«البحوث الإسلامية» يكشف عن ثواب ترك المال للباعة الفقراء

مجمع البحوث الإسلامية
مجمع البحوث الإسلامية

أجاب مجمع البحوث الإسلامية عن سؤال حول ترك مال زائد للباعة الفقراء.

وقال المجمع: "نشكر للسائل صنيعه الذى يتوافق مع قيم الإسلام وأخلاقه، وأعلم بأن المال الذى تتركه للبائع يعدُّ صدقة سر إذا نويتها وهى التى تكون بينك وبين المتصدق عليه لا يعلم بها أحد فظاهر الفعل بيع وشراء ولا يعلم الناس بما تتركه له من زيادة".

وتابع: وفى الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: وفيهم : ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.  متفق عليه.

وقال القرطبي: وقوله: "ورجل تصدَّق بصدقة فأخفاها" هذه صدقة التطوع في قول ابن عباس وأكثر العلماء. وهو حضٌّ على الإخلاص في الأعمال، والتستر بها، ويستوي في ذلك جميع أعمال البر التطوعية. وقوله:  "حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه"؛ هذا مبالغة في إخفاء الصدقة، وقد سمعنا من بعض المشايخ أن ذلك أن يتصدق على الضعيف في صورة المشتري منه ، فيدفع له درهما مثلا في شيء يساوي نصف درهم . فالصورة مبايعة، والحقيقة صدقة، وهو اعتبار حسن.

اقرأ أيضا:مجمع البحوث الاسلامية: 4 أصناف للناس من حيث المواقيت المكانية للحج

وأمد المجمع أنه معلوم أن الإسلام قد راعى مشاعر الفقير بحيث جعل الكلمة الطيبة خير من الصدقة عليه واقترانها بما يؤذيه ومن الناس من يتأذى برؤية الصدقة يأخذها من الغني. قال تعالى: "قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ" [ البقرة/ 263]. وأن صدقة السر أفضل من صدقة العلن.

وقال تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [ البقرة/ 271]. قال الطبرى رحمه الله: فإخفاؤكم إياها خير لكم من إعلانها. وذلك في صدقة التطوع. [ تفسير الطبرى, 5/582].