السعى بشكل منظم ومرتب لإظهار المؤسسة العسكرية بمظهر على أنها مؤسسة فوق القانون.

الأخطر فى محاولاتهم البائسة هو استباحة هذه المؤسسة التى حمت مصر بعد ان انهارت الدولة فى أعقاب أحداث يناير فى مساحات الإعلام وهو أمر لا مثيل له فى العالم.

ممنهجة نبتها زرعته الجماعة الإرهابية بعد الإطاحة بها وبمخططها لاحتلال مصر، وتلقفها 

عملية بعض من أفلت الأضواء عنهم وبعض رجال الأعمال الذين وجدوا فى تسارع وتيرة التنمية التى قادتها المؤسسة العسكرية خسارة لهم ولمصالحهم بعد أن كانوا يظنون انهم سيتحكمون فى مصير الشعب المصرى ويفرضون شروطهم وهم لا يدركون أنهم غير قادرين على تشييد المشروعات العملاقة القومية، لأنهم أسرى للمشروعات سريعة الربح سهلة التنفيذ ذات العوائد نفعية عليهم فقط، بينما المشروعات العملاقة القومية هى للشعب، وعوائدها ونفعها لأبنائه وأحفاده.

من منا لا يتذكر تصدى المؤسسة العسكرية لأزمة ألبان الأطفال منذ سنوات، وكيف كان التدخل الذى أسفر عن حل المشكلة فى غضون أيام.. من منا لا يتذكر عطاء الجيش كمؤسسة فى ازمة انخفاض الاحتياطى النقدى فى فترة ما بعد ٢٠١٣، نتيجة ما فعلته الجماعة الإرهابية وانهكت مصر واقتصادها.. من منا لا يتذكر قناة السويس الجديدة وعوائدها التى نجنيها الآن.. من منا لا يتذكر كم الطرق التى شيدت فى برهة من الزمن لحل مشاكل المرور وتسهيل نقل البضائع.

 منا لا يتذكر المدن الجديدة التى قضت على المناطق العشوائية فى وقت كان من الصعب تنفيذها من قبل وزارة الإسكان، قد يطول الوقت لتذكيرك عزيزى القارئ بما قدمته القوات المسلحة لأجل التنمية، ولكن اذكرك بأمر 

من اخير ان كل ما تم كان فى الوقت الذى تدافع وتنهى هذه المؤسسة من حاولوا ارهابنا فى سيناء ورغبوا فى احتلالها وانتزاعها من خريطة مصر، لتكون نواة ينطلقون منها لربوع المحروسة مهددين امن وسلامة المواطنين وساعين لوقف خطط التنمية سواء فى سيناء أو محافظات الجمهورية.

باسم مصر قال الجيش كلمته بأن مصر قادرة على الردع فيمن يعاديها، وباسم مصر قال الجيش إن مصر المحبة للسلام هى ذاتها مصر التى لا يمكن ان تفرط فى حقوق شعبها وأنها ستدافع عنها بكامل مخزونها الاستراتيجى من الحكمة والقوة، وباسم مصر قاد وسيقود الجيش التنمية فى ربوع البلاد.